بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 مايو 2016

وقَفُ له ...الوطن








وقفوا يومًا للوطن ......فجلست الهيبة وأذعن التاريخ !

السوق السوداء !








  خبراؤنا يدرسون في ارقى الجامعات قواعد الاقتصاد الحر ...ثم يأتون ليعملوا خبراء في إقتصاد مُغلق ....!
السوق السوداء ..او التسمية الاكثر لطفُا (السوق الموازية) ..مصطلح من العادة لا يوجد إلا في الاقتصاديات الرعوية الكاذبة ...والمُخادعة ...والحقيقة ان السوق السوداء هي مؤشر واضح وصريح عن العجز لدي الحكومات والاقتصاديات التي تدّعي انها تُقدم (كل) الخدمات للناس ...وتُهيمن على النشاطات الاقتصادية فيما يسمي القطاع العام ...قد تظهر لديك أسعار السلع والخدمات في مؤشرات وبيانات وقرارات الحكومة ..الدولار بكذا ...واليورو بكذا ..والخبزة بكذا وجتى الحلاقة بكذا واللحم الوطني بكذا ..والذهب بكذا ..يا سلام !..بينما الاسعار الحقيقية التي تجدها في السوق وبالواقع هي بكذوات !.....
الحكومات والدول المحترمة ...هي التى تصنع السياسات العامة وتُزيل الاختناقات التي تساعد على نمو الاقتصاد الخاص ومنع الاحتكار والتوجيه بأدوات إقتصادية كالضرائب والجمارك وسعرالفائدة لتحسين اداء هذا الاقتصاد وتوجيهه لاحتياجات الناس وليس التحكم فيه ..لو توجهت قيمة الدعم التي تتراح بين 12إلى 16 مليار دينار سنوية كقروض للاقتصاديات الخاصة المفيدة لكان الوضع افضل والفساد أقل والخمات اكثر والمنافسة اشرف ..الحكومة دورها ..بناء بنية تحتية من طرق واتصالات وكهرباء ومواصلات وامن وقضاء وتشريعات عادلة...والتأكد من صلاحية المواد الاستهلاكية ومراقبة مواصفاتها ..مراقبة صلاحية الادوية والغذاء عن طريق أجهزة متخصصة وعلمية صاحبة قرار سيادي في هذه الامور ...أقوى مؤسسة رقابية في امريكا في هذا الاطار هي مؤسسة (إدارة مراقبة الاغذية والادوبة الامريكية) الـFDA والتي تستطيع بقراراتها إيقاف وإحالة اكبر شركة موردة او مصنّعة للغذاء او الدواء للقضاء عندما تُخالف تشريعاتها ونُظمها ..عندنا من يستطيع إحالة الحكومة بحكم انها اكبر شركة موّردة للغذاء والدواء وتناست الخدمات المنوطة بها ،فهي في ظل إقتصادنا هي الحكم والخصم ! ...لن تستقيم الامور ما لم نغير طريقة تفكيرنا الصندوقية الكبيرة التي ورثناها وستستمر الامور كما هي وإختفاء السلع والخدمات ثم تحتمي بالاسواق السوداء ...وتظهر هناك ...لتقول لنا كل مرة ..بعي!...ونشكر الله انه لا يزل لدينا سوق ....سوداء إلى حين ... !

الاثنين، 16 مايو 2016

لمّة العائلة ....Family reunion

   





