بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

الأمير ..سلوك وجهاد وكلمات



درنة..9 يوليو 1944
-----------------------------------------
   الأمير إدريس في درنة داخل مبنى المحكمة (سابقا) في شارع حشيشة , على يمينه السيد محمد سرقيوة , وعلى يساره علي باشا العبيدي.
وقد القى الأمير خطابا قال فيه:
مواطني الأعزاء ...
أشكركم من صميم فؤادي على حفاوتكم البالغة ، وأهنئكم على خلاصكم من الأعداء ، وأعد نفسي سعيداً بهذا اللقاء الذي طالما اشتقت إليه وكم أنا مبتهج حيث أرى نفس بينكم وفي بلادكم درنه الجميلة.
ومما قاله ايضاً:
أوصيكم بالاعتماد في كل شيء على أنفسكم لتعاونوا بذلك الحكومة على صالح بلادكم . كما أوصى بالتزام الصبر والإخلاد إلى السكينة والتحابب فيما بينكم والإخلاص في أعمالكم. ولا فـرق عندي في توجيه خطابي هذا لكافة مواطني من مسلمين ويهود ونصارى , إذ كلكم أبناء وطن واحد يظلكم علمكم الوطني, وأن للوطن عليكم حقاً بأن تكونوا أبناء بررة للذود عنه. كما أوصيكم بالانكباب على العمل المثمر مثل الزراعة والصناعة والمحافظة على مخلفات العدو الزراعية والعمرانية والآلات الميكانيكية وأني آمل منكم أنكم ستقتفون آثـار من سبقكم من الشعوب العربية الناهضة في مضمار الثقافة العصرية، مع المحافظة على تقاليدكم الوطنية والقومية وقواعد دينكم الحنيف .
وختم بالقول:
وختاماً أوصيكم بتقوى الله العظيم وإتباع سنة نبيه الكريم لتنالوا السعادتين الدنيوية والأخروية , فقد قال «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه»
(رواية الباحث المؤرخ يوسف عبد الهادي )

القمر الاحمر ..........

"ليست الحقيقة قاسية ، إنما الخروج من الجهل إليها ، مؤلم ...أنه كآلام الوِلادة "
(نجيب محفوظ ..قصر الشوق )

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

محمد حسن .. مرة اخرى

 



صدى السنين الحاكي ...محمد حسن :
عدّى رجب وقصيّر....... لا علم جاني لا الحال تغيّر
سلمّت للي ف السحاب يسيّر ...هذاك هو دواء لحنيني
   يوم فتح مكة ..مرّ سعد ابن عبادة حاملاً راية الأنصار منتشيًا بالنصر على قريش ، مرّ بأبي سفيان وردّد في وجهه : "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحّل الحرمة، اليوم أذلّ الله قريشا"...حزن أبو سفيان وأنكسر ..علم النبي بذلك...فأغتاظ من سعد قائلا : "بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظّم فيه الكعبة، اليوم أعز الله قريشا" وارسل إلى سعد من أخذ منه الراية ودخل المسجد ومعه المهاجرين والأنصار وبعضًا من قُريش وخطب فيهم قائلاً : “الناس من آدم، وآدم من تراب”، ثم تلا آية "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير"...كم من دروس إنسانية في هذا الموقف ...كان هو الاعلان المُبكر لحقوق الانسان والدعوة للتمدّن مع من حتى من نختلف معه في جنسه او دينه..شوّهه من يدّعون اليوم انهم أوصياء علينا وعلى الثورة وعلى الدين ويفتون باسم الله ...فشوّهوا كل القيم الانسانية التي اتى بها دين الاسلام في فجره..يجعلنا في اشد الحاجة ليس للثورة على الدين ،إنما ثورة على من افسد الدين من تأويلات البشر وفتاويهم المضلّلة لروح الدين الاصلية والتي هي مقاصد الشريعة السمحاء وهذا ما عالجته الحركة السنوسية الاصلاحية في عموم ليبيا يومًا...فهي وحدّت ولم تفرّق ..وتسامحت ولم تدعوا للانتقام او العزل او الاقصاء تمثّل ذلك في قول الملك إدريس رحمه الله يوما .."حتحات على ما فات" ..فأسس ورِفاقه من كل البلاد دولة ودستور وأمة ليبية وسعت كل الطوائف والملل والأجناس أسماها في خطاب الاستقلال المجيد (24 ديسمبر 1951) .."الامة الليبية العظيمة . "
هذا الفنان ورغم نقدنا له في فترة ما، لكونه كان ممن غنى للاستبداد يوما  ...إلا اننا لنكون مُنصفين لاننكر ابدا كونه فنان ذو قدرات فنية وموسيقية وصوتية عالية وكم أمتعنا بفنّه الغير سياسي وقد يكون للرجل أعذاره لأننا لم نتح الفرصة لأحد بأن ياخذ حقه في الدفاع عن نفسه..كم أمتعنا يوما بسمفونية رحلة نغم والتي تغنى فيها ومن شاركه من فنانين مُحترمين بكل مناطق ومدن الوطن الحبيبة وقد يكون قد أضطر إضظرارا لمزج بعض المقاطع فيها لتمجيد من كان حاكما على الرقاب والمال والفن والإعلام والتاريخ والإذاعات ،لا يريدها إلا ان تتغنى باسمه و(عبقريته)....مع بُعد المقارنة الموضوعية ..تغنت ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش للملك فاروق ثم تغنوا لعبد الناصر وللسادات ولو كانوا أحياء لكان من الممكن ان يتغنوا لمبارك و لثورات يناير ويونيو ..فلم يجعلهم ذلك خارج العبقريات التاريخية الادبية والفنية التي يُشاد بها الامس واليوم وغدا ..هذه هي ميزة الاستبداد بكل أشكاله في اوطاننا ..وهي ان هذا الاستبداد يسيطر على كل شىء ولا يريد لاحد إلا ان يكون في إطاره المرسوم ولو كان لهذا الاستبداد الامس واليوم سلطة على الطيور والقمر والشمس لجعلها لا تدور إلا في فلكه !
فلنكن مُنصفين ومُسامحين ونقول لكل من لديه موهبة وقدرة من الابداع ..حتحات علي ما فات ..ولندع مائة شمعة تضىء هذا الوطن المكلوم وخاصة انه لم يقتل او يشارك في قتل او هدر دم أحد ولم يسرق الاموال كما فعل كثيرون قبل وبعد الثورة ولم يشارك في الفساد ولم يشارك في (الهلت) الذي حصل ولم يشارك في إستيراد وزرع المتفجرات والالغام ...ولنقل ان حق المواطنة والحقوق المدنية هي حق لكل ليبي وليبية ما لم تُتنزع بحكم قضائي عادل ..وأرحموا من في الارض ليرحمنا من في السماء ...ولا تلوموا الناس إن هم بعد إقصاؤكم المستمر وتسمياتكم المضحكة وفتاويكم الجائرة .. قد أنضموا لطرف أخر ...ضدكّم  ..!

