بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

جزيرة الملح ..





            يا خسارة ..كان نظام القذافي  (كويس) وكان يريد ان يحرّر فلسطين  مع الاسد وصدّام ونورييغا وكيم ايل سونغ ..ويوحد الامة والعالم   وكانت الكهرباء كويسة والخبزة والسلع  واجدة والأمن من ابدع ما يكون ..والسيولة متوفرة والمرتبات كثيرة لدرجة انك لا تعمل في أي شىء ولا تعلم حتى اين تعمل ومع ذلك تقوم منظومة (القوى العاملة) بتنزيل مرتباتك بل أحيانا اكثر حتى من مرتب! .. ..ولم يكن للإسلام السياسي قدرة حتى على التحدّث ووضع الكثير منهم في السجون بل قتل المئات منهم بدم بارد في سجون مُظلمة ونالوا منه ما يستحقون كما كان يسمي المعارضة بـ(الكلاب الضالة) بينما كان كل  من بالداخل كلاب اليفة تأكل وتنام ...كما كانت الدول النووية وغير النووية تخاف من النظام بل جاء زعماء العالم خانعين مطأطأي الرؤوس لخيمة (القائد) وهناك من قبًل يديه معتذرا مثل برلسكوني وهناك من وضع القائد(جزمته) في وجهه مثل بلير وهو مستكين !..كما هدد القائد بتقسيم سويسرا لانها فقط اهانت أبنه بحبسه لأنه كان يقود سيارته بسرعة جنونية وبدون رخصة مخالفا القواعد السويسرية (السخيفة) ولو كان القائد خاليا من هموم العالم ذلك الوقت لأعلن عليها الحرب العالمية 3...ولكن الله حفظ العالم .كما كان يسمي مبارك بالبارك واطلق على الاخرين الرجعيين القاب مثل الذيل والخنازير متحديا بالشعب المسلح كل العالم وهاهو شُجاعا يمزق ميثاق الامم المتحدة والتي كانت ليبيا عضوا فيها ولكن بعد تأسيس الجماهيرية العظمى فلم تعد تعترف به كما هي الدول المائة والثمانون الذليلة الاخرى ..كما كان أي راغب في الدراسة في الخارج يجد تقسه مبعوثا للخارج حتى من غير ثانوية لمجرد تسجيل اسمه بسجل اللجان الثورية ويا حبذا ان تكون قد بلّغ  عن أحد الرجعيين  او شوية لقاقة وتقرّب لأحد ابنائه او المقربّين اوالرفاق ، اما إذا اردت الرضا والحصول على   وظيفة مهمة فدخولك في منظومة سيف الاسلام وليبيا  التوريث ،  هي المرحلة الاولى ..كما كان يمكنك إلقاء قصيدة عصماء للصقر الوحيد وشتما في النظام الملكي تنال كل الرضا لتصبح سفيرا او ملحقا او حتى (أمينًا فوقياً) . إما إذا قمت بعملية إرهابية منها عمليات الاغتيال والتفجير لبعض الليبيين في الخارج او حتى محاولة إغتيال للسيد عبد الحميد البكوش صاحب مشروع الشخصية الليبية (البغيضة) مقابل (الشخصية الجماهيرية العالمية)..  فكنت ستنال كل الرضى والتقدير ..!
يا خسارة ..لولا (المؤامرة )التي اطاحت بهذا النظام البديع ..لكانت ليبيا الان من الدول التي ستجعل كل الافارقة يركعون تحت قدميها ..حتى لو كان شعبنا مطرودا اليها حيث النعيم بعيدا عن  بلاد (الصقع) و(جزيرة الملح) التي اراد لليبيا ان تكون لو بقى !
  لا شك ان تبرئة من جاءوا بعد سقوط هذا النظام (البديع) من خراب وفساد وفتنة وسوء خدمات هو نوع من سوء التحليل لما قبله ولكن ايضا لا يجب ان ننسى ان القول بأن ذاك النظام كان بديعا إلى أن جاء هؤلاء ودمروا ليبيا لهو أسوأ التحاليل   ... والقول بأن ما جرى على النظام السابق كان مؤامرة فهي تؤكد خرافة الثقافة العكسية للتقدّم والنمو الطبيعي والتي تدعي أن :
*الاستبداد كان جيدا ...وكانت عندنا دولة قوية ومستقرة وإقتصاد متين !
*ان نظام الشعارات والايديولوجيات والطزطزات سيجعل (لو استمر) من بلادنا  عزيزة وكريمة ومتقدمة ..
  كما ان ما اؤكده الان ..ان ما نحن فيه اليوم قد نقل الحالة التي كانت خفية إلى الحالة العلنية فأصبحنا نراها ونعيشها بكل بؤسها ..وتبقى لنا ان نعالجها كما فعلت الامم والنخب والشعوب العظيمة يومًا ....لا ان نتحسر على نظام فاشل وأخرق واستبدادي ...!