بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

تاريخ عاطر

        صدر مرسوم ملكي فِي العَام 1955م بالشروع فِي تأسيس جامعة فِي ليبَيا تسمى «الجامعة الِلّيبيّة»، وأهدى المَلِك إدْريْس السّنُوسي قصره الخاصّ فِي مدينة بّنْغازي «قصر المنار» ليكون مقراً للجامعة المزمع إنشاؤها فِي ليبَيا. بدأ الدوام اليومي فِي الجامعة الِلّيبيّة ابتداءً مِن يوم 15 ديسمبر 1955م وافتتحت الجامعة رسمياً يوم 23 يناير 1956م فِي حفل مهيب حضره مُصْطفى أحمَد بِن حليم رئيس الوزراء وقتئذ، وألقى كلمة الافتتاح عبدالسّلام بسيكري وزير المعارف «التعليم».
ذكر الدّكتور محَمّد فرج دغيم عَن بدايات تأسيس الجامعة فِي مقالة كتبها في مجلّة «عراجين»، العدد «4» الصّادر فِي يناير 2006م مَا يلي:"حينما أنشئت الجامعة الِلّيبيّة لم يكن فِي الوطن العربي جامعات سوى ثلاث جامعات فِي مِصْر وجامعة فِي سوريا، وكليات جامعيّة تتبع الوزارات فِي العراق، وفي شمال أفريقيا لا توجد إلاّ جامعة فِي الجزائر وهي فرنسيّة في لغتها وأساتذتها و مناهجها وتوجهاتها، وفي لبنان توجد الجامعة الأمريكيّة الّتي كانت فِي بداية نشأتها جامعة بروتستانتيّة تبشيريّة.
.. كمَا انطلقت مِن الجامعة الِلّيبيّة فكرة «اتحاد الجامعات العربيّة» فِي اجتماع عقد بمدينة بّنْغازي سنة 1961م حضره بعض رؤساء الجامعات العربيّة. أحيلت الفكرة أو الاقتراح إِلى جامعة الدول العربيّة فأوصت بإنشاء هذا الاتحاد على أن يكون هيئة مستقلة أعضاؤها رؤساء الجامعات العربيّة وتنشأ له أمانة عامّة يختارها رؤساء الجامعات الأعضاء فِي الاتحاد. وقد ضمَّ اتحاد الجامعات عند نشأته العَام 1964م خمس عشرة جامعة عربيّة فقط وكانت الجامعة الِلّيبيّة من بينها، ويضم الاتحاد الآن في عضويته أكثر من 140 جامعة عربيّة".
    والشّاهد، وضع المَلِك إدْريْس يوم 6 أكتوبر 1968م، حجر الأساس لمدينة جامعيّة ضخمة في مدينة بّنْغازي تقع بـ«منطقة قاريونس» غرب بّنْغازي وعند مدخل المدينة للقادمين مِن غرب البلاد. ووضع التصميم الهندسي لمبنى المدينة الجامعيّة المزمع إنشاؤه، شركة هندسيّة بريطانيّة.
   شُرعَ فِي تنفيذ مشروع المبنى الجامعي الجديد فِي عهد المَلِك إدْريْس، وشاءت الأقدار أن يفتتح مبنى الجامعة الجديد بعْد استيلاء معمّر القذّافي على السّلطة فِي الأوَّل مِن سبتمبر 1969م.
لم يكن هُناك مبنى جامعي فِي الوطن العربيّ يضاهي مبنى الجامعة الِلّيبيّة يوم افتتاحه أو أجمل منه، وقد سجل رؤساء الجامعات العربيّة إعجابهم وانبهارهم بالمبني الجامعي حينما عقدوا فِي العَام 1974م جلسات مؤتمر «اتحاد الجامعات العربيّة» داخل قاعات المبنى الجامعي الجديد فِي مدينة بّنْغازي.
    هذا، وكانت الجامعة الِلّيبيّة قد انتقلت مِن مقرها الكائن وسط مدينة بّنْغازي فِي العَام 1974م إِلى أطراف المدينة بمنطقة قاريونس. ويُذكر أن الجامعة الِلّيبيّة تغيّر اسمها فِي العَام 1973م إِلى «جامعة بّنْغازي» فِي بّنْغازي، و«جامعة طرابلس» فِي مدينة طرابلس، وفي شهر أبريل مِن العَام 1976م تغيّر اسمها رسمياً فِي بّنْغازي لتصبح «جامعة قاريونس»، وفِي طرابلس أصبـح اسمها «جامعة الفاتح».
   تولّى إدارة الجامعة الِلّيبيّة قبل استيلاء القذّافي على السّلطة فِي سبتمبر 1969م، الأساتذة الرؤساء الآتي أسماؤهم:
1 – محمود لبشتي (مِن سنة 1956م إِلى 1958م)
2 - عبد الجواد الفريطيس (مِن سنة 1958م إِلى 1961م)
3 – بكري قدورة (مِن سنة 1961م إِلى 1963م)
4 – مُصْطفى بعيو (مِن سنة 1963م إِلى 1967م)
5 – عبدالمولى دغمان (مِن سنة 1967م إِلى 1969م).
الصورة المرفقة أثناء وضع حجر الأساس للجامعة الِلّيبيّة بمنطقة قاريونس غرب بّنْغازي فِي 6 أكتوبر 1968م، ومِن أرشيف المرحوم الأستاذ محمّد السعداوية، ويظهر فيها: المَلِك إدْريْس السّنُوسي يصافح الأستاذ محمّد السعداوية، وبجانبه الأستاذ عبدالمولى دغمان، والعقيد عبدالله عبدالكريم الجويفي ياوره الخاصّ. أمّا الصّف الأوَّل مِن طرف الصورة مِن اليمين: يظهر السّيِّد ونيس محمّد القذّافي مرتدياً الطربوش وبجانبه الأستاذ مُصْطفي بعيـو.
**المؤرّخ شكري السنكي  Shukri El-sunki