السبت، 15 ديسمبر 2018

ما منّك زوج

الوقت كالمُحيط ... حتماً سينتهي يومًا إلى ...شاطيء"
(الفنّان الشاعر الأمريكي بوب ديلان ،الحاصل على جائزة نوبل 2017 للآدا
ب )

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

حكمة جبران ...

إن أصعب المعارك التي تخوضها أحياناً ...
وسط هذا الضجيج ....
هي معارك العودة إلى طُهرك القديم.....
(جبران خليل جبران)

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

شهادة .............


"لو يذكرُ الزيتون غارسُه...لصار الزيت دمعاً"
هذا الذي تآمروا عليه :
   "سمّاه (الكثيرون) «الملك الورع». أمضى حياته في العدالة وبناء الدولة قبل الصوم والصلاة والتقوى. بدأ حاكماً على ولاية برقة، لكنه برغم السنوات الصعبة والفقر والاستعمار الإيطالي الذي ناضل ضده طوال عمره، استطاع أن يوحّد ليبيا من حوله، وأن يوّحد الليبيين الذين رأوا فيه نموذجاً للتقوى والسلطة الحكيمة. ولما توفي محمد إدريس السنوسي، تبيّن أنه كان السياسي العربي الوحيد الذي لم يفتح حساباً مصرفياً في أي مكان خارج بلاده ولا داخلها . عندما جاء إنقلاب سبتمبر1969 ، كان الملك إدريس في رحلة علاج في (اليونان). لم يستطع أن يسدد تكاليف العلاج، فسددتها الحكومة اليونانية. وأرسل ما تبقى معه للدولة الليبية ومن ثم جاء إلى مصر حيث استضافته مصر حتى وفاته رحمه الله .
    ذلك كان الرجل الذي خلّفه قائد (الجماهيرية العربية الاشتراكية الشعبية العظمى)، الذي يقال إنه ترك في المصارف نحو 150 مليار دولار متوزعة في الداخل والخارج وبلد فقير ومُنهك وبلا مؤسّسات ولا دستور وكثير منها لا يُعرف مكانها وإن عُرفت فهي صارت بتصرّف اخرينّ . لكن هذا حال معظم الاشتراكيين العرب الذين أرادوا تحرير الأمة من الاستعمار، فأدخلوها جنة الاستبداد والخراب.
حاكمت ثورة (الفاتح العظمى) إدريس الأول غيابياً، وحكمت عليه بالفساد والتعامل مع الاستعمار. هو الذي بحكمته وهدوئه حرر ليبيا من الفاشية الإيطالية ووحّدها من فزان إلى طرابلس مروراً ببنغازي. ولم تكن له حاشية ولا عسكرٌ ولا لجانٌ تضطهد الناس في البيوت والشوارع وتقيم منصات الإعدام في الجامعات. قد يجد المرء سبباً للانقلاب في أي دولة أخرى كما حدث في العراق أو في اليمن، لكن التطاول على حكم إدريس الأول كان ظلماً صرفاً وجهلاً موصوفاً. همّه الأول كان الحفاظ على وحدة البلاد، ومن أجل ذلك، عدل بين القبائل ولم يحرّض بعضها على بعض كما سيفعل الفاتح فيما بعد. ورسم خططاً تنموية متواضعة تتماشى مع طاقات ليبيا القليلة في تلك الأيام، وقبل أن يتحول النفط إلى ثروة يبددها (الفاتح) في تمويل الحروب الأهلية - من آيرلندا إلى لبنان - بحثاً عن دورٍ للقائد الملهم يتناسب مع طموحاته وأمانيه بأن يقود العالم العربي، ومن ثم العالم الثالث، ومن ثم العالم بأجمعه.
   لم يكن إدريس الأول ملك الورع فحسب، بل كان أيضاً ملك الخفر القومي والوطني. ولم يرزق بأبناء ، فاكتفى بأن تبنى يتيمة من الجزائر، وكان واضحاً للجميع أن كل الليبيين أبناؤه من دون استثناء. فلم يطلق خلفه المجرمين يغتالونهم في أوروبا. ولم يضع يده على أموالهم وممتلكاتهم. ولم يسكن بعيداً عنهم في ثكنة عسكرية بل عاش بينهم مثل الرعاة والآباء الحقيقيين. وأقام مع الدول العربية علاقات سوية دافئة وبعيدة في وقتٍ واحد ."
(سمير عطا الله ، صحافي لبناني ..بتصرّف)

رجل ووطن ...

تاريخ الرجل ....هو تاريخ صناعة وطن ...

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

ميلاد امة ...




