بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 أكتوبر 2018

عبد الحميد الطيّار

 تربى ودرس وعمل في عهد الكرامة والوطنية والإدارة في الستينات عهد المملكة الليبية ..فأنعكست عليه اخلاقاً وعفّة وتضحية وإخلاصا ، ولم تنل منه ولا من نفسه الطيبة ، الأيام العِجاف التي أتت بعدها مثل ما حدث مع كثير من (الرقّاصة ) الذين مع كل ريح يهيمون ..كنّا طلبة تم إيفادنا لدراسة المرحلة الجامعية بعد الثانوية منتصف السبعينات بالولايات المتحدة الامريكية..وكان ذلك بتوفيق من الله وسيراً على الخطط العلمية التي كانت وضعتها حكومة المملكة الليبية منذ الستينات بإيفاد الطلبة الأوائل من الثانوية العامة ،تخصص علمي ، للدراسة في افضل جامعات العالم ..والتي تم إستبدالها فيما بعد التمكّن والابريليات ، بإيفاد الاكثر (ثورية وغوغائية وقرابة) للتمتع واشياء اُخرى (مع إحترامي للقلّة منهم )..
هناك أستقبلنا المستشار الثقافي بسفارة ليبيا في واشنطن العاصمة ..اللقاء معه بدّد الكثير من مخاوفنا وخاصة منّا الأتين من قرى بسيطة في بلادنا لدولة مثل الولايات المتحدة مرة واحدة ..اذكر ممّا قاله " انتم كنتم صفوة الثانوية في ليبيا ،ارجوكم كونوا كذلك في دراستكم الجامعية وأخلاقكم حتى هنا ..ليس هناك فرق هنا إلا اللغة، ولقد اخترنا لكم افضل معاهد اللغة الانجليزية قبل ان تبدأوا دراستكم الجامعية ..وسأكون متابعاً شخصيا لكل احوالكم وإحتياجاتكم ..بلادنا تنتظركم" ...كانت تلك الكلمات تتردّد في أذهاننا وبإستمرار طيلة مدة دراستنا ، وخاصة وانه كان مُتابعاً لنا بالتلفونات والرسائل (الشكر واحيانا التنبيه وحتى التعزير الحنون والمُهذّب عندما تتناقص تقديراتنا) والتي من خلالها عرفنا انه يتابع الامر مع المعاهد والجامعات ..ولم يدعنا الرجل لحاجة او عطية من احد خلال تلك الايام والسنين الباهية كما كان بهاؤه وإهتمامه وغيرته وحُسن اخلاقه ..لكنه ترك لنا مشكلة ...لازلنا حتى اليوم نُقارن كثير من الاخرين به ....ونقول "شن جاب لجاب !"...
تحية له ولكل من كان معه ..فقد كانوا يعملون ذلك الزمن كفريق عمل متكامل..قبل الزحف الزاحف ..!
انه الاستاذ عبد الحميد الطيار ... أطال الله عمره ومتّعه بالصحة والعافية .


المسؤوليات والصلاحيات :

....المسؤوليات يجب ان تتساوى مع الصلاحيات وإلا كان هُناك ظُلم كبير ..هذه اولى القواعد العادلة والبديهية لمحاسبة الإدارة مهما كان شكلها ، عامة كانت ام خاصة ، عسكرية ام مدنية ، فكيف تُحاسب جهة ما على امرِ ما ، هو اصلا ليس من إختصاصها بعد ، من يرى الكثير من الإنتهاكات والخروقات او الظُلم ثم يصيح ، اين الجيش الليبي وقياداته ويحمّله المسؤولية، ألا يكفيه انه واجناده خلصّوا منطقتنا من الإرهاب وداعميه ودفعوا الثمن باهظاً ، ذلك الأمر الذي خوّلهم به الليبيون والليبيات في جزء من الوطن يوماً علانية ، وفي مظاهرات دفع ثمنها كثير من الأجناد والمدنيين والعسكريين والإعلاميين والكتّاب والحقوقيين ، ام تناسينا كعادتنا ! ..الباقي ..الا يوجد لديكم مجالس اشكال والوان وبلديات وبنوك مركزية ولجان ومُحاورين ونقابات ومحللًين (استراتجيين ) وخبراء (اقتصاديين ) واجسام مدنية اخرى (مُنتخبة ) ولديهم الكثير من التشريعات وماذا عن (دستوركم الإنتقالي) ! ، الا يوجد كثيرين وكثيرات وحتى (ملاطعية وملاطعيات)،اليوم يقولون لا نريد حكم العسكر! ..عندما يستلم الجيش كل المسؤوليات ...عندها نستطيع ان نُشير اليه وبكل قوة ، عن مواقع الخلل والإنتهاك ونحمّله المسؤولية ، فالكلمة الحرة والصادقة ستظل الهدف مهما كانت السُبل اليها ، إلا اننا لا يجب ان نظلم احداً بدون دليل او صلاحيات ..وخاصة وان الساحة (السياسية) و(الاجتماعية) و(الاقتصادية) و(الاعلامية) و(الدولية ) لا تزل تعجّ بكثير من الفاعلين (الشرعيين) على الأقل حسب رأي المجتمع الدولي وبعض من مجتمع (الداخل ) ! ..