 

 

الجمعة، 2 سبتمبر 2022

صدى السنين الحاكي والباكي

 

أيها الساهر تغفو ....تذكُر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرحُ ......جدّ بالتذكار جرحُ
    "كنت طالباً من ضمن طلبة مدرسة الميدان الإبتدائية الإعدادية التاريخية بمدخل مدينة البيضاء الغربي والتي درس بها الكثير من الطلاّب فترة الستينات (تمً هدّها والكثير من المباني التاريخية القيّمة والجميلة بمدخل المدينة خلال العهد السابق بداية الثمانينات ) ، ..وكان هُناك ملعب مفتوح مُقابل تللك المدرسة نلعب به وقت فراغنا ، كان معروفاً بأسم ملعب التنس والذي كان مجاوراً لمبنى (دار اليُمن) الخاصة بإقامة الملك إدريس بالبيضاء، رحمه الله ، حدث يوماً إن وقعت كرة القدم داخل ذلك السور المتواضع الخاص بدار إقامة الملك ..قفز احدنا من على السور لإحضار الكرة ..والذي فوجىء بوجود الملك بحديقة الدار والذي بادره بالسؤال مع إبتسامته ..ماذا تُريد يا أبني ! ..اُريد تلك الكُرة يا سيّدي.. "تفضّل خذها ...لكن مرة ثانية يا ابني ..أدخلوا البيوت من ابوبها "..عندما حكاها لنا صديقنا وهو مُنبهر ..ظلّ ذلك الدرس البليغ معنا لليوم حتى في داخل بيوتنا ...."
- رواية الاستاذ عبد الرازق بوحوية (الصورة اعلى ) ، احد رموز البيضاء العفيفة ومن جيل الزمن الجميل ..رحمه الله (ديسمبر 2020 ) .
- الصورة ..جزء من مدخل المدينة الغربي الجميل في الستينات قبل تشويهه ..حيث تقع دار اليمن وملعب التنس الشهير ...