مُعجزة الميلاد وسهولة التفريط ..عظمة الآباء وجحود الأبناء :
   بعد جهاد وتضحيات بشرية ودبلوماسية دامت سنين من قبل المُجاهدين و الآباء المؤسسين ..كانت ليبيا ...أول دولة في تاريخ هيئة الأمم المتحدة ..يصدر بها قرار من هذه الهيئة بمنحها ألاستقلال كدولة عضو ودولة مستقلة ذات سيادة ..صدر هذا القرار بتاريخ 21 نوفمبر 1949 يحمل الرقم 289 والذي على أثره تم إعلان إستقلال ليبيا في خطاب الملك إدريس السنوسي بقصر المنار ببنغازي في 24 ديسمبر 1951 والذي بدأه بتهنئة (الامة الليبية الكريمةِ ) بهذا الإنجاز التاريخي ..وميلاد وطن ...وهذا مقال يبين حالة ليبيا ابان الاستقلال ..مضطر لإعادة نشره لعودة الوعي المفقود خاصة لأجيال واكبت عقود من التجهيل والتزوير ..الممنهج:
ترجمة نص المقالة التي نشرت في صحيفة التايم (TIME) الأمريكية يوم الأثنين الموافق 31 ديسمبر 1951 ، (بعد سبعة ايام من الاستقلال( 24 ديسمبر 1951) بعنوان: LIBYA: Birth of a Nation
ليبيا : مولد أمــــة
______________
    في طرابلس وبنغازي حيث ساد نواب الحكام الفينيقيين والقياصرة والعثمانيين ، وحيث تناثرت اخر بقايا امبراطورية موسوليني هباء تحت شمس افريقيا لمعت راية جديدة تعلن ميلاد المملكة الليبية المتحدة ، اصبح قائد روحي مسلم مسن وحكيم ، أحدث ملك في العالم ، الملك ادريس الأول ملك ليبيا وبذلك توحدت اقاليم ثلاثة ” برقة وطرابلس وفزان " تفصل بينهما صحراء شاسعة ، تحت برلمان ذي طراز أوروبي ، ودستور مستمد من تشريعات اثني عشر بلدا اخر.
انه ميلاد فريد من نوعه لبلاد مكونة من مدن بائسة وواحات مبعثرة في براري رملية وقفار قاحلة مترامية الاطراف تبلغ مساحتها ثلاث مرات مساحة تكساس وهي اول دولة تولد بقرار من الأمم المتحدة في التاريخ .
ولكن هذا المولود الذي ولد تحت براثن الفقر وسط العالم العربي السقيم موصوما بلعنة الجهل ، ليس أمامه أي فرصة ليبلغ سن الرشد ،وسكان ليبيا البالغ عددهم مليون وخمسين الف ، يعرفون كلمة “الأستقلال” ولا يملكون إلا إرث قليل لتفعيله.
ليس بهذا البلد كليات جامعية ، ولديهم فقط 16 فرد يحملون مؤهلا جامعيا ، وثلاثة محامين . ليس هناك طبيب ليبي واحد أو مهندس او مساح او صيدلي . فقط 250 الف مواطن قادر على كتابة اسمه ، اما الباقين فيستعملون البصمة للتوقيع. أمراض العيون خاصة التراكوما منتشرة جدا لدرجة أن 10% من السكان مصابون بالعمى .
متوسط الدخل السنوي للفرد 35 دولار تقريبا , وهو اقل من أي قطر عربي آخر ربما باستثناء اليمن . ولم يبقى من آلاف المهاجرين الإيطاليين إلى ليبيا لخلق مستعمرة موسوليني النموذجية سوى 47000 إيطالي متقلدين لبعض الوظائف ويمتلكون المزارع ويديرون الأعمال التجارية كما ان ثمانية أعشار الليبيين هم اما مزارعون او رعاة ماشية وعلاوة على ذلك يذكر مسح غير مشجع للأمم المتحدة أن هذه البلاد “يصعب عليها توفير الطعام لسكانها”.
باستيرادها لضعف ما تصدره فلا مناص لهذه الدولة من تسجيل عجز في ميزانيتها . ان النقل بالسكة الحديدية في المملكة عبارة عن قاطرة بخارية واحدة وقاطرتا ديزل وقليل من عربات النقل المهترئة تسير على 200 ميل فقط من السكك الحديدية بين طرابلس وفزان . ليس هناك خطوط هاتف او تلغراف او اتصالات راديو عدد السكان : طرابلس(800 الف نسمة) و برقة(300 الف نسمة) وفزان(40 الف نسمة) ولم يتوفر لهذه الولايات ادارة مشتركة باستثناء السنوات الأخيرة من الحكم الإيطالي (من عام 1935 وحتى الحرب العالمية الثانية)..
حتى الامم المتحدة ليست على يقين بأن مثل هذا الطفل المعلول سيظل على قيد الحياة . ولأن القوى العظمى لم تستطع الاتفاق فيما بينها بخصوص مستقبل ليبيا المستعمرة الإيطالية سابقا ، فان دول الامم المتحدة الصغيرة بقيادة الدول العربية العجولة ودول امريكا اللاتينية استطاعت أن تمرر قراراً يمنح ليبيا استقلالها في مدة اقصاها اول يناير 1952م...
    لقد ترك هولندي ممتليء قصير القامة يدعى ادريان بلت ، عمله كمساعد للأمين العام للأمم المتحدة وعُين كمبعوث للأمم المتحدة لدى ليبيا آخذ معه فريقا من الخبراء للعمل هناك ولقد قرر المجلس المؤقت والمكون من 60 عضو ليبي- 20 من كل ولاية والمُجتمِع تحت جناح الامم المتحدة ان يكون البلد ملكية فيدرالية ، وقام بكتابة مسودة الدستور والتخطيط للانتخابات وبدون اي جدال اجتمعت كلمة المجلس على تنصيب السيد محمد ادريس المهدي السنوسي ، أمير برقة ، ملكا على البلاد ويعتبر هذا الأمير زعيما روحيا وسياسيا للطريقة السنوسية ، كما يعتبر في ذاته اقوى شخصية في ليبيا.
لقد قاد الملك إدريس الأول رجال القبائل السنوسية في حربين ضد الإيطاليين ، وهو يقطن الآن ثكنات إيطالية قرب بنغازي حورت كقصر له ، إنه العربي المتناسق الاطراف البالغ من العمر 62 سنة والمتبحّر في العلوم الاسلامية ويرتدي ثياباً زرقاء كتلك التي يرتديها ملوك البدو ويتكلم بصوت رفيع ذي نبرة عالية . إنه يثق في الغرب ويصف في احاديثه الخاصة الجامعة العربية المتكونه من سبع دول بأنها “تحالف الضعفاء” ولكنه يعترف بالعلاقات الروحية التي تربط ليبيا مع بقية العالم الإسلامي وفي نفس الوقت يخطط للانضمام إلى الجامعة العربية . يقول خبير بريطاني في الشأن الليبي “اذا كان هناك شخص قادر على توحيد هذا البلد فهو الملك إدريس، ولأن هؤلاء الناس يؤمنون بالإسلام فإن الرابطة بينهم هي الإسلام . إن اول خطوة في هذا التوحيد هي صدور المرسوم الملكي الذي يقضي بانشاء عاصمتين الرئيسية في طرابلس والثانية في بنغازي .........
   بعد العمل لمدة سنة مع الملك ووزرائه المصابون بـ(داء التفاؤل)، اصبح حتى بعض الاجانب المشككين تحدوهم الآمال “ثمة فرصة لديمقراطية حقيقية هنا” يقول أدريان بيلت “أظن أن الليبيين يستطيعون ان يجربوا حظهم فهم مفعمون بالنشاط وعلى استعداد لخوض التجربة وفي مرحلة استقلالهم هم محتاجون للعون الخارجي اكثر مما احتاجوا إليه عندما كانت بلادهم مستعمرة . وبريطانيا التي تأمل أن تكون الأخ الكبير . وفرت عددا من الكوادر المدنية لتشغيل دولاب العمل الحكومي وخصصت 6 ملايين دولار لدفع الأمور إلى الأمام (مقابل مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكيه) مع استعداد بريطانيا لضمان تغطية العجز في الميزانية السنوية والفرنسيون أعاروا بعض الخبراء لولاية فزان وهم يوفرون لها نصف مليون دولار سنويا.
جاذبية ليبيا لأمريكا وبريطانيا وفرنسا سوف يسمح لهم بالاحتفاظ بالحاميات العسكرية في ليبيا وامريكا بقاعدة “ويلس” قرب طرابلس ولكن قادة ليبيا الجدد أظهروا أنهم لا يريدون ان يكونوا طالبي مساعدات دائما ، وقد علق احد الدبلوماسيين الغربيين بالقول:”حتى الان برهنوا على أنهم يحرزون تقدما مشجعا، لأنهم طلبوا النصيحة الفنية مع المساعدة الماليه”.
    عندما اقترب يوم الاستقلال في الأسبوع الماضي نظرت الى الحكومة الليبيه باحترام يصل إلى حد القداسه . فقد كان الوزراء يوزعون أنفسهم بين العاصمتين في طائرة مستعارة من الأمم المتحدة بهدف تنظيم احتفالات ستدوم ثلاثة أيام وقام أحدهم باستدانة مدفع هاورتزر أمريكي لتحية هذه المناسبة باطلاق 101 طلقة وقد وجدوا عجوزا تركيا يعرف كيف يستخدمه . وقام فريق من الفنيين بالجيش الأمريكي بزيارة الملك المعتكف في مكتبه لغرض تسجيل خطابه الذي سيزف إعلان الإستقلال وقد أعاد الملك قراءته أربع مرات وبعد ان تم بث التسجيل اتسعت عيناه دهشة وقهقه ضاحكا.
ان المواطن العادي المتجول في اسواق طرابلس الشعبية أو الذي يعيش في وسط تلال الرمال في فزان لا يبدو واثقا من معرفة ماذا يحدث ولكنه كما يملك دائما كلمة تطالب بالاستقلال فإنه يملك كلمة يعبر بها عن الأشياء غير المفهومه وهي “إن شاء الله”..

