بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 ديسمبر 2020

ايام النافورات ..والكِرام

    الاستاذ والمُربي الفاضل محمود دربي رحمه الله رحمة واسعة، كان مُديراً للتربية والتعليم في مدينة البيضاء فترة العهد الملكي طيب الذكر وحتى بداية الإنقلاب...وله من الفضل على التربية و التعليم ما اعتبره قدوة ومسلك وعفاف وتميّز كمُعظم رجال وسيدات التربية والتعليم ذلك الزمن ...عاصرناه كطلبة  خلال المرحلة الثانوية أخر ايامه قبل تقاعده ..وبحكم علاقتنا مع أبنه صديقي مروان دربي ، كنّا نلتقي به أحيانًا كثيرة في بيته المتواضع بأحد أحياء البيضاء العريقة والذي كان يشع أنسًا وكرمًا وعلمًا  ..في جلسة لازلت أذكرها بعد تقاعده حدثّنا مُبتسمًا ..."بعد الانقلاب بفترة بسيطة، التقيت صدفة بـ(القذافي) ودار حديث بيننا وكان في تلك البدايات يختلف عن ما بعده ..حيث كان يبدو وكأنه فقيه متواضع وعنده الامان، مما شجّعني على الحديث له عن مميزات العهد الملكي وإن البلاد يجب ان تستمر إن اردنا النجاح على نفس أسس وقواعد ذلك العهد خاصة في مجال التربية والتعليم حتى وإن تغيّر النظام ..وهنا ..كشّر عن أنيابه وبدى لي شخصًا أخر قائلاً بغضب (انت رجعي !) ..فرددت مبتسمًا مع بعض من الخوف ..اشكرك على هذا الوسام الثاني الذي ساعلقه على صدري ...فسألني بحدة ..وماذا كان هذا الوسام الاول ! ...فقلت ولكن بحذر وكثير من الخوف ...إتهام الطليان لي أيام الاحتلال بأنني كنت ..خائن !...التفت بعيد عني وبدأ في حديث مع اخرين ..وحينها تسلّلت بهدوء خارجًا ...وأنا ادعو الله سرًا في نفسي ان لا يتبعني أحد وان يحفظ الله البلاد والعباد مما هي مُقدمة عليه ..."
           / الصورة  ..من اليمين / فيصل شلوف /مفتاح بوعجاج/ مروان محمود دربي   / منصور المهدي ميلاد - في رحلة لبنغازي ايام الثانوية في السبعينات ..الصورة التقطها العزيز الراحل رفيقنا عبد الحميد محمد يونس رحمة الله عليه ...