بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 أبريل 2016

حديث الجمعة 3



حديث الجمعة 3...
الصومال بها 4 مليون بقرة وكذلك هولندا ...صارت الاولى يُضرب بها المثل في الفقر ..والثانية اصبحت الاولى على مستوى العالم في تصنيع الالبان والحليب ومشتقاته ...! ..الهولنديون يقولون في امثالهم ..خلق الله الهولنديون ...ونحن صنعنا هولندا ...! ...
كنا نقرأ في كتب التاريخ ان ليبيا كانت تُصدّر في الحبوب والحيوانات وحتى ..الحمير ..للخارج ...واليوم وبفضل العبقريات الاقتصادية التي حكمتنا ومنذ 42 عاما ..وأستمر الاخرون على دربه وأشنع ..صرنا نتزاحم على فردة الخبزة التي بدأت تتضائل وتختفي ..وهذا كله بفضل مشروع (دعم السلع والوقود) ..والاقتصاد الخادع ..والاقتصاد الريعي الحكومي والذي طبعا سينتهي إما بإنتهاء الحكومة او بتوقف او إنتهاء النفط ..يوما كان فيه واحد اسمه عبد القادر البدري رحمه الله يملك عدة هكتارات زراعية بمنطقة المرج (ما بين الابيار والمرج)...كان يزرع الحبوب وكان يورّد سنويا اكثر من 30000 قنطار حبوب للمطاحن الخاصة والعامة ...والاعلاف ...جاء الفاتح وأستولى على املاكه ووزعّها وقسمّها بحجة الاشتراكية والقضاء على الاستغلال وغيرها من الشعارات ..واصبحنا نستورد الدقيق والحبوب من الخارج ...(أستطيع ان اتيكم بمئات الامثلة على نجاح القطاع الخاص في التنمية والاقتصاد فترة الخمسينات والستينات وقبل الانقلاب ) ..وبفضل سياسة الدعم تلك وإنحدار الثقافة الغذائية وغيرها من الثقافات الانسانية والتعليمية .. صار الخبز وجبة رئيسية ..تمتلىء به البيوت والساحات وشكاير الاعلاف ...مصنوع من دقيق ابيض لا يوجد به نخالةولا فائدة غذائية به غير ملىء بطون الناس والحيوانات (مثله مثل الارز الابيض الخالي من القشرة )..العالم الاخر المتقدّم صار لا ياكل الخبز الابيض إلا قليلا .. قطع من الخبز الاسمر فقط ..إنما يصنع منه الحلويات ...اليوم هرب الخبز وتبقى ان الحكومات الليبية تصرف في اكثر من 18 مليار على مشروع الدعم..أكاد اُجزم ان نصفها على بند مرتبات موظفي المشروع وسياراتهم ورحلاتهم وفنادقهم وغيرها ....فردة الخبزة ومشاريع صناعة الخبز في ليبيا تستصرخكم انها كانت مظلومة فهي تقول لا تُحملوننيي سوء تصرفاتكم ولا تبذيركم ولا استحق هذا الهدر في الاموال ...انتم من اهدرتم الاموال ودمرتم اراضيكم الزراعية بسوء سياستكم الزراعية والاقتصادية والادارية ..وقضائكم على الاقتصاد الخاص المُبدع والمُنتج ..وستأتيكم اشجار النخيل والزيتون وسنابل القمح والبرتقال واشجار الغابات المفيدة وطيور النحل الليبي بعدي مُهاجرة لتقول لكم نفس الكلام .....فكل هؤلاء لا يستطيعون الحياة في ارض تصحرّت وانفس تجرّدت وغابات مُسحت ...وليزيدو ..اقعدوا فيها مع ..احجاركم الصُم ومصارفكم الخاوية من السيولة وسيارتكم الفخمة وقرطاسياتكم وديونكم وأثاثكم وبذلكم وأحذيتكم اللامعة .. ...الاقتصاد النقدي والريعي ...يجي يوم ويبطّل ..ويُغادر ..وتبقى الذكريات ...والبطون الخاوية والعقول الفارغة ..
يبقى تصحيح هوية الاقتصاد الليبي هو الاساس لتغيير كل الاشياء الاخرى للافضل ..فحتى السياسة ستتغيير عندما نصحح القاعدة ونقول ...السياسة في خدمة الاقتصاد ..وليس العكس ! ..