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

الأحد، 18 نوفمبر 2018

الصادق 2




"الواعظ يستطيع أن يطلب منك أن تبتعد عن الشر و يعطيك مائة سبب مُقنع لكي تسمع نصيحته ، ولكن الفن النبيل وحده هو الذي يستطيع أن يمنحك القدرة على أن تكره الشر وتحب ..الجمال . "
الصادق النيهوم

السبت، 17 نوفمبر 2018

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

الصادق ............








    الأمس مرّت ذكرى وفاة الكاتب الليبي الصادق النيهوم (15 نوفمبر 1994) ، رحمه الله . . ذلك الرجل الذي حتى وإن اختلفت معه في بعض الافكار والامور ، ستجد نفسك تتفاعل معها شئت ام أبيت خاصة تلك التي يشير اليها بمشرط جرّاح في جسد الثقافة والممارسات والسلوكيات الاجتماعية الليبية...
أجرت إعلامية لبنانية يوماً مقابلة مع الكاتب والاديب الليبي (الصادق النيهوم) (1937 بنغازي - 1994 جنيف) في الثمانينات ، تلك الإعلامية التي كانت على ما يبدو غير مؤمنة بوجود كتّاب ومثقفين ليبيين بذات مستوى الكتّاب والمثقفين في لبنان او سوريا او مصر، فكانت في تلك المقابلة تبدو من خلال أسئلتها وكأنها تريد ان تُظهر هذا الامر وتُبرهن عليه ، فكانت في بداية الحلقة (واخذة العلو عليه) كما يقولون ..ومن خلال الاسئلة والاجوبة أنتهت الحلقة بأن بدت تلك الاعلامية كأنها تلميذة أمام النيهوم والذي بدا عملاقاً فكريا وثقافة وموقف وردود ، وخاصة وأنها في نهاية الحلقة سألته : هل تحب فيروز ! ..نظر اليها الصادق طويلاّ ، ثم أجاب بنظرة وإبتسامة جادة : " سيدتي ، انا لا احب فيروز ، انا احب صوت وأعمال فيروز" ...
(رواية صديقي ...عبد الرازق عوض )

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

مكارم الاخلاق





"لقد حاولوا دفننا ، ولم يعلموا أننا... البذور "
باولو كويلو
ردّ ابن الاصل والاصول :
    كنت قد كتبت إدراجاً عن الأستاذ سليمان الساحلي ، وزير التربية والتعليم ابان فترة (الانتقالي) ، لم ابغي من ورائه جزاءً ولا شكورا ، فقط لتبيان ان ليبيا لا يزل بها (يا قلبي بقية من رجال ومكارم أخلاق)...كتب اليّ الفاضل الاستاذ الشاعر الاديب سليمان على عادة ابناء الاصل والاصول ، رسالة مليئة بالشكر والتقدير والامتنان ،أستاذنته بنشرها ، فأذِن لي :
" أسعد الله مساءك بكل خير أستاذ مفتاح ... منذ عدة أيام وأنا متردد في الكتابة إليك ، ليس فقط لأنني لا أجد من الكلمات ماتعبّر عن الشكر والامتنان لأوسمة الشرف التي منحتني إياها ، ولا لعجزي عن وصف بهجة إمرأة عجوز قاربت التسعين من سنين العمر ، ومعها جميع أفراد العائلة الذين تربّوا على قناعة أن السمعة الطيبة هي رأس المال في هذه الدنيا، بل لأنني أعلم مسبقاً بماذا سترد ، إذ هي القناعات التي لا تبتغي من ورائها جزاءً ولا شكورا ، فهذا ما تعتقده في أناس خدموا الوطن وأحبوا الوطن ، والذي - في الواقع - يعكس مدى انتمائك وحبك لوطنك ..وكما علقت شقيقتي الكبرى ( كلام طيب في الزمن الخبيث ) ،أما أنا فأود أن أسرّ لك بشيء ، عندما قرأت ماتفضلت به تذكرت والدي رحمه الله ( الراحل علي الساحلي رحمة الله عليه) ، ( عندما توفيّ كان ممسكاً بيدي ) ، رافقته في رحلة العلاج بالأردن ، كان مغرماً بمواقف الرجال ، يردد دائماً عبارة ( الصيت أطول من العمر ) ، أخبرني بمواقف خاصة لرجال أفذاذ خدموا الوطن ( محمد السيفاط ، حسين مازق ، مفتاح بوشاح ، عبدالحميد العبار ، محمد سيف النصر .. وغيرهم الكثير ) ... كان يردد رجال يا ابني رجال ، حتى عندما يختصمون كانو رجالاً . لك كل الشكر والعرفان أستاذ مفتاح ، من أول السطر حتى آخر الدمع...."