      مُعلمة متقاعدة ...تسكن قرية جميلة من قرى الريف الامريكي ..أحبت طلبتها وعملها وقريتها وجمال طبيعتها ...كان مُعظم سكان تلك القرية من ذوي القرابة لها ..لكنهم خلال مدة من الزمن ..رحل الكثيرين منهم إلى مدن أخرى وضاع تواصلهم ..وأصبحت وحيدة إلا من جيران جُدد ...أحد أقربائها والذي كان لديه كثير من الطموح المادي والسياسي وصل إلى ان اصبح سيناتورا في الكونغرس الامريكي وسكن واشنطن العاصمة والتي تبعد عن قريتها الاف الاميال ..وهناك حيث أغراه المال والسلطة تحالف مع شركة مقاولات وباع ارض القرية لبناء أسواق ومشاريع فنادق سياحية والذي كان يتطلب مسح الكثير من الغابات والطبيعة الجميلة في تلك القرية لتحل محلها المباني وأماكن متعددة لوقوف السيارات ...أوجعها الخبر ..ذهبت للقاضية في المحكمة ..أطلعت على الاوراق ..أخبرتها القاضية ان الاوراق صحيحة ولا تستطيع الامر بإيقاف المشروع..أو إلغائه إلا ذا جاء بقية الاقرباء ووقعوا معها عريضة تُفيد بأنهم من ملاّك الارض وان هذا السيناتور لا يمثلهم ...طلبت من القاضية الامر بالإيقاف المؤقت ولمدة محددة لحين محاولة البحث عن بقية الاقرباء ..اقتنعت القاضية بفكرتها ودفوعها وأعطتها شهرا كحد أقصى بشرط ان تتحمل تكاليف هذا الايقاف المؤقت وما سيسببه من خسائر في حالة لم تربح القضية ! ..عمدت الحافلة وأخذت تجوب المدن بحثا عن قريباتها و اقاربها واحدا واحدا ..وصرفت معظم مدخراتها على هذا الامر بل كانت تظل بلا اكل إلا ما ندر ..أستقبلها البعض بفتور ..والبعض الاخر بالترحاب والكثير باللامبالاة بحكم انهم مشغولين وسعداء في حياتهم ومدنهم الجديدة ..حددت لمن قبل دعوتها للاجتماع العائلي يوما وتاريخا محددا ..كان من بين قصدتهم محاميا يعمل بالعاصمة تذكرت ذكائه ونبوغه يوم كان طالبا عندها بالقرية ..قابلته ..دعاها لغداء مجاملة لمعلمته القديمة والتي كان يحفظ لها الود والتقدير ..شرحت له مدى احتياجها له لإيقاف المشروع بقريته التي لم يعد يتذكرها ..حيث ذكر لها انه مشغول بقضايا كثيرة في العاصمة حيث النخبة السياسية والصحافة وخاصة وانه يبحث عن الشهرة وما يتطلبه هذا الامر من بقاء بالعاصمة الكبيرة ..! ..بإلحاح منها وعدها بأنه سيدرس الامر وسيكون بالموعد المحدد بالقرية لتدارس الامر معها ومع اقربائها ...وابلغها بأنه يشك بنجاح مسعاها حيث ان هذا السيناتور له تأثير قوي على كل صناع القرار في امريكا بما فيها وزارة العدل ...تمنّت عليه ان يأتي ويحاول ...رجعت لقريتها ..أعدت بيتها المتواضع لـ(لمة العائلة) ..جاءوا في الميعاد ..كل منهم يحمل معه زاده وما يحتاج للبقاء عدة أيام ..وبدأت الكلمات والنقاشات ..حضر المحامي ايضًا ..علمت الصحافة والاعلام بالموضوع ..بدأت الصحف تكتب عن الموضوع وكذلك وسائل الاعلام الاخرى ..بدأت صور المعلمة والمحامي و (العائلة) تظهر للرأي العام ..حتى السيناتور صاحب المشروع أتى مُدافعا عن مشروعه بحجة التقدم والتطور محاولا منع التقاضي عارضا طبعا بعض الحلول المادية ..البقية بما فيهم المحامي دافعوا عن حقوقهم وعن الطبيعة وعن البيئة التي سيطالها الخراب بسبب الديناصورات الصفراء (الكواشيك) التي اوقفها قرار القاضية عن إزالة الطبيعة متأهبة للعمل بعد إنتهاء مدة الايقاف المؤقتة ...تمت اجراءات رفع القضية من جديد بعد أن اعد المحامي كل الاوراق والمستندات اللازمة بما فيها توقيع كل (العائلة) بأن الارض ارضهم جميعا وهم ملاكها ولن يسمحوا بالمشروع ..وأيضًا أعدّ محامي السيناتور والمشروع مستندات دفاع بحجة أهمية لمشروع و(تطوير) القرية ..يوم إصدار الحكم كانت تقريبا كل امريكا تنتظر وكان الاعلام المحلي والوطني وحتى الدولي يصوّر ...أشتهرت القضية والاشخاص والموضوع ...
(يوقف المشروع وتُزال الاضرار وتُعوض المُعلمة عن كل مصاريفها من أموال اصحاب المشروع بما فيهم السيناتور ) ..هكذا كان الحُكم والقرار من القاضية .. ضجت القاعة وصفّق واحتفل من كان حاضرًا ..ما عدى السيناتور وشركاؤه طبعًا ...!
وقف محامي المُعلمة وخاطب الحاضرين والصحافة ودموع الفرح في عينيه : (كنت ابحث عن الشهرة والمادة هناك في العاصمة حيث اصحاب القرار والسياسة والإعلام ومباني البيت الابيض والكونغرس والمحكمة العليا وغيرها من المؤسسات الحكومية ..لم احصل عليها إلا هنا حيث قريتي هذه الصغيرة الجميلة...شكرا مُعلمتي وشكرا قريتي وشكرا لمن أتى مضحيا بوقته ...ومن يحتاجني سيجدني هنا حيث التاريخ والأمانة واللمّة الجميلة و ..مُعلمتي ومدرستي القديمة وأجمل ذكرياتي ونجاحاتي وأنبل قضية دافعت عنها في حياتي !) ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن قصة شهيرة بعنوان Famly Reunion (لمّة العائلة)جرت احداثها يوما تحول إلى فلم شهير مثلت فيه دور البطولة الممثلة القديرة الراحلة Bette Davis

