بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2016



   
الشخصية الليبية -1

   القفز مباشرة للنتائج دائمًا يؤدّي بنا لتشخيص خاطىء للمشكلة ....كثير منّا يرى الجزء الطافي من جبل الثلج ولا يرى قاعه ....لو كانت لنا رؤية واضحة عن ماهية ..(الشخصية الليبية) ..ليست تلك التي أراد المرحوم عبد الحميد البكوش (أصغر رئيس وزراء لليبيا في العهد الملكي1967-1968)، بنائها حسب مشروعه الذي أنطلق ولم يكتمل لظروف كثيرة منها قيام الانقلاب المشؤوم سنة 1969 وتوقفت معه مشاريع تنموية بشرية وإقتصادية كثيرة...بل الشخصية الليبية التي نعيشها اليوم والتي ترّسخت سلوكا وقيما وممارسة وثقافة بعد اكثر من 64 عاما من تأسيس وإستقلال الدولة الليبية منها 47 قد نحسبها إستبداد وفساد وسوء إدارة...لو كانت لنا رؤية واضحة لها لما تعجبنا أو فوجئنا او حتى أستحينا من سلوك وتقافز هذه الشخصية المتناقضة ..فكرا وممارسة وقولاً وفعلا (إلا ما رحم ربي )...وكما عبّر عنها وشبيهاتها في المنطقة ،الدكتور مصطفى حجازي في كتابه الشهير ..مدخل لسيكولوجية الانسان المقهور ...او ما توصلت اليه الكاتبة الصحفية الامريكية والباحثة في مركز هدسون للابحاث (ان مارلو)(Ann Marlowe )التي زارت ليبيا مباشرة بعد الثورة وبقت اكثر من ستة أشهر متنقلة بين كافة المدن والمناطق الليبية وتوصلت إلى ان الليبيون والليبيات وبعد اكثر من 42 سنة من النظام الاستبدادي هم مصابون بمرض (ما بعد الصدمة(PTSD)) وذلك في مقالها المشهور (ليست الولايات المتحدة من أوصلت ليبيا لأزمتها الان )والذى سبق لي ان ترجمته على هذه الصفحة عام 2014 وكذلك موجود على مدونة (الربيع الصامت..مفتاح بوعجاج) ...والتي اوصت بأن علاجها هو تغيير الثقافة والبيئة التي صاحبت تلك الدكتاتورية حتى يشفى الليبيون من هذا المرض وإلا سيستمر ويتضاعف والذي تتصف اعراضه ببعض من جنون التصرفات وعدم القدرة على التركيز والقفز من موقف لاخر وعدم تحمّل المسؤولية وألانتهازية والطمع وعدم القدرةعلى التحليل السليم ...وها نحن نرى ذلك واقعًا من بعض الشخصيات العامة وعلى وسائل الاعلام ..وحتى في أعلى مستويات السلطة ..والمسرح الليبي لا يزل مليئا بهم ....ومعرفة وتشخيص المشكل هو اول خطوات الفهم و الحل ....وعدم الاستغراب ...

(يتبع)






الجمعة، 8 يناير 2016









فوكوياما .....والربيع العربي :

   صار تعبير( الربيع العربي).. هو التعبير المعتمد فى الدراسات الغربية لوصف الحراك  والانتفاضات التى جرت في المنطقة  ..)
   منذ كتابه (نهاية التاريخ) عام 1992   والذى أثار ضجة كبيرة وقتها ، وبعد سقوط ما كان يسمي بالاتحاد السوفييتي .. صار (فرنسيس فوكوياما) واحداً من أهم المفكرين السياسيين وأشهرهم   والمتحيز أصلاً إلى حتمية تحول البشرية إلى الديموقراطية الليبرالية وصار كتابه هذا من اشهر الكتب التي تُدرس في مجال العلوم السياسية وصار يُستعان بابحاثه ودراساته في مراكز البحوث الامريكية ...
وهذه شذرات مختصرة من بعض النقاط التي يحويها كتابه الجديد (النظام السياسي و (الاضمحلال) السياسيPolitical Order and Political Decay) ) ...عن مناطق الربيع لعربي :
 *إسقاط الحاكم المستبد ليس إلا بداية لعملية ممتدة تتسم بالتنمية السياسية... والديموقراطية التي يظنها البعض انها فقط صندوق إنتخاب ...بينما هي عملية تحول أخلاقية وإجتماعية وسياسية وحضارية وعلمية ...واقتصادية...تتطلب وقتًا وجهدًا وتضحيات جسيمة ..
*لا ينبغى الحكم سلبيا على ما جرى خلال السنوات الأربع الماضية بسبب النتائج الكارثية من فوضى وصراع وعدم استقرار،...  ذلك لأنه ينبغى تذكر ما جرى فى أوروبا وما طالها من انتكاسات حتى استقر الأمر. فلقد كانت العملية السياسية فى أوروبا غاية فى التعقيد وتتسم بالعنف. 
*هناك تشابه تاريخى آخر بين أوروبا  في القرن الـ19 ومناطق ثورات الربيع العربي  من حيث الدور الذى يلعبه الدين فى المجال السياسي.فلقد ظلت بعض التكتلات السياسية فى أوروبا ـ لفترة طويلة تدافع عن الدين وأستخدمته فى مواجهة المصالح المدنية والديموقراطية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين. إلا أن النضال التاريخى الأوروبى قد أوضح أن جوهر الصراع فى حقيقته هو حول المصالح. وهو ما لم يحسم بعد فى السياق العربي لاعتبارات كثيرة.  ...
*تشابه دور القوى المحافظة وتوظيفها الدين في المجال العام ممّا مكّن الإسلام السياسي من اختطاف ثورات الربيع العربي كما حصل في اوروبا  حيث تمكنت القوى الدينية والقومية وغيرها من اختطاف ثورات 1848 في اوروبا....لفترة ما ....
  الفروقات بين الطبيعة الاجتماعية للمحافظين والقوى الدينية فى كل من أوروبا والمنطقة  وهو ما يمكن أن يؤخّر كثيرا الانخراط فى النظام الديمقراطي.