دونِك الهنْ ,....

    

جيتي اصداف اوهام __ دونِك الهنْ يا الذاهبه....
جيتى اصداف مطارح __ما هي ابنيِتك __ غير عقلك سارح..
ودونِك الهنْ يا الذاهبه !
(الشاعر الشويب محمد الصيفاط)

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

ليبيا يوماً :



عندما رأيت الصورة ..تذكرت الأبيات (عن الناقة) :
شايلينـك وانتِ كنتِ اللـي شيّالـه *** الدنيـا قديمـة كـل يوم بحالـة
أنتِ اللــي كنتِ رفّاعــــه *** احمولك اثقال نهار كيـل القاعـه
تجـي مجاريد ايام نوّ اقطاعـه ** وقاسي ايديك عكب جوابه عالجلجاله 
وعاصيه عــــــا الرقّاعـه **** مـوالك قديـم منسلات اجمالــه
وفشهادتي مالديـن يا بـرطاعـه ***** أن قـلّك عطيب وقلّـة الـرجّالـه
نصبـر وباب الصبـر لله طاعـه ***** يخلّـن الـراجل دمعتـه شتوالـه
ما من اللـي هوّن الراس وباعـه **** علي سبايبك قـزّن اصغار اعيالـه
(ابيات من قصيدة للشاعر ابراهيم بوصوكاية، وأكمل أبياتها الشاعر إبراهيم بوجلاوى . ..رحمهما الله )
(الصورة... ارشيف عبدالحميد المجدوب‏ )

شعاع من ضوء ...في فضاء مُعتم


   ومن الرجال والنساء من يصعب نسيانهم: 
...من الرجال الذين أحترمتهم ولازلت... ابن الأستاذ الراحل علي الساحلي (1924-2004) ، رئيس الديوان الملكي من عام 1958 وحتى 1965 ، انه المعلّم والأديب والشاعر والعصران الاستاذ سليمان الساحلي ( وزير التربية والتعليم في أول حكومة انتقالية ) ..قابلته مرة واحدة وسمعت عنه كل الخير وعمل في ظروف صعية للغاية .. ليس لي به أية قرابة.. لا من قريب ولا من بعيد ، لم يُعاد تكليفه في الحكومة الانتقالية الثانية بأسباب بدايات المحاصصة الحزبية الايديولوجية التي ضربت بلادنا في مقتل ..فهو لم يكن محسوباً على اى تيار، غير التيار المدني الليبي الوطني ..دخل كمواطن ليبي شريف وخرج أشرف..تم تكريمه فيما بعد ، ليس في وطنه للأسف ، بل  خارج الوطن ، في الهند. حيث فاز بجائزة تكريم الكونغرس العالمي للتعليم في مدينة بومباي الهندية 2013 نظير جهوده في إبقاء العملية التعليمية الليبية حيّة رغم الظروف القاسية التي مرت بها ليبيا خلال تلك الفترة ..احترمته اكثر ..وتذكرته اليوم ..ليس لشىء ، فقط لأنه كان نموذجًا لمن كان يعمل بصمت ، ويخرج بصمت ، ويحب ليبيا بصمت كما هي عادة الشرفاء والعصارى..وما اكثرهم في وطني من الرجال والنساء ، وهؤلاء هم ...ملح وعبق الارض الليبية الطاهرة وعطر وأمل الوطن ... تحية منيّ له ولأمثاله من رجال وحرائر الوطن .. اينما يكونون واينما كانوا.وخاصة وان الكثيرون منّا يمتلكون ذاكرة السمكة ..وإن تذكّروا لا يذكرون إلا المتمدّدون والعائدون للمناصب و للتوزير غصباً عنّا ..

الأحد، 28 أكتوبر 2018

صدى السنين الحاكي



ايام ما يسمى بـ(الاسواق الشعبية الجماهيرية) ..وغلق وقفل وتأميم كل الاسواق والشركات الخاصة ،كنت حديث الحضور للوطن بعد غياب..ولم افهم بعد ما يجرى من تطورات على الساحة التجارية والاقتصادية بفضل (النظرية العالمية الثالثة ) .. ..كُنت مارّاً بشارع المستشفى (شارع عمر المختار ) بمدينتى البيضاء ..رأيت مواطنا يمر من امامي ..مبسوط (ليس على الطريق العراقية ..بالعراقية المبسوط يعني المضروب ضربا مُبرحا) ولكن بالطريقة الليبية يعني فى اخر انبساطه وفرحه ..ورأيته مزهوا يحمل باكوين شاهي احمر باليد وباليد الأخرى ..محقن بلاستيك اخضر اللون!...سألته .. ما كانت تلك الزحمة التى رأيتك تخرج منها..من امام ذلك السوق العام فى الشارع ؟....فقال لى : تلك الزحمة على توزيع باكوات شاهي حمرا .!....شكرته ولكننى زدته : اراك تحمل باكويّن شاهي ...ولكن ارى معهما محقن اخضر اللون ...! ..أجابني ...الزحمة كانت على الشاهي التى كانت مفقودة لمدة ...اما عن المحقن ...فقد قالوا انهم استوردوا كمية كبيرة جدا من المحاقن ولم يشتريها احد لان الناس ليسو بحاجة لها ..فالمحاقن موجودة بكثرة حتى من قبل ..يقال ان شركة الاسواق استوردت كمية كبيرة جدا من المحاقن..بكل الالوان والمقاسات ...عمولات ياسي ..ولذلك فرضوا علينا ان من يريد شاهي ..عليه ان يأخذ معها محقن تحت مصطلح اقتصادي جديد وهو (تحميل سلعة زاطلة مع اخرى مطلوبة )..ولأننا بحاجة ..فقد امتثلنا لهم ..ولأمرهم ..ونا جا حظّي واحد خضر كما ترى ..هل تريد استاذ مفتاح هذا المحقن !..شكرته...رغم اننى ايضا كنت بحاجة للشاهي مثل غيري من الناس الا ان حكاية المحقن جعلتني اضحك واستمر فى طريقي...ايام ومرّت ان شاء الله ..وحفظ الله الوطن ..وابعد عنّا كل انواع والوان واشكال المحاقن وسياسة التحميل والتنظير والترتيبات والمشاريع الايديولوجية وجماعات الحلول النهائية ..يا رب .

