بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

هترسة ..قبل الفجر




                                           
       حديث ...قبل الفجر   


   يقال ان احد المنظرين الإيديولوجيين ترافق مع احد أصدقائه البسطاء فى رحلة صيفية الى الصحراء ..وعند وصولهم الى مكان الرحلة نصبوا خيمتهم وانزلوا متاعهم وحاجياتهم..وظللوا يتسامرون على أمور الدنيا وذكرياتهم فيها ..وبعد ان تجولّوا وفى الصحراء ساعات ..رجعوا الى خيمتهم قبل حلول المساء ..وتحدثوا وطبخوا واكلو وناموا فى خيمتهم تلك  ...قبل الفجر بقليل أيقظ ذلك الإنسان البسيط صديقه الايديولوجى الفيلسوف من النوم ..وسأله..انظر إلى الأعلى وقل وصف لى ما ترى ؟...نظر الايديولوجى إلى الأعلى وقال :(أرى نجوما تتلالاء في السماء ..تدل على قدرة الله العظيم فى خلقه..فى سماواته وأرضينه..ارى كونا منظما وشمس قاربت على البزوغ..لتدل على عظمة خالق هذا الكون وقدرته على تعادل هذا الكون ...أرى سماءا صافية تدل على أن النهار المقبل سيكون دافئا..لا أمطار ولا رياح ...رغم أن قدرة الله قادرة على صنع اى شيء وتغيير اى شىء فى اى وقت وفى اى مكان ...ارى سماءا صافية واشعر فى هذا المكان بالسكون رغم ان الكون ليس ثابتا ويتمدد فى كل اتجاه ...اكاد اشعر بأن الناس فى هذه البقعة سيكونون سعداء بحلاوة الجو والطقس لما اراه من صفاء فى السماء..كما اشعر اننا سنقضى يوما سعيدا دافئا وأننا سنقوم بجمع الحطب وقودا للنار..لنقوم بشواء اللحم الذى أحضرناه ..وسنتمتع بالأكل اللذيذ فى ظل جلسة حميمية ...كما اننى أرى القمر وقد توجه الوجهة الاخرى ليقترب الشهر العربي من نهايته...كما اننى رأيت الان نجما يهوى وهذا له تفسيرات متعددة وشروح من فقهاء علماء وخاصة من المرشدين  كل ادلى بدلوه  فى هذا الموضوع وهو موضوع ..افول النجوم وسقوطها وماذا يعنى تفسيرها..بل كثيرون كتبوا المجلدات والكتب التي تحاول ان تربط بين هذا الموضوع وعلاقة الدنيا بالآخرة وعلاقة من يرى أفول النجم وتأثيرها على حياته وأخرته وأيضا بزوغ الدول والحضارات ونهايتها ....وقد حضرت خطبة لأحد الشيوخ العلماء تحدّث عن هذا الموضوع بإسهاب ..على مدار أسبوعان متواصلان كما تحدث كثيرا عن علاقة النجوم بما يسمى بحرية المرأة والرجل وكيف ان النجوم تنطفئ وتختفي عندما يطالب البعض بشيء خبيث اسمه الديمقراطية والحرية وابتعدوا عن كلام الشيوخ الطيبين والدعاة والمرشدين الذين يعرفون كل شىء ليس فقط عن الدنيا بل الدنيا والآخرة وما بينهما ..وكيف تظلم السماء عندما يترك البعض الحديث عن الشورى وما جرى فى سقيفة بنى ساعدة ويذهبون الى سقيفة أخرى تسمى البرلمانات النصرانية الكافرة ..ارى النجم سهيل قد ارتفع فى ركن من اركان السماء كمايًسمّيه اهل البادية .. وأخذ وجهة معينة فى الفجر فهذا علامة من علامات اخر الدنيا ! ..كما اننى أرى  وبوضوح  مدى تأثير السكون على صفاء الأنفس .. وان من صبر نال بدون مطالبات وبدون مظاهرات وبدون تشويش  ..وان من تكلّم او نازع او خرج عن اراء الفقهاء والمنظرين فسيناله الشر الكثير ..ولابد للإنسان ان لا ينازع ولاة الأمور ومن تولو وخاصة من له باع طويل فى الفلسفة والفقه والتنظير وسانده اهل الفقه والدين والشرع والمرشدون.. فهو يصبح ظل الله فى الارض ولا يجوز منازعته او الخروج عليه... وكذلك من له نظريات وأراء فى السلطة والكون والدنيا والآخرة كما هم مرشدينا العظام ..كما تأكد لى الان ان رفقتك لى ستكون ذى فائدة عظيمة لك ..لانك قد استمعت الى كلماتي هذه فجرا والتي ستظل فى عقلك وتفكيرك وستكون لك هى البوصلة التى ستقودك الى حياة سعيدة فى الدنيا ومآبا عظيما في الآخرة..لان كلام الفجر سيكون عقلك قادر على حفظه أكثر من الكلام في الأوقات الأخرى ..ولـ.......
 وهنا انتفض رفيقه ذاك الإنسان البسيط قائلا لصديقه الفقيه المتحدّث العالم السياسي الواعظ فى كل شيء:(يا آخى لديك كل هذه المعلومات  والمواعظ والآراء..ولم ترى أن خيمتنا التي كنّا ننام تحت منها ..قد سرقتّّّ .!!!)

