بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 ديسمبر 2017

رؤية خارج ...النوافذ




   ...رؤية خارج نافذة المكتب البيضاوي في (البيت الابيض) ..ونوافذ سيلس البيضاء..
عدد العاملين في قطاع الزراعة في الولايات المتحدة الامريكية بما فيهم مالكي الاراضي الزراعية لا يتجاوز الـ5% من إجمالي عدد سكانها ! ..ومع ذلك إنتاجها الزراعي يكفي سكانها الـ300 مليون ويفيض للصناعات الغذائية وتصدير إنتاجها الزراعي والصناعي والحيواني للعالم الاخر ..وهي من اكبر المجتمعات المصدّرة والمُنتجة للحبوب بكل انواعها ...في ليبيا الملكية (ايام إحترام الملكية الخاصة ) كان السيد عبد القادر البدري (رحمه الله) يملك ارضاً زراعية بمنطقة سلوق -المرج ، يُنتج منها سنوياً اكثر من 30000 طن من الحبوب (قمح وشعير ) ..تقوم المطاحن المحلية الخاصة بتحويلها إلى دقيق واعلاف ،جاء زحف الزاحف ..والارض ليس ملكا لاحد ، واستولى عليها ..وقزّمها وأدعى تقسيمها وتقزيمها لمزارع (مُملّكة) بحجة الاشتراكية الجماهيرية ، فحوّلها اصحابها إلى ارض بور و مراعي وزراعة أشجار ليس لها عمر او إنتاجية ، وصار اصحابها يذهبون فجرا لشراء الخبز الطازج من مخابز المدينة والمصنوعة من دقيق أفرنجي مستورد فاخر ، بالدولار مصنوع اصلاً لصناعة الحلويات والبان كيك وغيرها ..في طرابلس ، كانت مزرعة (الكونتسية) بطريق جنزور الزاوية توّرد البرتقال والليمون لمصنع المزارع الليبي (الخاص) بالقرب منها ، بما يكفيه كخام لانتاج عصائر طبيعية لمدة شهر كامل ..تحولت بعدها بفضل (لا حرية لشعب يأكل من وراء حدوده ) إلى إستراحات ودكاكين (للفحم وغيرها ) من بلوك ابيض للعسكريين اتباع النظام وكتائبه ورفاقهم ، السيلس (مخزن حبوب البيضاء) (الصورة ) كان حتى نهاية السبعينات مخزنا لإنتاج حبوب منطقة الجبل الاخضر فكنا نرى عشرات السيارات المُحملّة بأجود انواع الحبوب لتخزينه هناك ثم إعادة بيعه إما للمزارعين كبذور بسعر ارخص (كدعم) او بيعه للمطاحن المحلية الخاصة وذلك إستمرارا لمشاريع المملكة السابقة في دعم وتشجيع الانتاج الزراعي قبل ان تأتي (مشاريع الاصلاح الزراعي ) وشعارات (الدجاجة تبيض والديك لا يبيض ) ..صحيح نحن لسنا بخير حتى اليوم ...لكن لا يجب ان ننسى ان الكارثة كانت قد ......بدأت من هناك .
(بالمناسبة هو سمي بالمكتب البيضاوي (Oval Office ) ليس لأنه يبيض ، بل لأنه على شكل بيضاوي دائري ) ...