صدى السنين الحاكي :
إثناء العهد الملكي (1951-1969) وفي بداية الستينات ...صدر قرار من الأمم المتحدة لتشكيل قوات حفظ سلام أفريقية خلال أزمة الكونغو والحرب الاهلية فيها ...كانت ليبيا وبالرغم من حداثة الاستقلال من ضمن الدول المُستهدفة للمشاركة بجنود ليبيين في تلك القوات ....بناءّ على القرار فقد أمر السيد المرحوم حسين مازق والذي كان رئيسا للوزراء ذلك الوقت ..أمر إستعداداً بتشكيل وتجهيز فرقة خاصة تتكون من 120 جندي ليبي وبرئاسة الضابط خليل العبّار (أطال الله في عمره) ، لحين التشاور مع الملك إدريس رحمه الله كما ينص ّ الدستور عن مثل هذه الامور...كانت تعليمات الملك كالأتي ..: (شعبي فضلة (بقايا) حروب و ظروف ومُنهك وعددنا قليل ..أطلب منك سيّد رئيس الحكومة ان تعتذر عن إرسال أي جندي ليبي خارج الوطن ..وأقترح إستبدال المشاركة بدفع مصاريف نقدية حسب إمكانياتنا ...كما أنني لا اريد ان ابعث بأفراد من شعبي ليتخطفهم الموت بعيد عن وطنهم او يأكلهم أكلي لحوم البشر ! )..بعد عرض الموضوع على مجلس الوزراء أمتثلت الحكومة لأوامر وتوجيهات الملك رحمه الله ..وتمّ إعتماده كقرار حكومي !
بعد فترة من الزمن جاء السيد علي عتيقة رحمه الله والذي كان وزيراً للتخطيط وبعد رجوعه من مهمة عمل بأسبانيا..جاء للمرحوم حسين مازق مُندهشًا ومذهولاً ! ...حاملاً صحيفة بها صورة لبعض البشر في مناطق النزاع هناك ...متحلقًين حول أوعية على نار ..كتبت الصحيفة عن الخبر .." أكلي لحوم البشر ..يطبخون أعضاء لعدد 5 من جنود مغاربة من ضمن فرقة حفظ السلام الافريقية تم أسرهم وإختطافهم في منطقة النزاع بالكونغو..صورة حصرية" !....
*رواية المرحوم السيد حسين مازق ..للسيد ابن العمّ المُحترم ( محمود عبد الله الدعوب ) أطال الله في عمره ...