مفتاح بوعجاج...نُشرت في 32-11-2012

الخميس، 13 أكتوبر 2016

الأمة الليبية الكريمة







  "لن تصلح هذه الامة إلا بالعودة للقواعد التي  ارساها السلف الصالح" ...جملة نسمعها تتكرّر ولها من المعاني الكثير ، وشخصيًا لا اريد أن اتوغل بها كثيرا كما قد يفهم البعض ..هنا اعني بها الامة الليبية الكريمة خلال تاريخها الحديث  كما أسماها الملك أدريس رحمه الله في خطاب وبيان الاستقلال 1951 ...هذا الرجل لن يتكرر في التاريخ كما غيره وكما هي سنّة الله في خلقه ..نحن هنا نتحدّث عن التاريخ والمشروع والمبادىء العامة لدولة الاستقلال وخلال مسيرة الـ18 عاماً من النجاح في كل المجالات ..الادارة ، الحكم المحلي ، الاقتصاد ، التعليم ، الصناعة ، الزراعة ، الادب وكل انواع الفنون ، العلاقات الدولية ،..ذلك المشروع الذي لم يسقط إنما تم إسقاطه ،ولست هنا معنيًا بأسباب إسقاطه ..ذلك شأن أخر قد نتطرّق اليه في حديث أخر ...نسمع ما يتردد على أن بعض صياغات ما تسمى لجنة صياغة الدستور قد أستبعدت كل الخيارات التاريخية السابقة وتركزت بعض الاختيارات المُعلنة على نظام جمهورية رئاسية ....لا اريد هنا أن أتسائل عن شكل هذا النظام الرئاسي فهو اشكال متعددة في داخله ..،إلا أنني على يقين بأن هذا الخيار لن ينجح وبكل أشكاله المعروفة ولأسباب ، جهوية ،ثقافية ،دولية ،إجتماعية ،تاريخية ..وهو يملك فشله في داخله ..نحن اليوم بحاجة شديدة إلى مشروع ورمز وتاريخ يلم هذا الشتات او كما يعرّف أكاديميا نِظاما وشكلا يلملم الذي أصبح مجزأً...في الشكل الاداري للدولة الليبية خلال العهد الملكي وقبل الانقلاب  وكمثال وليس حصرًا ..كان نظام الحكم المحلي على شكل عشر محافظات لكل البلاد ..وكل محافظة مقسمة إلى بلديات وفروع بلديات ومتصرفيات ومديريات ..اليوم البلاد مقسمة بطريقة غير منطقية ولا علمية ولا إقتصادية ولا تاريخية وقد يغلب عليها الجانب الاجتماعي اكثر من غيره إلى اكثر من 120 بلدية ولا شىء يجمعها ...هذا الوضع جعل من البلديات إدارات قزمية لا تملك مقومات الاصلاح الاقتصادي والتعليمي والامني والخدمي الكلي وقد اكون صائبًا إذا ما قلت ان هذا النظام المجزأ قد تمت صناعته وتصميمه بحيث ان لا يعمل ...وأن لا تتأسس دولة ذات مؤسسات فاعلة  من هؤلاء الذين يريدون ان يجعلوا من وطننا سفرتح وفتنة وإنقسام وتشرذم ..والدليل اننا عرضنا هذا المشروع ايام الاستاذ علي زيدان وقبله على ان يصدر به قانون مما كان يسمى ذلك الوقت (المؤتمر الوطني) والذي بتم تعرفون اليوم من كان يسيطر عليه ..فتم رفضه وتم إصدار قانون الحكم المحلي الحالي بشكل بلديات تحصلت كل فئة وقبيلة ومنطقة ومدينة  وقرية ومجموعة مباني على بلدية لم يُراعى فيها العوامل العلمية والمنطقية والتخطيطية فتجد مكان عدد سكانه 5000 بلدية واخرى عدد سكانها 500000 بلدية ..نحن بحاجة للعودة للمشروع الاقتصادي والاداري والتعليمي والثقافي الذي كان سائدا قبل الانقلاب وبحاجة لرمز حتى وإن أنزلنا كثيرا من إختصاصاته لمجلس أمة منتخب من نواب وشيوخ وحكماء مُختارين ،يجمع الامة ويحفظ توازنها كما كانت ...العقل والمنطق والتاريخ يقول هكذا قبل ..العاطفة ...وأعجب من أمة تريد ان تستبعد ما جمعها يومًا وأن تصرّ على مشاريع تُفرقها ......كل يوم ...!