الجمعة، 26 أكتوبر 2018

قصيدة الشيخ المُجاهد خليل العريضة البرعصي

....قصيدة الشيخ المُجاهد خليل العريضة البرعصي (البيضاء) موجهّة للملك ادريس (1964) ، رحمهما الله ، ..حتى المُطالبة والمُعارضة من ذلك الجيل الطيب ، كانت طيبة وكريمة ونبيلة ..:
اول كلامي هي صلاة نبينا *** شفيع الخلايق يوم صهد النار
وثاني كلامي يالله عطينا *** ارضايت اصحاب الشان والمقدار
اللي جدودهم عنهم الورد *** خذينا شرابا نقي صافي مري للجار
ملا قلوبنا بالحب نين اروينا ***امراغبين في ذكره مساء و افجار
ياسيِدنا جدك عزيز علينا *** وهو زاد منه سابقات اخبار
لا الغيرنا انعطوه لا يعطينا *** من دون الخلايق له اساس عقار
واحنا ما انسينا وانت تنسى فينا *** مواجع اومنها كلنا سمّار
مي عيب سيِدي انكان شكينا *** واحنا اخوان ونحفظوا لاسرار
واحنا اخوان وكلشي عانينا *** ايام التعب والكبر في لدوار
وينما اغلبنا لاجيين مشينا *** هجرنا الوطن اللي عزيز عقار
مالهجرة اللي واجبه وجوب علينا *** لا جابنا طامع ولا سمسار
وينما دعيت لدعوتك لبينا *** طايعين لامر كبارنا واصغار
وعام لربعين اخيار شاهد فينا *** عللي خالفوا واللي معاك انصار
واليوم ملعرب تمى ضنين اجينا *** كلامك ومالنا امعاك اسرار
ومقدم جميع الغير وامبقينا *** ومعاك وقتنا عاكس علينا دار
واحنا رعيّه وانت هو راعينا *** مسيول عنا راك يل مغوار
وشيخنا الروحي في طريق نبينا *** الا الحكم مو دايم الا القهار
واحنا جنود عرشك لا محاله فينا *** ومحافظين ما نسهوا عليه نهار
بالله العظيم انكان تامن فينا *** انا مخلصين ودير ما تختار
والله والنبي دونك روف علينا *** متضايقين رانا جاغمين مرار
الا حكومتك ماضية اتماطل فينا *** ولا في الجبل ناويه اتدير عمار
وفيه ماده تقدر بها ترضينا *** العاصمة البيضاء في الجبل تندار
واللي يراجع التاريخ في ماضينا *** يلقاها روادة صاحب التذكار
وفيها ارويفع من انصار نبينا *** وينزع النور اللي كسا لنوار
وياسيدنا عفوك انكان اخطينا *** حتى ربنا في الزلاّت غفّار
(أرشيف ...مدونّة البيضاء )

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

في الحياة ....

"في الحياة ، احياناً كثيرة ، هناك سنوات تسأل ، وسنوات تُجيب "
(الكاتبة والروائية الامريكية Zora Neale Hurston)


23 اكتوبر 2011

     بإختصار ..الفترة من 15 فبراير حتى 23 أكتوبر 2011 ..كانت مرحلة مليئة بالأحلام والتضحيات والامل والمروءة والبطولة والتوحّد ونبذ الذات ومحبّة الليبيين بعضهم لبعض ، مشروعهم كان تحرير الوطن فأنتصر الوطن وتوحّد ابناؤه....بعدها جاءنا ما جاءنا ...وبدأ مشروع اخر طُفيلي لايمت لأحلام الليبيين الأصلية بوطن حر كريم يسع الجميع ، بصِلة ، ومرحلة اخرى بعيدة ، تتناقض تمامًا مع الأولى..أوقعت الليبيون والليبيات في حيرة وفتنة وإنقسام ومعارك مع بعضهم البعض لليوم !..الفصل بين المرحلتين مهم جداً لمعرفة ماذا جرى !..هنا يكون للإحتفال معنى وموعظة وتدبّر ومشروع لمستقبل أفضل بعون الله ....

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

العقل والقلب ........



النسيان او التجاهل قرار يتخذّه العقل ...
لكننا كثيرا ما ننسى ان للقلب أحياناً كثيرة ... رأياً اّخر....
(جبران خليل جبران)

الرويعي موسى الفاخري :



 هاردلك الرويعي موسى الفاخري ..ومبروك لشاعر ليبيا :
طريقة إختيار شاعر ليبيا مُباشرة بتصويت المواطنين لا تعني ان من يفوز عددياً هو افضلهم (مع إحترامي للجميع )...ولا تعني ان هذه هي الطريقة المُثلى للديموقراطية او الشرعية او التوافق ، قد يفوز من حصل على اكثر عدد ويخسر من هو اكثر بلاغة وحكمة وشعرا ، بحكم العدد والثقافة (العددية) ، وليس بالضرورة بحكم الجودة والمعنى ..للناس مذاهب واذواق متعددة ، وللشعر الليبي جماليات وزوايا ومعانٍ وتعددية كثيرة بحكم إتساع الوطن وجمالياته وإبداعاته ، نحترمها ونحبّها ونستمتع بها كلها ، من هنا يتطلب الأمر (مجلس شيوخ شعري متخصّص) يجمع كل انواع الاذواق للمصادقة على النتيجة العددية او رفضها او تعديلها ..ليكون الامر متوافق عليه ومقبول وشرعي ..وهذا ما كانت عليه مبادىء دستور الاستقلال ...رحم الله المؤسسون ..ومبروك لكل من شارك ، فكلهم رغم رأيي هذا (وانا مجرد هاوٍ ومستمع للشعر الحكيم والنبيل ) ، ارونا وامتعونا بالتعددية الشعرية الليبية الجميلة ، وشكرا لقناة 218 ولكل من ساهم واتى بفكرة برنامج شاعر ليبيا..
حقيقة لم اُتابع كل المشاركات نتيجة لظروف العمل وغيرها ..ولكني لا زلت احمل إحتراما خاصاً للشاعر الفحل الرويعي موسى الفاخري‏ ..
حتى إن كنت نا فيه ما ني خصيب **وشاعر ما زلت بحساب هاوي
لكن نفرّق الزين فيه مللي عطيب **وعليّ ما تخيل الحجاوي
لا تغرّ بي فيه ودعة الشيب ****** تلصق علي راس مدمور خاوي
ولا يغرّ بي فيه مدح ورجيب *****ومدّ الحليب ، فيه بو سمّ كاوي
كل حرف فيه ، نقرا عقيب *******وعارف دلالات صم اللغاوي
ونفضح تفاصيل وجه المُريب ****اللي من ورا الضحك خافي دعاوي
وصاحبي اللي فيه ظنّي يخيب ****يربح بلا موجعات الحكاوي
إن غاب ما عليه شي ، خلّه يغيب ***وان جاء في عفا يبات شابع وراوي
وروس العرب ديما ماني عليهم ذهيب***** ولا نريد غيرهم ، نخاوي
اطوال العنا اسماح ثني الوجايب ****وشور الخطا قلال مد الخطاوي
الهم في المواعيد صدري رحيب ****وهم زاد ما تخيب فيهم سعاوي ..
(الرويعى موسى الفاخرى‏ ..2012)