السبت، 14 مايو 2016

حديث الجمعة 4









  عندما يكون الوطن ومقدرّاته وأمنه وإقتصاده وحدوده ونسيجه وإستقراره وبنائه هو المُستهدف ...... لن تجدوا بعد الله غير الجيش الحرفي المنظّم ذو العقيدة الوطنية تحت راية الاستقلال ..أملاً ومُنقذًا .....مصر أنموذجًا إيجابيًا .... ...والعراق أنموذجاً سلبيًا ...حيث منذ قام بريمر بحل الجيش العراقي وفرض قوانين (الاجتثاث والعزل) بدل المصالحة الوطنية ...وإستبدال الجيش بمليشيات طائفية متناحرة ..يكاد يختفي العراق كدولة رغم ما فيه من اليات شكلية ديموقراطية ...تتنازعها المصالح المناطقية والطائفية وجهل واطماع السياسيين ...يرعاها دستور محاصصة خبيث ..
لبنان الصغير ..والذي تتناطحه المصالح الحزبية والعائلية والطائفية ..أحتفظ بكيانه حتى اليوم لوجود ..جيش حرفي وطني تحت راية لبنان ....وليس رايات (حزب ) الله الطائفي المذهبي والذي يمثّل المليشيا التي تُدافع عن من يدفع لها ..وليس عن الوطن..
في سوريا مثال على تحويل الجيش فيها على مدى عقود ..من جيش وطني إلى كتائب ولائها للنظام وليس للوطن ....كما حصل عندنا يوما بالضبط ....كذلك اليمن ...
إلتفافنا حول الجيش الليبي الوطني وقياداته في هذه الظروف الصعبة وتضحياته وإنتصاراته التي لم تحققها تكتلات دولية ضد الارهاب حتى الان ..سيكون إشارة قوية له بأن يستمر على نهجه الوطني ..وكذلك لمن يعادونه في الداخل والخارج بأننا مع الوطن ..وليس مع الاجندات والافاريات (البرانية) على لهجة اخوتنا المالطية....
لن اكّرر لكم بالتفصيل كل ما حصل في ليبيا من مؤامرات على تأسيس الجيش الوطني بدءأ من إغتيال الشهيد عبد الفتاح ومرورا بأغتيال وإختطاف المئات من الضباط الحرفيين وتشويه سيرهم ومعهم الكثير من دعاة الدولة المدنية أمثال الشهيد عبد السلام المسماري وكثير من دعاة المصالحة الوطنية وإنتهاءا بتوطين وتمويل الارهاب ......وللحديث بقية !

السبت، 7 مايو 2016

معنى ..حق المواطنة !






 معنى حق المواطنة ...والدين لله والوطن ...للجميع..
السيد الكبتي رئيس حزب الاخوان المسلمين وفي بداية تسلطهم على الدولة الليبية بعد الثورة قال بالحرف الواحد ...دورنا وهدفنا هو ..أسلمة الدولة الليبية !...وطبعا لايزل ورفاقه يناضلون من أجل دعششة المجتمع الليبي وحتى إقتصاده ...وعلى طريقتهم طبعًا...والواقع يتحدّث ..فهم الحقيقة بسياساتهم وحديثهم وسلوكهم ونظرياتهم وفكرهم وإنتقالياتهم ومجالسهم يكادون ان يجعلوا من ليبيا 3 دول او اكثر ...
السيد صادق خان ..رئيس بلدية لندن المُنتخب من يومين..المسلم ذي الاصول الباكستانية ..والذي فاز بأغلبية الاصوات في مدينة لندن والتي يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة اغلبهم مسيحيين ..في جزء من حديثه مباشرة بعد فوزه ..صرّح بأن أعلى إهتماماته ستكون تقديم افضل الخدمات ..الصحية والتعليمية وتحسين المواصلات والامن ...والاهتمام بالفقراء والعائلات التي تحتاج سكن ومأوى ..والتأكيد على أن التعددية الثقافية هي مصدر ثراء للمدنية وسكانها ...لم يتطرّق بكلمة واحدة عن الدين ...فهو يعرف ان الدولة دينها هو افضل الخدمات والحقوق والحريات وان هذا هو سبب إنتخابه ومشروعه وسيحاسب عليه إن لم ينجح فيه ! ..إنتخاب هذا الرجل يؤكد على مبدأ إدراك الشعب اللندني لمفهوم ..إبعاد المؤسسات الخدمية والدولة عموما عن الصراعات والدعايات الدينية والتفريق ما بين دور الدولة ومؤسساتها ودور المؤسسات الدينية التي في الغالب هي عند مُعظم الدول المتقدمة والمزدهرة حضاريا تُعتبر مؤسسات مجتمع مدني ممولة ذاتيا وليس لها علاقة بالدولة ومؤسساتها الخادمة ...الدولة لا تموّل إلا في مؤسسات تخدم مواطنين من كل الاديان والاجناس يحملون جنسيتها ...الشعب اللندني أختار من يراه أفضل من سيقدّم الخدمات في ظل مشاريع واقعية طرحها المرشحون .. وهذا اصلا هو هدف إختراع ..فكرة الدولة ....وتأكيداً لمبدأ ..الدين لله ..والوطن للجميع ..فهل لو كان تقدّم للانتخاب لاحدى بلديات بلادنا وما اكثرها في هذا السفرتح ...ونافسه القرضاوي أو أحد غلمانه ذوي الالسنة الطويلة والخطابات المعسولة والتدّين الشكلي واللطاعي على الجبهات والالسن..أو أحد دعاة تفسير الاحلام او شيوخ العازة ..سسيفوز هو ام الاخير ..طبعا في ظل ثقافتنا الحالية سنختار من يجعل الاحلام المستقبلية سعيدة بالكلام والشعارات ..والواقع ..مر وبدون ..خدمات ..;كما هو الحال والاحوال ...عندنا اليوم !

