بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 ديسمبر 2014







العودة ....خيارنا الأمثل

 ليبيا كدولة ملكية مدنية حديثة (1951-1969 )لم يتح لها فرصة التطور وإصلاح العيوب ذاتيا وتراكم  الخبرة  بسبب إنقلاب سبتمبر  الكارثة ..،خلال 42 سنة من حكم الفوضى ،.. بالغت أكاذيب الصحافة الفاسدة في عيوب العهد الملكي لتبرر الاستيلاء غير الشرعي على السلطة (  الغاء الدستور وإلغاء اسم ليبيا وخوض الحروب وتغيير العلم والنشيد الوطني في قرارات فردية صدرت بلا مناقشة برلمانية أو تصويت برلماني أو شعبي) وتم اختراع (الشرعية  الثورية)..كبديل للشرعية الدستورية القانونية.
نظام ما بعد 1969 اعتمد  على أسس امنية واقتصادية وإعلامية ، لتجنب ما يهدده. دولة حكمتها ديكتاتورية الفرد وإلغاء المؤسسات فتكسرت سلسلة تدريب الأجيال على الممارسات المدنية والحقوقية والديموقراطية.  ولذا عندما  سقط (النظام )في 2011  .. لم يكن هناك رجال دولة قادرون على قيادة الحراك ألسياسي سوى  بعض من كانوا في الخارج ومعظمهم للاسف كانوا بعيدين جدا عن الواقع الليبي وخصوصيته بعد حكم 42 سنة من الاستبداد ،والبعض يمكن ان نطلق عليهم بالمنتفعين  والانتهازيين  وجلّهم من تيارات الاسلام السياسي الذي كان مولعا بالسلطة والمال وحتى الانتقام  وليست لديهم اية تجربة بالحكم الرشيد ويحملون نظريات زمنية وليست وطنية (فهم اصلا لا يؤمنون بالثقافة العصرية ولا  والادب ولا الفن ولا حتى فكرة الوطن ولا مؤسساته  ولا حتى الديموقراطيةوالياتها الحديثة )، لتبرير وتمرير اهدافهم الحقيقية على مجتمع مغيب ثقافيا وتاريخيا وعقليا عن اصول حكم الدولة العصرية المدنية الحديثة  ،فزادت نظرياتهم وفتاويهم وشعاراتهم من  تقسيم النسيج الاجتماعي في ليبيا  وانتشار الفساد من جانب اخر ...
نظام إنقلاب سبتمبر الكارثة نجح في  القضاء على قدرات الفرد ومبادراته في الاقتصاد الحر وتدجين الشعب في حالة الاعتماد معيشيا على الدولة و(القائد) و مصادرة كل ما غيره، والذي كان  ينمو  قبل الانقلاب واثناء العهد الملكي نموا طبيعيا جيدا   في ظل ديموقراطية ليبرالية محترمة،  ومن ثم تحويله إلى إقتصاد مشّوه..مبني علي مصدر دخل واحد تحت تحكّمه ....النفط ...
كما عمل نظام سبتمبر على   إلغاء الحريات السياسية وتكميم الصحافة وبدأ بأختراع أعداء خارجيين وهميين ورفعت الصحافة السبتمبرية شعارات مؤامرة الصهيونية والإمبريالية وهي المفردات الموروثة  التي تمنع التقدم والإصلاح وتعرقل الاستثمار.
انهيار  التعليم وإفساد العقول ما بعد الانقلاب  أدى ايضا إلى انتشار الإسلام السياسي  وتعطيل العقل الجماعي المتنور  ،  وكانت هذه الأسس  هي التي  تسلل منها الإخوان (الجماعة الوحيدة المشتغلة بالعمل السري والإرهاب والتنظيم  سواءا في الداخل او الخارج ) للاستيلاء على السلطة.. في فترة ما بعد الثورة ...
مع غياب رجال دولة  المؤسّسون  وبقاء الاقتصاد أسير شمولية القطاع العام، وبعض الاسترزاقيين في الاعلام   وبقاء الناس في الاعتماد الكامل على الدولة وما توفره من فرص عمل واقتصاد  ... هذا سيكون فراشا لاستبداد جديد  و(قائد جديد)لكن بلباس وثوب اخر ...وهذا لن نتخلص منه إلا بعودة الاسس التي بُنيت عليها دولة الاستقلال قبل الانقلاب  ........ولنبدأ حيث انتهى  ذاك المشروع .......فحصيلتنا ما بعد الثورة هي بين أياديكم ..اليوم .....!


  مفتاح بوعجاج  30-11-2014