بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 5 أغسطس 2016

الجبل الاخضر ...عبق التاريخ وأصالة التراث





    الجبل الاخضر وعاصمته البيضاء النايرة ..مقر الجهاد ومنبع التراث ومهد الابطال ..وعبق التاريخ .. خلال 47 سنة من سنين عِجاف، لم يحظى بمشروع حيوي تنموي يليق بمقامه ومقام أهله وكرمهم ..لا مطار لائق غير مطار لبرق( البسيط في إمكانياته والكبير في ما يؤدي اليوم ..فهو اصلاً مطار عسكري بسيط ذو مهبط واحد تم بناؤه أيام العهد الملكي منذ اكثر من 60 عاما على قدر حاجة ذلك الزمن وقدرات الدولة حينذاك)، ولاميناء ولا محطة توليد كهرباء ولا مدينة رياضية تليق بحاجة شبابه ورجاله تم إستكمالها..غير ملعب واحد يتيم بني ايام العهد الملكي ويتم إستكماله بفضل تبرعات وجهود ابناء المدينة ومُشجعي نادي الاخضر والخيرين من ابناء المدينة والمنطقة ، ولا فندق كبير غير فندق البيضاء بالاس التاريخي الوحيد وسط المدينة(1964) والذي كان مقرا حضاريا للسائحين وقتها وكذا مسؤولي الحكومة الاتحادية او المحلية عهد المملكة الليبية ، يمر عليه اليوم اللي جاي واللي ماشي ..تركه النظام السابق ومن أتوا بعده مُحطما مُهشمًا وليبقى شاهدا حتى اليوم على ظُلم الزمان والمكان، ولا مشروعات سياحية تليق بجماله وطيب أهله وكرمهم وصفاء أنفاسه ..أما المؤسسات الاخرى مثل الجامعة والمعاهد والمدارس أو بعض المباني الحكومية ، فمعظمها تم بنائها خلال العهد الملكي طيب الذكر وعلى قدر إحتياجات وإمكانيات ذلك الزمن منذ اكثر من 50 عاما .. كذلك لا يوجد حتى الان مستشفى حديث غير مستشفى البيضاء تم بناؤه خلال العهد الملكي (1964) بمساعدة من الامم المتحدة أيام لا يتعدى سكان المدينة 24000 نسمة وصار اليوم يخدم كل أطياف المدن والقرى حول المدينة التى تعّدى سكانها اليوم النصف مليون بالإضافة إلى أهلنا النازحين من كل مناطق ليبيا الحبيبة بفضل الامن والامان التي يتميز بها الجبل ومدنه وقراه فضلاً من الله ومحبة أهله وتدينهم الوسطي السمح على طريقة الحركة السنوسية المباركة التي أحتضنوها يومًا وبنوا فيها أول زاوية سنوسية في ليبيا فما وجدت الحركات المتطرفة مكانا فيها ، ولكم ان تتخيلوا كم هو ضيق اليوم بما رحب لقدم المبنى وتهالكه ووقوعه وسط المدينة حيث الزحمة ونتاجها بعد ان أحاطت به المباني السكنية والتجارية من كل جانب نتيجة للتوسع الفوضوي وهنا لابد لي ان أحيي أعمال الخيرين فيه من أطباء وممرضين وإدارة رغم هذه الظروف الصعبة وغيرها فهو لا يزل يقدم خدماته لكل الناس بما يتوفر لديه من إمكانات...لقد أن لما تبقى من دولة وأموال ان يعيروا هذه المشروعات الحيوية مثل الميناء والمطار ومحطات توليد الكهرباء والمياه والبنى التحتية الاهتمام ، فكم ظهرت الحاجة لها اليوم أشد أهمية من مجرد كراء عمارات وتأجير شقق وشراء اثاث وقرطاسيات أو تعيينات مؤقتة ستزول بزوال وظائفها ..ومن هنا بان حتى مساوىء قيام إدارة محلية على شكل بلديات قزمية وليس على شكل مناطق او محافظات كما كنّا نأمل وكما أوصينا ..حيث ان منطقة مثل الجبل الاخضر ممتدة من درنة حتى الباكور وحتى مشارف الصحراء جنوبًا ، كان يجب ان تكون منطقة إقتصادية وحضرية واحدة ليكون التخطيط والتنمية شاملاً ومتكاملاً كما كان خلال العهد الملكي وهنا لاانكر ايضا ما تقوم به البلديات من جهود وتوسعة وخدمات رغم ضيق حال اليد والظروف المحيطة الصعبة بفضل بعض الخيرين فيها.. 
(فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)..صدق الله العظيم