بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 أبريل 2018

الصيت اطول من العمر ...





 ..يوافق اليوم 19 ابريل وفاة رجل الاعمال الليبي الحاج الصابر مجيد الغيثي..سمعت عنه من كثير من مُعاصريه ومعارفه في الوطن ومنهم ابن عمي (سعيد حمد بوعجاج) انه كان من أنجح رجال الاعمال في وطنه قبل (الزحف الزاحف )الذي استولى على ممتلكات وحقوق رجال الاعمال في حملاته الشهيرة على القطاع الخاص النظيف والوطني ، أشتهرت شركات هذا الرجل بُحسن التنفيذ خاصة في مجالات البنى التحتية والطُرق وله بصمة شهيرة من ذلك لا تزل اثارها لليوم ..اضطر مُرغماً للهجرة بعد تأميم ممتلكاته التي كسبها بعرق جبينه وحُسن التنفيذ ، إلى لندن واقام هو واسرته الكريمة بها حيث اشتهر بمساعدة بني وطنه هناك عندما مسّهم الضرر والحاجة بعيدا عن بلادهم.. كما كان مُعارضا وخصما شريفاً ووطنيا للنظام السابق ، لم يكن يتبع اية ايديولوجية او حزب ،غير حب وطنه ومواطنيه الليبيين من كل مكان من ليبيا التي احبّها ..وكان من بين من احتفظوا براية الوطن ولا يحضر لقاءا او مؤتمرا او جلسة إلا بها ...عز على الرجل ان يعيش بعيدا مُطاردا وهو العفيف الصابر ..احلّ به المرض اخر ايامه وتوفيّ في (19 ابريل 2015) بلندن ، ودّفن في غربته بعيدا عن الوطن الذي احبّ ..من نوادره التي سمعت عنها ، بعد ان عم الفساد في التنفيذ والرشوة وغيرها من مظاهر الفساد التي عمّت البلاد والعباد ،إن قام احد اصدقائه بإحضار صورة ملّونة حديثة له لإحدى الطُرق المنّفذة حديثاً بإحدى المناطق الليبية من قبل تشاركيات ( يا مزّوق من برّه ..ايش حالك من جوّه) التي نمت كالفطر يوماً في بلادنا بديلاً عن ذلك الجيل المُحترم من روّاد ورجال الاعمال المُحترمين ، ويظهر من خلال تلك الصورة ان نباتات واعشاب قد اخترقت طبقة الاسفلت المغشوشة بعد نزول الامطار ، ونمت وأخضّرت بكل سهولة في الطريق..قائلاً له : (شوف يا حاج الصابر ، كيف اصبح تنفيذ الطُرق بعدكم ، غش في غش ) .. وبعد ان تمعّن السيد الصابر في الصورة ، رد ضاحكاً : " بالعكس ..هذا يدلّ على ان الارض تحت (الطريق ) ...زراعية وغنية ولا تحتاج سماد ! ".....رحم الله السيد الصابر وغفر له وصبّر احبابه وعوّض الله بلادنا رجالاً امثاله .. وجعل الجنّة مثواه ومنزلة .
(الصورة ..السيد الصابر يميناً والسيد مصطفي البركي رحمهما الله ..في لندن في وقفة معاً يوماً من اجل ..حبّهما الكبير )