بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 18 يونيو 2021

أحمد بورحيل ..............

 


كل الرِجال يموتون ، ولكن ..ليس كلّهم يعيشون :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحيلك رحل يا بورحيل وعدّى **ونيس كنت لنّا في الرخا والشدّة

خلّيت هولها للي شقاها غافر** واللي معيشته تحت السحاب تسدّه

شبابك قضيته في الهموم تعافر **ما تريد لا تخضع ولا تجدّى

رحيلك فارق علي نظاف ******لا نهّاب ولا هو سارق

خفتت كيف ما يخفت وميض البارق ** اللي لاح في ظلمة الليل وعدّى

تريد جنة الفردوس بين نمارق **بعيد عن حياة اللومزة والردّة

رحيلك برّم ***** العودة علي دار الشماتة حرّم

الصقر وين ما يشعر بضيم يخرّم ***يتيه في فضا ربّا ولا يتردّى

رحيلك سيّب **وزولك على زمرة اصحابك غيّب

رحلت وين ناداك الرفيق الطيّب**كفاك من جفا دنيا العمر تهدّه

اذياب في بعضها ناسها اتذيّب **قليل من يجي تلقاه صافي ودّه

حتى كان طولك م الوطا قريّب **افعالك في السماء رفيعة اتحدّى

فقدناك يا مولى الوجاب الطيب **قليل في الرفق مثلك انلاقوا ندّه

يرعاه ربي (مرعي ) وراك مسيّب **ان شاء الله يكبر والفراغ يسدّه

الصقر ما يكابر ع الجفا والعلاّ..ولا زوبعة نو تشدّه

ارقى في السما *****وفوق السما ، و تعلّا ......

____________________

أبيات       من قصيدة في رِثاء المرحوم (أحمد بورحيل ) ابن المُجاهد البطل يوسف بورحيل المسماري رفيق المُختار من كتاب (الشعر الشعبي ) للإستاذ معتوق ادم الرقعي   ، جادت بها قريحته عند زيارة قبرالمرحوم بمقبرة سيدي عبيد ببنغازي يوم 24-6-1988 ، ومعه ابن الراحل (مرعي )...المرحوم احمد بورحيل كان من بين من عارضوا إنقلاب 1969 مُبكّراً ، ورغم محاولات الانقلابيين إستمالته للعمل ضمن حكومتهم ، إلا انه رفض وبشدة ..تعرّض على اثرها للسجن لأكثر من 17 سنة رفقة الكثير من سجناء الوطن ، وخرج بعد مرضه الشديد داخل السجن ، توفي على اثر ذلك في 18-6-1988 .. يروي السيد سليمان امجاور شاهين نقلاً عن والده رحمه الله * ان السيد مصطفى العقاد مُخرج فيلم عمر المختار جاء زياره لأحمد بورحيل في سجنه إثناء العمل على إخراج فيلم عمر المُختار وقال له انه وجد فى مذكرات قراسياني إسم المجاهد يوسف بورحيل ، يتردد كثيرا كقائد ورفيق حميم لعمر المختار في كل معاركه بل وتولى القيادة بعد إعدامه من قبل الايطاليين، لكن القذافى رفض ان يُذكر والدك فى فيلم ( اسد الصحراء ) وانا خايف انك تخرج من السجن وتقاضينى عن تجاهل ذلك ، فقال له احمد بورحيل افعل ماقال لك القذافى لأن والدي لما حارب الطليان وجاهد ضدهم كان يقاتل من اجل الشهادة ودفاعا عن وطنه وليس من اجل ان يُذكر او ينتج له فيلم يروى بطولاته* ومن ضمن ما ذكره الاستاذ محمد زاقوب اطال الله عمره عن الراحل احمد بورحيل * بعد الانقلاب في سنة ، 1969 مباشرة تمّت دعوته لحضور اجتماع بمبنى بلدية بنغازي ، فحضر متأخّراً فاستقبله احد (اللقاّقة ) الجدد قائلاّ له " انست " فرد عليه " انت اللي انست اما انا..... فلم اغادر الوطن"

رحم الله احمد بورحيل في ذكراه ....... ..

