تربى ودرس وعمل في عهد الكرامة والوطنية والإدارة في الستينات عهد المملكة الليبية ..فأنعكست عليه اخلاقاً وعفّة وتضحية وإخلاصا ، ولم تنل منه ولا من نفسه الطيبة ، الأيام العِجاف التي أتت بعدها مثل ما حدث مع كثير من (الرقّاصة ) الذين مع كل ريح يهيمون ..كنّا طلبة تم إيفادنا لدراسة المرحلة الجامعية بعد الثانوية منتصف السبعينات بالولايات المتحدة الامريكية..وكان ذلك بتوفيق من الله وسيراً على الخطط العلمية التي كانت وضعتها حكومة المملكة الليبية منذ الستينات بإيفاد الطلبة الأوائل من الثانوية العامة ،تخصص علمي ، للدراسة في افضل جامعات العالم ..والتي تم إستبدالها فيما بعد التمكّن والابريليات ، بإيفاد الاكثر (ثورية وغوغائية وقرابة) للتمتع واشياء اُخرى (مع إحترامي للقلّة منهم )..
هناك أستقبلنا المستشار الثقافي بسفارة ليبيا في واشنطن العاصمة ..اللقاء معه بدّد الكثير من مخاوفنا وخاصة منّا الأتين من قرى بسيطة في بلادنا لدولة مثل الولايات المتحدة مرة واحدة ..اذكر ممّا قاله " انتم كنتم صفوة الثانوية في ليبيا ،ارجوكم كونوا كذلك في دراستكم الجامعية وأخلاقكم حتى هنا ..ليس هناك فرق هنا إلا اللغة، ولقد اخترنا لكم افضل معاهد اللغة الانجليزية قبل ان تبدأوا دراستكم الجامعية ..وسأكون متابعاً شخصيا لكل احوالكم وإحتياجاتكم ..بلادنا تنتظركم" ...كانت تلك الكلمات تتردّد في أذهاننا وبإستمرار طيلة مدة دراستنا ، وخاصة وانه كان مُتابعاً لنا بالتلفونات والرسائل (الشكر واحيانا التنبيه وحتى التعزير الحنون والمُهذّب عندما تتناقص تقديراتنا) والتي من خلالها عرفنا انه يتابع الامر مع المعاهد والجامعات ..ولم يدعنا الرجل لحاجة او عطية من احد خلال تلك الايام والسنين الباهية كما كان بهاؤه وإهتمامه وغيرته وحُسن اخلاقه ..لكنه ترك لنا مشكلة ...لازلنا حتى اليوم نُقارن كثير من الاخرين به ....ونقول "شن جاب لجاب !"...
تحية له ولكل من كان معه ..فقد كانوا يعملون ذلك الزمن كفريق عمل متكامل..قبل الزحف الزاحف ..!
انه الاستاذ عبد الحميد الطيار ... أطال الله عمره ومتّعه بالصحة والعافية .
تحية له ولكل من كان معه ..فقد كانوا يعملون ذلك الزمن كفريق عمل متكامل..قبل الزحف الزاحف ..!
انه الاستاذ عبد الحميد الطيار ... أطال الله عمره ومتّعه بالصحة والعافية .