...جسّد في قصيدته هذه ..مرحلة موجعة من تاريخ الوطن الحديث ..
متى تأتي السُّيولَةُ لسْتُ أدْري ...
وهل يَْدْري الطبيب متى يموتُ ؟
ظَـننَّاها مُؤقَّــتَةً بظَــرْفٍ ...
وقلـنا إنها كَـرْبٌ يَفـــوتُ ....
فصارت ْسنةً بلْ قِيل : رُكْنٌ
أُجَرْجِرُهُ مَعـي أَنَّـى مَـشِيـتُ !
وصدَّقْتُ الصُّكوكَ فكذَّبَتْني ...
وبُؤْتُ بِوِزْرِها حتَّى شَقِـيتُ ...
وأصبحتِ المصارفُ في بلادي
سَوَاحبَ بَلْ هي السُّحْتُ الـمقيتُ !
لتَسْلُبَني مَعاشي كلَّ شهْرٍ
ولا بَدَلٌ لديَّ ولا كُـروتُ !
رضينا بالتَّقَشُّف واعْتَمَدْنا
طعَـاماً دأبُـه خُبْـزٌ وزيْــت
ألا يا أيُّها السُّفهاءُ مهلاً
لقد أغراكُمُ مِنَّا السُّكوتُ !
يَمِينًا سوفَ نَـثْـأَرُ ذاتَ يـوْمٍ
ويثْأر في الجُيُوب العَنْكَبوتُ
سُيُولَتُكُمْ تَسِيلُ على أُنَاسٍ
كأن بطونَهم في اليَمِّ حُـوتُ !
ونعرفُ ما تُخَـبِّـئُه الخَبايا
وما تحْوي الخزائن واليُخُوتُ
ويَحْيَي شعْبُنا من غير زَيْتٍ ...
وفي الأدْغالِ تُغْتَصَبُ الزيوتُ ...
أخي في الله والوطنِ الـمُفَدَّى ...
وقد ضاقتْ بفاقَتِنا البيوتُ ...
فتحْتَ من السيولة جُرْح قلبٍ ...
يُحاصره الظلام المُـسْتَميتُ ....
سَتُغْرق من تسبَّب في أذاها ....
ولن تَشْفع له مزايا ولا صِيتُ ...
- الشاعر الليبي العفيف ، الذي احبّ الوطن وهويته وتاريخه ...د.عبد المولى البغدادي (طرابلس) ..في ذمة الله الجمعة 20-11-2020 ...متخرّج من جامعة السيد محمد بن علي السنوسي / البيضاء عام 1965 ....رحمة الله عليه