 

 

الأحد، 13 يونيو 2021

فرق المواكب ....والاخلاق

صدى السنين الحاكي ...:
   كان علي طفلاً صغيراً يرعى الغنم في إحدى مناطق الجبل الاخضر...معه اوراقه وكتبه ..يرعى ويدرس كعادة الليبيين جميعا ذلك الوقت في الخمسينات ..الغابة كانت كثيفة تشقّها طريق مرصوفة لا يتجاوز عرضها 3 امتار ..عبارة عن كمية من الحجر الصغير مربوط مع بعضه بشوية قطران ..لم يكن لليبيا ذلك الوقت اى دخل غير الهبات الدولية او ايراد تأجير القواعد والإنتاج الداخلي من قبل الليبيين ..سعي وزرع وعنب وكرموس وحبوب وصوف وزيتون ...لم يتفطّن علي بأن الغنم قد بدأت فى عبور الطريق وسط الغابة الى الضفّة الاخرى ...وعندما تفطّن ..كانت سيارة سوداء واقفة ..تنتظر عبور الغنم ....خاف علي بأن تكون غنمه قد تسببت فى ضرر ما كبراءة الاطفال ذلك الزمن ..فالسيارات كانت نادرة جدا ..وكان يشعر بأن ما قامت به غنمه كان بسبب إهماله ..فهو لم يراقب لا الغنم ولا الطريق ..وشعر بأنه سوف يأتيه قريبا عقاب من (الحكومة ) ومن اهله على هذا التصرّف الاحمق حسب ما شعر به ...راقب السيارة من بعيد ..لم يكن يريد لأحد ان يراه ويحمّله المسؤولية ..نزل شيخ وقور كان يجلس مع السائق ..بدأ ..يبحث يمنة ويسرى الى ان رأى علي ...تعال يا ابني ..أهذه غنمك ؟..تلعثم علي..ثم قال بعد تردد ..نعم...هذه الدفاتر التي بيديك تدل على انك تدرس في المدرسة ..فى اي سنة انت ...انا فى (....) ...ممتاز يا ابني ربي يرعاك..انت تساعد في اهلك وتدرس ..ماشاء الله ...هل مدرستك كويسة والمدرسين كويسبن ؟ ..نعم ..ادخل الشيخ الوقور يده في داخل احد جيوب الفرملة تحت الجرد الابيض النظيف ..اخرج ..جنيها ليبيا واحدا ..مدّه الى علي ..سأعطيك يا علي هذا الجنيه هدية مني بشرط ..ان لا تترك دراستك وان تساعد اهلك ..وان ترعى الغنم جيدا ...تردّد علي في اخذ الجنيه على عادة الاطفال الليبيين العصارى حياءً ذلك الزمن ..إلا انه بعد إلحاح الشيخ ..اخذ الجنيه ..وهو غير مصدّق ..فبعد ان كان يخشى العقوبة ..جاءته مكافأة غير متوقّعة ...جنيها ليبيًا مرة واحدة ..وبدأ يحلم....رجع الشيخ الوقور الى السيارة ..وجاء السائق يساعد علي فى تجميع غنمه من جديد ..والذى سأل علي ..هل عرفت من هو الذى كان يتحدث معك ...لا ..انه.....كبُر علي..وجاهد فى الدراسة والحياة الى ان اصبح مقاول ومتعهد تموين ..يساعد الناس ..كريم النفس والعطاء ..شهد له الجميع بذلك ..سكن فى مدينة البيضاء ...التي احبها وأحبّه اهلها...ذات يوم من ايام العهد الماضي ..ركب سيارته مسافرًا الى مدينة طرابلس ..قابله من بعيد في المسافة بعد أجدابيا..ركب وموكب سيارات فرادى ومزدوجة اشكال وألوان يحتل الطريق بكامله..يسيرون بسرعة فائقة ..كادت احدى سيارات الدفع الرباعي الضخمة ان تجهز عليه وسيارته لولا عناية الله وتفاديه لذلك بأن خرج وهو مسرعا بسيارته التي كادت تنقلب ، إلى خارج الطريق .. تضرّرت السيارة ولم يلتفت اليه احد من اصحاب الموكب الضخم ، ظلّ شاردًا لمدة ساعة تقريبا ويتنفس بصوت عالي ويتنهّد ..وهو يسأل فى نفسه هل هو الان حي ام ميت !..ظل على هذا الامر الى أن ..وقف عليه سائقين من المارة ...حمدا لله على السلامة يا حاج ..ما قبل الا رحت فيها! عندها ..نزلت دموعه ..تذكّر موقف الملك إدريس رحمه الله ..ايام وهو طفل صغير يرعى غنمه في الخمسينات وهو الذى كاد ان ينساه ..!..وموقف هذا (القائد الأممي ) وموكبه .. بعد اكثر من خمسة عقود من الموقف الاول ....
• رواية المرحوم الحاج علي عمران العوكلي العبيَدي قبل وفاته ...البيضاء ..رحمة الله عليه ...