الأحد، 1 مايو 2016

أيام كان للعمًال عيد.... عندنا !





أيام كان للعمّال عيد...عندنا ! ..
حدثنّي صديق من طرابلس عاصر ليبيا فترة المملكة الليبية ...(الاستاذ محمد علي الهمّالي) اطال الله عمره ..ان طرابلس ايام المملكة كانت مدينة نظيفة بفضل (شركة سماد عكرة)..حيث كان للسيد عكرة (لم اعد اذكر اسمه الاول) شركة خاصة تنّظم جمع القمامة وتُعيد دورتها لصناعة السماد من المواد العضوية وكذلك صناعة كثير من الصناعات الورقية والبلاستيكية من بقايا مواد التعبئة والتغليف ..والتي كان يشتريها المزارعين المحليين ويقوم بتصدير الباقي لايطاليا عُرف إنتاجها بسماد عكرة ..وكان يدفع رسوما للبلدية مقابل ذلك ..يعني القمامة بكل انواعها كانت مصدر دخل للبلدية بدل ما نصرف عليها كما هي اليوم وما ورثناه من نظام ما بعد المملكة ...وكذلك مصدر دخل للضرائب والعمّال ..جاء الفاتح ..فامًم الممتلكات الخاصة وقضى على الاستثمار والنشاط الخاص ومنها شركة عكرة ..بحجة تحرير الشغيلة والقضاء على الاستغلال وغيره من الشعارات الفارغة ..مثل شركاء لا اجراء ! ...راح سي عكرة ..وتهدّم مصنعه تحت أنقاض المخلفات الضخمة قبل ان يتم حرقها كما هي التقنية الفاتحية المستمرة حتى اليوم ! ..وتحرر عمّاله وتحولوا إلى موظفي حكومة ..وتبقّت القمامة تملاء الدنيا رائحة ودخانا ......أولئك  ومثلهم كانوا عُمالاً يستحقون ان نحتفل بعيدهم فقد اثروا انفسهم وخدموا البلاد ..اما اليوم فكلنا وهم موظفي حكومة ...شكرا للنفط او ما تبقى منه ...وكما قال ذلك الموظف السوفييتي قبل تفّكك وإنتهاء الاتحاد السوفييتي نتيجة للايديولوجيات والشعارات الفاشلة ..نحن نتظاهر بأننا نعمل ..وهم يتظاهرون بأنهم يدفعون لنا ...!
وشكرا لعمّال مصانع شيكاغو ..الذين يذكروننا دائما بعيدهم الذي تظاهروا ومات اكثر من 30 منهم في يومه..(الاول من مايو 1886 ) ..مطالبين بتحسين وضعهم المادي والمعنوي فأنبثقت منه حقوق العمال التي طالت معظم عمّال العالم إلا عندنا ..فنحن كلنا موظفين بفضل الفاتح.. ...مع إحترامي لمن يعمل في بعض القطاعات الخدمية كالكهرباء والنقل والصحة والنفط  والنظافة....بالرغم من صعوبة العمل في ظل هذه الظروف ..وقلة السيولة والمرتبات ..وهي ابسط الحقوق التي نالها عمّال العالم الحر والمتقدّم ....منذ زمان .