بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

عرس الزين :


      مشروع الإسلام السياسي الذي جسّده نظام عمر البشير عبر عقود ، كان السبب الرئيس الذي فصل الجنوب عن الشمال في السودان، ذلك الانفصال والذي ساعدته بعض القوى الغربية تحت حجج وشعارات إنسانية وحقوقية وكثير من الأطماع التي عززها تحكّم جماعات الإسلام السياسي  بالسلطة وفشلهم في الحفاظ  والقبول بالتنوّع والتعدّدية  التي كان يتصف بها المجتمع السوداني بطيبته وتسامحه ..فشريعتهم التي ابتدعوها يوماً ، أمرت بجلد امرأة سودانية مسيحية بحجة انها ارتدت بنطلوناً في الشمال..ففرّت بجلدها وبنطلونها وهويتها هي واهلها للجنوب وطالبوا بدولة لهم هُناك ، بعد ان عاشت قرونا واسرتها واقربائها واهلها في الشمال .. طبعا لا يزل جماعات الإسلام السياسي قادرين حتى اليوم على تحريك الدولة العميقة فهم اليوم وعبر الجزيرة يحاولون تأليب الرأي العام السوداني على ان (إتفاق العسكريين والمدنيين) لم ينص على مكانة (الشريعة) ..تحدّث احدهم عن ذلك ( عبد الحي يوسف )..فكتب كثير من السودانيين ،خاصة فئة الشباب ، رداً عليه .."اسكت انت يا إنتهازي ..الم تذهب الى ليبيا يوما ً وتخطب دعماً للإرهابيين والمتطرّفين هُناك .. " ..كم كان مثارا للإعجاب ايضاً قدرة العسكريين الذين انضمّوا لمطالب الشارع السوداني ، على الإعتذار والمُحاسبة لكل الأخطاء التي حصلت وكذلك منع عدد من المُحاولات الانقلابية للنكوص عن التغيير  ..ارى ان السودان اليوم ونخبه سواءا العسكرية او المدنية قد صنعوا خارطة طريق ستؤدي بهم إلى دولة مدنية ذات مؤسسات حديثة ومنها جيش وطني حرفي سيكون حارساً لتلك الدولة ، ومن الممكن بعدها حتى إصلاح ما افسده الاسلام السياسي إقتصاداً و توحدّاً وهوية وتنمية مستدامة ...كتب يوماً الكاتب السوداني الشهير الطيب صالح (1929-2009 ) صاحب رواية (موسم الهجرة إلى الشمال *1969 ) ، كتب رواية عن (عرس الزين)..قرأناها بإعجاب يوماً ..وكأنه يتحدّث عن عرس السودان اليوم ..