الجمعة، 22 أبريل 2016

حديث الجمعة 2






حديث الجمعة 2
لو قال كوبلر ..يجب حماية المدنيين في سرت من جرائم داعش ...لكنّا تفهمنا الامر وتعاطفنا معه......معظم المدنيين في بنغازي عادوا لبيوتهم ومناطقهم التي ملئها مدنيي (مجالس الشورى والثوار ) قنابل ومتفجرات والغام قبل ان يحلّوا عنها بفضل قوات الجيش الليبي والمتعاونين معه غير التي تم هدمها وحرقها ....اكثر من 26 جنديًا أستشهدوا جراء تلك المخلفات (المدنية والحضارية) وكذلك في درنة ..والحبل على الجرّار ...ما يحدث في ليبيا اليوم قادتنا اليه خارطة طريق معوجّة ومُلغمة تم تصميمها لكي لا تعمل إلا بناءا على هوى وفكر من صنعها اول يوم..إغتيال الشهيد عبد الفتاح يونس ومرورًا بعدم العودة لدستور 31-8-1969 ليكون هو دستورنا الانتقالي ...وإنتهاءًا بلغم المادة 8 من إتفاقية الصخيرات ...واقول لمن يدعّي ان هذا من الديموقراطية في شىء ..اقول ان الديموقراطية الانتقالية تختلف عن الديموقراطية الراسخة ..الاولى يجب ان تكون طريقنا لبناء أسس الدولة الوطنية المدنية وليس الدينية او المناطقية او القبلية او المصلحية او الحزبية او الايديولوجية ...والثانية تأتي من خلال دستور مدني توافقي ..
حتى في الدول العريقة في الديموقراطية والمدنية (بلجيكا وفرنسا تاريخيا وحاضرًا ..وتونس في الحد الادنى..وهي حالات حقيقة لا تقارن بما يحدث في ليبيا..هنا الاسوأ)..عندما تسوء الامور السياسية والامنية والاجتماعية ويتعرض امن ووحدة الوطن للخطر ...يستلم الجيش زمام الامور ...وتُعلن حالة الطورىء وتُحكم البلاد بأحكام عرفية..لحين إصلاح المسار الانتقالي الديموقراطي ....يبال ديموقراطية المتفجرات والالغام والتي تم تصميمها بخارطة طريق لم تؤدي بنا اليوم إلا إلى الارهاب والانقسام والفتنة ..صحيح تم تدمير الجيش الليبي بشكل ممنهج قبل فبراير وأستكمل الباقي من قفز علينا بعدها ..لكن ...البركة في من حرّر بنغازي ...رغم الظروف القاهرة ...والتاسيس الصعب ..عزيمة الرجال وإالتفاف الليبيون والليبيات حول الجيش سيعوضه كثيرا إلى ان يلتئم الجرح الغائر في صدر الوطن ...حفظ الله ليبيا

الخميس، 21 أبريل 2016

الغلازنوست ..البروستروكيا ..إعادة الاصلاح




عندما جاءت ما سميّت وقتها (البروسترويكا او الغلازنوست)(الاصلاح وإعادة البناء) إلى الاتحاد السوفييتي(سابقا) فى نهاية الثمانيات و فى بداية التسعينات (نتيجة لسوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية والفشل الايديولوجي ) وأدّت فعلا الى إستبعاد وتفكيك كثير من الامور الايديولوجية  والاقتصادية وإعادة الاعتبار الى قيمة الاقتصاد الخاص في البلاد مما دعى الى اصلاح جذري للاقتصاد ومن بينها ..تفكيك ما كان يسمى الاتحاد السوفييتي الايديولوجى نفسه والعودة الى نقطة الصفر وهى اعادة الاعتبار للأوطان التى كان يتكون منها الاتحاد السوفييتي وقلب المعادلة الايديولوجية الخطأ  وجعل السياسة في خدمة الاقتصاد وليس العكس ..
قامت احدى الشركات الامريكية وهى شركة مطاعم (ماكدانلدز) بفتح فروع لها فى روسيا )اكبر الدول التي كان يتكون منها الاتحاد السوفييتي قبل تفكيكه)..وهي المطاعم المشهورة بوجباتها السريعة .. كانت من ضمن شروط وتفضيلات الحكومة الروسية ان يكون العمال والعاملات(القوى العاملة) ومستلزمات تلك المطاعم، ان تكون من داخل روسيا ولا يتم الاستيراد إلا الاشياء الضرورية والغير متوفرة ..حينها وجدت الشركة صعوبة فى الحصول على لحم البقر اللازم ..فأضطرت الى التعاقد مع كثير من الفلاحين الروس لتربية الابقار ووفرت لهم الاحتياجات الضرورية مثل اعطاء قروض لبناء المزارع لتربية الابقار بل وصل الامر الى العمل لإستيراد الامهات للمزارعين (الامر الذى كانت وزارة الزراعة الروسية نفسها عاجزة عنه ذلك الوقت ) ..فنشط هذا المجال فى روسيا ..وصل الى حد الاكتفاء الذاتي حاليا ..بعد ان كانت ايام الايدولوجيا السوداء ..تعجز عن توفيرها للمواطنين ..وجدت الشركة ايضا ان كثيرا من خريجي وخريجات الجامعات السوفييتية سابقا لا يجيدون العمل ولا التحدّث باللغة الانجليزية ولا معرفة اسلوب التعامل مع الزبائن ..فأظطرت الى فتح مراكز تدريب على حسابها لإعادة تدريب وتعليم اولئك الخريجين ليتلاءموا مع اسلوب وقيم وطريقة العمل بتلك المطاعم وصلت حتى الى إفادة البعض منهم وخاصة المدربين المحليين للعمل في كثير من فروعها فى امريكا للتدريب على الطبيعة والعودة لنقل تلك الحرفية الى بلادهم ....ومن ثم قامت الشركة بتوظيف من نجح منهم للعمل في مطاعمها وفروعها والتي وصلت الى حوالي 35000 مستخدم عام 2002..بعد ان كانو بطالة وعطالة ..الأستثمار الاجنبي المنظّم والمخطط له لا يعني ..نهب خيرات البلاد وتهريبها للخارج كما يدعي المؤدلجون بل يعني ..توظيفها للتنمية البشرية والاقتصادية فى الداخل ...قصة كبيرة ولا نعرف من اين نبدأ وماذا نقول ..وخاصة لمن اعمتهم اموال ..النفط ..فتناسوا وتجاهلوا أقرب وابسط بديهية وهي ان ..النفط ناضب ..وليس لنا بديل إلا التنمية البشرية والاقتصادية ..او سينطبق علينا القول الليبي :(عندما يلتم المال والأهبال ..يريح المال ويقعد الأهبال)