بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 يوليو 2018

أمحبوبة ...

(محبوبة) ..اسم على مسمىّ :
...
...كان هذا اسمها ويُنطق (أمحبوبة) "رحمها الله" ..سيدة ليبية بدوية اصيلة وقريبة لي ، يعرفها كل من جاب فيافي صحراء الجبل الأخضر جنوباً ، كانت وأسرتها تعيش زمن (مكارم الأخلاق) قولاً وسلوكا ، بيتها البسيط وعائلتها كأنه (علم على رأسه نار) كما عبّرت الخنساء يوماً ،مقصدا لكل كريم او تائه او باحث او جائع..كانت وعائلتها يعيشون من (عمل ايديهم ) سعي وزراعة وغيرها ، توفي صاحب بيتها (رحمه الله) مُبكراً ، فربّت أبناؤها على الكرم والإيثار والفزعة لمن يعرفونه ولمن لا يعرفونه ..قصدهم الكثيرون جوعاً و حاجة ، وسياحة ، وحتى من تاه في تلك الفيافي البعيدة ، عرفها وعرفت الكثيرين ، فكانت تتذكرّ الاسماء والانساب والجذور ..عندما مرّت بها السنين وبدأت الذاكرة تغيب ...أستمر الناس في زيارة بيتها والسلام عليها ، استمرت في الترحيب واللقاء بالناس واقفة في (فم البيت) كعادتها..مُرحبّة بمن يأتي ومودعًة لمن يُغادر على عادة أهل مكارم الاخلاق ..يوماً في اخر ايامها (رحمها الله) رحبّت على احدهم ترحيبا حاراً كعادتها لكنه لاحظ انها لم تتذكر اسمه ، فسألها بإحترام : "يبدو انكِ لم تتذكرين اسمي !"...نظرت اليه طويلاً وبتمعّن ثم ردّت : " تبّي الحق..سامحني ، فأنا قد كبرتْ..وجهك اتذكّره جيدا ، لكن عقابك والله ما عاد عرفته "...اتذكر هذا القول دائماً عندما يحصل معي هذا الأمر ،هذه الأيام مع كثير من المعارف والطلبة وغيرهم....واكيد يحصل مع الكثيرين منكم ....
(رواية ابن العم سعيد حمد بوعجاج)