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

التحسّر أنواع ...








     كاتبة تونسية مشهورة تتحسّر على أيام زين العابدين و ..القذافي ..كتبت لها .."من حقّك ان تتحسري على رئيسك السابق سيدتي فهو ترك جيشًا ومؤسسات وشرطة ومجتمع مدني معقول وقطاع صحة وتعليم وعلاقات دولية كويسة وإقتصاد خاص وزراعة وقانون وصحة لدرجة أنني لم اسمع عن تونسي واحد يُعالج خارج بلاده .. ولم يكن يوجد إرهاب في عهده كما الان ... وان قطاع السياحة كان يمثّل المورد الرئيس لتونس التي لا يوجد بها لا نفط ولا غاز ! ...والتي انتهت وتوقفت اليوم بفضل شعارات ..(النهضة) الاسلاماوية وفروعها !..ك...ما انه سار على نهج بورقيبة مؤسس تونس وأحترمه في حياته ومماته وظلّت البلاد تحتفظ حتى باسماء الشوارع كما كانت ومنها شارع الحبيب بورقيبة وهو اهم واكبر شارع في تونس العاصمة وأحتفظ حتى بتمثاله فيه وكذلك تاريخ نضاله .. ولكن ان تتحسّري على الثاني فليس من حقّك ..فرغم النفط والغاز والاموال عاش الليبيون والليبيات افقر أيامهم وتاريخهم .إلا إذا كنتي تتحسرين سيدتي على تلك الدولارات والدينارات التى كان يحملها الليبيون والليبيات الفقراء والبسطاء من قوتهم والتي جاد عليهم بها العقيد من ثروتهم، متجمّلا عليهم ،وهم يحجّون زرافات ووجدانا مرضى وسواح لتونس وغيرها بعد ان قضى صاحبنا على قطاع الصحة والسياحة والنشاطات الخاصة في بلادنا ..بعد ان كانت قبل الانقلاب عكس ذلك..كما انه طمس وزوّر تاريخ الوطن وتاريخ جهاد وإستقلال وزعماء ومؤسسي الوطن وعلى راسهم الملك أدريس السنوسي ممّا سبّب إنفصاما ثقافيا وتاريخيا وإجتماعيا في ليبيا سنظل نعاني منه زمنًا....او تتحسرين على ذلك (الاقتصادي) الفاشل والذي بفضله جعل بضائعنا ووقودنا تُهّرب ..أو جعل الليبيون والليبيات البسطاء والفقراء يومّا (بعد أن فُتحت الحدود فجأة ) نساء ورجال وأطفال يتزاحمون للسفر إلى تونس لاحضار أبسط إحتياجاتهم مثل الصواني والطناجر والبطاطين والحلوى والولاّعات وبعض من مستلزمات أفراحهم البسيطة والتي غابت عنهم ايام الاسواق العامة والحصار الداخلي الخانق حيث كان بورقيبة قد سأل مواطنيه وقتها ..(ماهي الدولة العظمى اللي هلها مش لاقيين وقيد ! )....شىء واحد مُشترك قد نتحسر عليه كلانا ..هو ما حصل بعد الثورة ! ..وهو إستيلاء مجموعات إرهابية وإستبدادية على مقدراتنا ولم نتمكن بعد من بناء بلادنا كما نحب ونحلم ..وشىء أخر شبه مشترك وهو ان الاخيرين عندكم جعلوكي تتحسرين على ايام رئيسك السابق اما نحن فالاخيرين وما قبلهم وهو نظام القذافي جعلنا نتحسر على دولة كانت طفلة الدنيا الطروب منذ اكثر من 47 سنة مضت ..ولكن التاريخ و الحكمة تقول ..للباطل جولة، وللحق دولة إن شاء الله ."

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

الفجوة....




    لم ندخل عصر التنوير وليس لدينا مشروع للتنوير بعد ! ..ما يحدث الان من حراك هو فقط محاولة تلاؤم متواضعة مع ما فرضته علينا منتجات الحضارة الغربية من تقنيات ومنتجات تطلبتها الحياة وكثير من التقليد بدون ...محتوى .,وتلك هي 
    ..الفجوى المُفجعة والحقيقية !