بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 مايو 2020

شط الحرية الليبي

    * لا طارق لا بارق ..وينك..
*     ما حوتك لاقيتك ، حوتك ..
     كلمات تُراثية مع لحن وصوت رائع وحزين ومُلفت ، صاحبت مسلسل ( شط الحرية) ،تأليف الاستاذ فتحي القابسي ..إخراج الأستاذ على العروشي ، راس ماله هذه الكاميرا البسيطة صوّرت المسلسل كاملاً وبإمكانيات متواضعة جداً لا تكاد تُذكر وعلى خلفية نجوعنا ورمالنا وشواطئنا  الليبية الجميلة وليس أستوديوهات هوليودية ..وصل حتى الان لعدد 13مليون مشاهدة في ليبيا وفي الوطن العربي والعدّاد يزيد ، ...لا اكاد اتمالك نفسي للمقارنة مع تلك المسلسلات الهابطة المليئة أذى وعروض ازياء ومكاييج والوان فاقعة وتبرّج فاقع ومواضيع تافهة ودلع ومصروفات باذخة وإستعلاء وتفاخر على البسطاء ، احياناً لا تستطيع ان تُشاهدها صحبة اسرتك حياءاً ، حيّا الله هذا الإبداع والمعاني وحيّا الله ضنا بلادي الاصيلين جعلونا نضحك ثم نفكّر في الإسقاطات المعبّرة وبأقلّ الأمكانات ..ثم نعرف كم من تُراث جميل وغنّي ومعبّر وأصيل في عموم بلادنا خلال تاريخها الطويل ..من الانتصارات والمُعاناة والكفاح والجهاد والحياة والاصالة ..شبابنا وفنانينا ومُثقفينا وكتّابنا وشُعراءنا مُبدعين ولا يقلّون إبداعاً عن شباب وفنّانيّ العالم ...لو تُركت تلك الزهور والكنوز تتفتّح ....تعرّض هذا العمل الفني الليبي خلال شهر رمضان 2020 لبعض النقد الذي لا اكاد اصفه إلا بالتنمّر وليس النقد الموضوعي الهادف ...لأن النَّقْد البَنَّاء هو عملية تقديم آراء صحيحة ومنطقية ووجيهة وموضوعية حول عمل الآخرين ، وليس هجوماً ونكد عليهم وعلينا ، الناقد الموضوعي والمُفيد هو من يُحاول ان يجعل من عمل الاخرين يظهر بشكل افضل بإظهار بعض السلبيات تحت شعار ( ليس من احد منّا كامل ) وانه ( لا ينقص البدر إلا حين يكتمل ) *البدر هو القمر كاملاً * وكذلك ان يكون هذا النقد مُراعياً لكل الظروف المُحيطة فلا تطلب مثلاً من معلّماً ان يُعطيك افضل ما عنده وهو يُعاني شغف الحياة والعيش الكريم وكذلك الفنّان ..النقد الموضوعي والمحبّ هو كالغيث الخفيف الذي يُنبت الزرع ويُفيد الضرع ولكنه ليس كالمطر الشديد الذي يجرف التربة ويُزيل النباتات ويهدّ كالسيل الجارف ..النكد عكس ذلك تماماً ، قد يأتي من خلال ضعف او حسد او مُحاولة تشويه او طلباً للشهرة من خلال شهرة العمل المنقود نفسه لا غير ..اتذكّر لقاءاً يوماً ما مع الفنانة ذات الطابع البدوي سميرة توفيق ، حيث سألها المُذيع عن اسباب هجوم النقّاد (النكديين) عليها وعلى اعمالها ..فردّت مع إبتسامة طويلة .."وهل رأيت احداً يُهاجم شجرة يابسة لا ثمر فيها ..انهم لا يُهاجمون بالحجر إلا الاشجار المُثمرة ..ما يهمّني هو ذلك الجمهور الطيّب والكريم والبسيط والذين يعبّرون عن حبّهم لي ولأعمالي بدون ان يصل صوتهم للصحافة او الإعلام ولكنها تصلني كل يوم وبطرق مُختلفة "