 

الاثنين، 7 يونيو 2021

من حكم الازمان ..........

 من حكم الازمان :
عطيب العرب لا تجاريه ****** ولا تقارعه بالخساسة
راك ترفعه ما تواطيه *****إن كان درت راسك براسه
- عبد السلام بوجلاوي

 

 

السبت، 5 يونيو 2021

نبات الشماري

نبات الشماري:
المرحوم ا.د. محمد الدراوي
كتبه في عام 2016.
   أكتب لكم اليوم عن نبات من أجمل النباتات في الجبل الأخضر الأشم ذكرني به أخي وصديقي الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ بوعيده الحاسي عميد كلية الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة عمر المختار الأسبوع الماضي عندما زف لي خبر إنشاء أول محمية بالجبل الأخضر للمحافظة على هذا النبات الشيء الذي أثلج صدري وزاد من فرحتي بعد أن كدت أن أفقد الأمل في إمكانية إنشاء أي محمية في الجبل الأخضر بعد أن تم القضاء على محمية منتزه وادي الكوف التي كانت مفخرة لمنطقة الجبل الأخضر وأهلها والتي أنشئت في بداية ثمانينيات القرن الماضي من أجل المحافظة على التنوع الحيوي ( Biodiversity ) بالمنطقة، وبعد أن بدأ عبدت الدرهم والدينار في تقطيع أوصال الجبل الأخضر وبيعها بأبخس الأثمان دون حسيب أو رقيب. وحبي لهذا النبات بدأ مبكرا منذ أكثر من عشرين سنة حيث كانت أول رسالة ماجستير أقوم بالإشراف عليها حول طرق إكثار هذا النبات من أجل المحافظة عليه من الانقراض قام بها الطالب في ذلك الوقت سالم عبد العالي الشطشاط زميلي الآن بقسم علم النبات يحمل شهادة الدكتوراه وهو بدرجة أستاذ مشارك.
هذا النبات يسمى محليا (الشماري ) ويسمى أيضا (العجور) وعربيا (الفراولة البرية) اسمه العلمي ( Arbutus pavarii Pamp.) ينتمي لفصيلة تسمى(Ericaceae) وهو من النباتات المتوطنة ( Endemic ) في الجبل الأخضر أي أنها لا توجد في أي مكان في العالم إلا في الجبل الأخضر بمعنى أنه إذا انقرض من الجبل الأخضر انقرض إلى الأبد من جميع أنحاء العالم كما انقرض نبات السلفيوم في الماضي من الجبل الأخضر. الشماري من أهم الأنواع الشجيرية المميزة للمنطقة حيث يسود الهضاب العليا وعادة ما يتواجد على هيئة شجيرات متكاثفة الأفرع بارتفاع 2-4 م. يزهر نبات الشماري في موسم الربيع وتنضج ثماره في نهاية الخريف. وهذا نبات كله خير وبركة من به الله على أهل منطقة الجبل الأخضر واخصهم بالتمتع بفوائده فهو غذاء ودواء للإنسان حيث تعتبر ثماره فاكهة لذيذة وعلاج للإمساك المزمن وتحتوي على مواد مضادة للأكسدة . كما أنه يعتبر مرعى لنحل العسل لاحتواء أزهاره البيضاء الجميلة التي تشبه الجرس المقلوب على كمية كبيرة من الرحيق. والعسل المنتج منه عسل فريد من نوعه لا يوجد إلا في الجبل الأخضر ويسمى محليا ( عسل حنون ) طعمه به مرارة حفيفه ويستخدم كعلاج لتنظيم السكر في الدم وعلاج لالتهابات المعدة وهو من أغلا أنواع العسل حيث يصل سعره في السوق إلى 60 دينار للكيلوجرام وأحيانا أكثر، كما تتغذى على ثماره الأحياء البرية وخاصة الطيور. هذا بالإضافة لكونه من نباتات الرعي المستساغة وخاصة بالنسبة للماعز والأبقار. وفوق ذلك كله فإن نبات الشماري من نباتات الزينة الجميلة نظرا لجمل لونه وكثافة أوراقه ولمعانها وكذلك جمال أزهاره التي تتدلى في عناقيد بيضاء إلى الأسفل ، ويمكن زراعته في أصص كبيرة وفي الحدائق العامة والخاصة.
 - من صفحة د.Fathalla Alyamani