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

المؤسسّون :



هؤلاء كانوا زعماء ومؤسّسون ...
أبان عهد الاستقلال والتأسيس في الخمسينات والستينات ،علوم وأخلاق التأسيس والحِفاظ على ثروات الوطن ، وتوجيهات ملك حكيم ونبيل ، استدعت ان يلبس وزراء ومستشارون ليبيون يوماً لباس العمل وبجانب طاويات الأرض (Land Rovers) ، أيام ليبيا لا مال لا فزّاعة فحفظوا الأرض ومن عليها ، فأعطاهم الله ومواطنيهم خيرات ما تحت الأرض ...
(صورة الصديق فوزي خليفة حسين طاهر )

السبت، 6 أكتوبر 2018

عبد الحميد الطيّار

 تربى ودرس وعمل في عهد الكرامة والوطنية والإدارة في الستينات عهد المملكة الليبية ..فأنعكست عليه اخلاقاً وعفّة وتضحية وإخلاصا ، ولم تنل منه ولا من نفسه الطيبة ، الأيام العِجاف التي أتت بعدها مثل ما حدث مع كثير من (الرقّاصة ) الذين مع كل ريح يهيمون ..كنّا طلبة تم إيفادنا لدراسة المرحلة الجامعية بعد الثانوية منتصف السبعينات بالولايات المتحدة الامريكية..وكان ذلك بتوفيق من الله وسيراً على الخطط العلمية التي كانت وضعتها حكومة المملكة الليبية منذ الستينات بإيفاد الطلبة الأوائل من الثانوية العامة ،تخصص علمي ، للدراسة في افضل جامعات العالم ..والتي تم إستبدالها فيما بعد التمكّن والابريليات ، بإيفاد الاكثر (ثورية وغوغائية وقرابة) للتمتع واشياء اُخرى (مع إحترامي للقلّة منهم )..
هناك أستقبلنا المستشار الثقافي بسفارة ليبيا في واشنطن العاصمة ..اللقاء معه بدّد الكثير من مخاوفنا وخاصة منّا الأتين من قرى بسيطة في بلادنا لدولة مثل الولايات المتحدة مرة واحدة ..اذكر ممّا قاله " انتم كنتم صفوة الثانوية في ليبيا ،ارجوكم كونوا كذلك في دراستكم الجامعية وأخلاقكم حتى هنا ..ليس هناك فرق هنا إلا اللغة، ولقد اخترنا لكم افضل معاهد اللغة الانجليزية قبل ان تبدأوا دراستكم الجامعية ..وسأكون متابعاً شخصيا لكل احوالكم وإحتياجاتكم ..بلادنا تنتظركم" ...كانت تلك الكلمات تتردّد في أذهاننا وبإستمرار طيلة مدة دراستنا ، وخاصة وانه كان مُتابعاً لنا بالتلفونات والرسائل (الشكر واحيانا التنبيه وحتى التعزير الحنون والمُهذّب عندما تتناقص تقديراتنا) والتي من خلالها عرفنا انه يتابع الامر مع المعاهد والجامعات ..ولم يدعنا الرجل لحاجة او عطية من احد خلال تلك الايام والسنين الباهية كما كان بهاؤه وإهتمامه وغيرته وحُسن اخلاقه ..لكنه ترك لنا مشكلة ...لازلنا حتى اليوم نُقارن كثير من الاخرين به ....ونقول "شن جاب لجاب !"...
تحية له ولكل من كان معه ..فقد كانوا يعملون ذلك الزمن كفريق عمل متكامل..قبل الزحف الزاحف ..!
انه الاستاذ عبد الحميد الطيار ... أطال الله عمره ومتّعه بالصحة والعافية .


المسؤوليات والصلاحيات :

....المسؤوليات يجب ان تتساوى مع الصلاحيات وإلا كان هُناك ظُلم كبير ..هذه اولى القواعد العادلة والبديهية لمحاسبة الإدارة مهما كان شكلها ، عامة كانت ام خاصة ، عسكرية ام مدنية ، فكيف تُحاسب جهة ما على امرِ ما ، هو اصلا ليس من إختصاصها بعد ، من يرى الكثير من الإنتهاكات والخروقات او الظُلم ثم يصيح ، اين الجيش الليبي وقياداته ويحمّله المسؤولية، ألا يكفيه انه واجناده خلصّوا منطقتنا من الإرهاب وداعميه ودفعوا الثمن باهظاً ، ذلك الأمر الذي خوّلهم به الليبيون والليبيات في جزء من الوطن يوماً علانية ، وفي مظاهرات دفع ثمنها كثير من الأجناد والمدنيين والعسكريين والإعلاميين والكتّاب والحقوقيين ، ام تناسينا كعادتنا ! ..الباقي ..الا يوجد لديكم مجالس اشكال والوان وبلديات وبنوك مركزية ولجان ومُحاورين ونقابات ومحللًين (استراتجيين ) وخبراء (اقتصاديين ) واجسام مدنية اخرى (مُنتخبة ) ولديهم الكثير من التشريعات وماذا عن (دستوركم الإنتقالي) ! ، الا يوجد كثيرين وكثيرات وحتى (ملاطعية وملاطعيات)،اليوم يقولون لا نريد حكم العسكر! ..عندما يستلم الجيش كل المسؤوليات ...عندها نستطيع ان نُشير اليه وبكل قوة ، عن مواقع الخلل والإنتهاك ونحمّله المسؤولية ، فالكلمة الحرة والصادقة ستظل الهدف مهما كانت السُبل اليها ، إلا اننا لا يجب ان نظلم احداً بدون دليل او صلاحيات ..وخاصة وان الساحة (السياسية) و(الاجتماعية) و(الاقتصادية) و(الاعلامية) و(الدولية ) لا تزل تعجّ بكثير من الفاعلين (الشرعيين) على الأقل حسب رأي المجتمع الدولي وبعض من مجتمع (الداخل ) ! ..

