ويستمر الابهار ..
...في عام 2009 نشرت منظمة (الشفافية الدولية ) تقريرًا عن بعض الدول وترتيبها فى مجال الصرف على العملية التعليمة ..فكان عدد الدول المشمولة في ذلك التقرير 130 دولة في سلّم متدرج من رقم 1 حتى 130..فأحتلت ليبيا رقما متقدّمًا فى الصرف على التعليم وهو 18 ، وفي نفس التقرير ، جاءت ليبيا رقم 100 في جودة التعليم مع دول فقيرة وظروفها صعبة مثل الصومال وبعض الدول الافريقية الفقيرة ، واعتبرت المنظمة ان الفرق بين رقمى 18 و 100 يمثل نسبة الفساد فى هذا القطاع اي ان هذه المصروفات كثير منه على الفساد وشراء السيارات والاثاث والمشتريات الغير لازمة مثل الستائر والهدايا والمؤتمرات والسفريات والاحتفالات وغيرها ، وليس على جوهر ولبّ العملية التعليمية نفسها ..وقد صذّقت ذلك التقرير للجودة المتدنية التى نعيشها جميعا ، بالإضافة ان متوسط عدد الطلبة فى المراحل الاساسية فى ليبيا تجاوز في بعض الاماكن الـ 50 طالب للفصل الدراسي الواحد، بينما النسبة المقبولة المفروض ان لا تتعدى 20 طالباً للفصل وهذا يبين العجز في المباني التعليمية رغم الرقم الصرفي ...وهذا يدل ايضا انه في كثير من الدول التي يضربها الفساد لا تعتبر الارقام فقط مؤشرات صحيحة على عمليات التنمية بل يجب ان يُصاحبها مؤشرات الجودة ومدى تحقيق الاهداف..ما لم تتغير هذه الامور بوضع مخططات واستراتيجيات علمية ووطنية لمعالجة هذه الامر ...فأن الامر سيستمر على حاله ويستمر الابهار في الارقام والفساد .