بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 مايو 2020

التعليم وأهٍ عن التعليم ....

  في مُعظم الدول المتقدّمة في مجالات الثقافة والتعليم..يوجد مجلس اعلى للتعليم يستعين بدراسات مؤسسات متخصصة في معرفة الاحتياجات المستقبلية من التخصصات العلمية والوظيفية كأستراتيجية للمستقبل ..تستعين بها الجامعات والمعاهد المتخصصة لتخريج المؤهلين الحرفيين والاكاديميين وتوجيههم وكذلك يستعين بها طلاب تلك المراحل لمعرفة سوق العمل المطلوب ..اخر دراسة نشرتها على صفحتي منذ مدة تقول ان العشر سنوات القادمة في الولايات المتحدة الامريكية ستكون تلك البلاد ومُجتمعها بحاجة إلى مُعلمين للتعليم الاساسي وممرضين وممرضات وتخصص تقنية المعلومات (IT) ثم إدارة الاعمال ..ليس من بينها طب ولا هندسة ...ولذلك تجد ان ما نسبته فقط حوالي 40% عندهم يدخلون الجامعات والباقي يذهبون لدراسة تخصصات مهنية وحرفية اخرى ...بدون تلك الدراسات عن سوق العمل والاحتياجات سنظل نتخبط بل وللاسف سيكون لدينا فائض في تخصصات غير مطلبوية ونقص في تخصصات مطلوبة ...على كل حال بدون وجود استراتيجية للتعليم وسوق العمل بناءا على خطط استراتيجية تنموية وإقتصادية واضحة المعالم تضعها الدولة ،  سيظل الحال كما هو عليه   ... إن أستمرّ حال التعليم عندنا بهذا الشكل ، نحن سنكون امام جيش وبطالة في الجغرافيين والمؤرخين والادباء واللغويين والمُحاسبين والشعراء والوعّاظ والشيوخ وحتى الاطباء ، وامام عجز في المُعلّمين والتربويين و الميكانيكيين والسباكين وحتى الحلاقين وغيرها من المهن الحياتية وكذلك كثير من التخصّصات مثل اللغة الانجليزية والفرنسية وكثير من لُغات العالم الحيّة .. على الجامعات والمراكز المتخصّصة ان تنزل من برجها الاكاديمي وتلوّث يدها بغبار التنمية  وصناعة الحياة ..الدول المتقدّمة تعليمياً مثل المانيا او فنلندا لا تزيد نسبة الداخلين في الدراسة الجامعية عن 50% من المتحصلين على الثانوية والباقي يذهبون للدراسات الحرفية التي يخلو منها المجتمع الليبي الان...طبعاً نحن لا نتملك حتى الان استراتيجية تنموية صحيحة لنضع من خلالها هذه الاستراتيجية التعليمية والتربوية فلا نستطيع فعلاً الإهتمام بالجزئيات طالما لم نمتلك  الكليات بعد ....ولكن وجب التنبيه على كل حال ...
- الصورة لعمارة في مصر مملوءة لفمها بالدعايات للخدمات الطبية بأنواعها