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

ألاقتصاد الليبي 2 :


ألاقتصاد الليبي 2 : 

..."صندوق النقد الدولي يفاجئ العالم ويقول ان ليبيا أسرع دولة في العالم في معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 16.4% والسبب يعود الي تطور الانتاج النفطي وازدها أسعاره عالميا حيث زيادات الايرادات النفطية التي يعتمد عليها الناتج المحلي الاجمالي بشكل أساسي من 13 مليار دولار سنة 2017 الي 24.5 مليار دولار سنة 2018 بنسبة زيادة تبلغ 80% عن العام الماضي "
(معلومات د. Suliman Alshahomy)
..من يقرأ هذه الارقام وهذا الخبر طبعاً سيفرح ، إلا ان الواقع لا يقول ذلك ..فلا وجود لنمو ولا لتنمية ، بل ان ((إقتصادنا) صار بلاّعة ، اللي تجي تمشي ) وهذا يعكس ان الارقام و عناوين البيانات خاصة (الاكاديمية) منها ، عادة لا تعكس الواقع ..وان ما هو موجود اعلى جبل الجليد المرمي فوق البحر لا يعكس ما هو غائص تحته (وخاصة انه لا توجد حتى الان ميزانيات محلّية شافية وشفافة عن الايرادات والمصروفات ، تقديرية او حتى نهائية كما دول العالم المحترمة ) ، وانه لا توجد دول ومجتمعات فاشلة واخرى ناجحة ..بل الأصح ان نقول ( هُناك إدارة وسياسات عامة ناجحة وأخرى فاشلة )، والدليل دول ومجتمعات لا تمتلك ثروات طبيعية على الإطلاق (اليابان ، كوريا ج. ، سنغافورة وغيرها ) ونجحت ، ودول تمتلك كثير من الثروات الطبيعية ، وفشلت ( وليبيا الاكثر مِثالاً) ، فنحن نمتلك الثروات الطبيعية (النفط ، الصحراء والرمال ، البحر ، المياه ، الامطار، الارض الزراعية والسهول والوديان والجبال والواحات الكريمة المعطاءة ، قادرة على إنتاج كل انواع الفواكه والخضروات والحبوب والأشجار والتمور ، الموقع الجغرافي مع مساحة واسعة ومتنوعة وقلّة في عدد السكان ومناطق واثار سياحية نادرة ، ..وغيرها الكثير حبا بها الله هذه الارض الطيبة...ضاعت علينا الان قرابة الخمس عقود لنعرف ذلك ...هل نحتاج المزيد من السنوات ! ...لنتوقف عن العبث ..لدينا اجيال ستُحاسب من اضاع ثروات اليوم وثروات الغد ...السيد غسان سلامة قال الامس وهو الشاهد الأممي " (ليبيا اليوم) إيرادات الكويت وحياة الصومال"..ولا لوم على الصومال فهي لا تمتلك ربع ما عندنا من ثروات..ومع ذلك صرت اخاف ان تجتازنا ، ومبروك عليهم ، وعندها لن يكون لدينا ما نتحجّج به .. .......

الخميس، 27 سبتمبر 2018

صدى السنين الحاكي 21 :

 ..دخلت السيدة فتحية حسين مازق ..الى إحدى ما يسمى بإحتفالات تكريم بعض الأجيال من المعلّمين والمعلّمات خلال العهد السابق ..اقامتها ما تسمى بنقابة المعلّمين ذلك الوقت (دعوة شجاعة من تلك النقابة على كل حال وقتها وتزامنت مع إرتخاء قبضة النظام الذي شعر بأنه قد تمكّن من كل شىء ) ..وبحضور جمع غفير من المعلّمين الاجلّاء والمعلّمات المحترمات ، اغلبهم عاصر العهد الملكي الميمون ويعرفون تاريخ المرحوم حسين مازق والدها والذي تولّى فى فترة سابقة ، وظيفة والي ولاية برقة وبعض الوزارات ثم رئيس وزراء ليبيا حتى عام 1967 ويعرفون ردوده الشُجاعة خلال مهزلة ما سمّي بمحكمة الشعب بعد الإنقلاب (1972) ومعاناة أسرته الكريمة ، ويعرفون كذلك تاريخ المرحوم الاستاذ عبد المولى دغمان زوجها ، مؤسّس جامعة بنغازى ايام العهد الملكي ، وكم عانى من ويلات السجن والإهانة هو وأسرته ، بعد الإنقلاب ..وكان حضورها بناءاً على إلحاح من زملائها وزميلاتها ..ليتم تكريمها أيضاً من ضمن المكرمّين ..
عندما تمّت المناداة عليها ..صعدت المنصّة ..سلّمت على القائمين في المنصّة ..استلمت شهادة التكريم ...تمعّنت فيها وهي مُغادرة ..لفت نظرها ان اسمها في الشهادة كان مكتوبا بأسم (فتحية حسين يوسف) ..رجعت ادراجها الى المنصة ..ناولتهم الشهادة ..سيدي..انا معروفة بأسم ..فتحية حسين مازق ...صحيح يوسف هو جدّي ..ولكن الجميع يعرفونني بأسم فتحية حسين مازق ..وان كان هذا يسبّب لكم احراجا ..فلا اريدها ولا حرج عليكم ..وشكرا لكم .. ناولتهم الشهادة وقفلت راجعة... سمع من فى القاعة هذا الكلام ..وقفوا جميعا ..صفقّوا كثيرا ...التفتت الى من فى المنصّة ...قائلة : ( هذا لى هو اجمل تكريم ...من رفاق ورفيقات دربي واهلي ....وشكرا لكم على كل حال) !...حدث هذا فى عز وجبروت وعهد الطغيان ..فلا تنسوا الشرفاء والشريفات ون على مدى اتساع الوطن ولم يغيروا لا على مناصب ولا على مال او سلطة ...فلا تفسدوها عليهم وعلينا !