أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا يا جريرالمجامع
الفرزدق..
وضع النظام السابق بعد الانقلاب ، كثير من مسؤولي المملكة الليبية وأعيانها ورجال دولتها العظيمة من المجاهدين الحقيقيين والشيوخ والنواب وكوادر الدولة العليا والكفاءات والنخب الوطنية ‘ وضعهم في سجن (الحصان الاسود) ، وكان على رأس هؤلاء المسجونين ،رفيق البطل عمر المختار ، المجاهد الشيخ عبد الحميد العبّار ، والمشهور بالكرم والنخوة والشجاعة النادرة ، و حدث أن قام عبد السلام اجلود ، بزيارة ذلك السجن ، وذلك على سبيل التشفيّ والشماتة فى رجال العهد الملكي ، وعندما توقف عند الشيخ عبد الحميد العبّار ابتسم ( اجلود ) بوقاحة وقال له بصوت الحاقد : "هكيّ يكون مصيرك ! أليس عيبا أن تنتهي يا سي عبد الحميد إلى هذه النهاية ، وأنت اللي كنت مع عمر المختار" فرفع الشيخ عبد الحميد العبّار رأسه ورمق اجلود بنظرة احتقار حادّة وقال بصوت ساخر ومسموع : "خزّيه عليكم يا كمشة فروخ .. والله لو عاش سيدي عمر حتى هذا اليوم ، لكان مكانه هنا الى جنبي وجنب كل هالرجال ، ولكن بخت سيدي عمر كان خير منا جميعا ، الله كرّمه بمشنقة الطليان ".
عندما اجتمع معمر بو منيار يوماً، بشيوخ قبائل العواقير في أبريل 1976 بسلوق بناءاً على طلبه وطلب منهم الزحف (فتنة كالعادة) على مدينة بنغازي وإجلاء (الغرباء بوصفه هو) منها ،وكان الشيخ عبد الحميد العبار(1880-1977) حاضرا بعد خروجه من السجن اخر ايامه رحمه الله ،رد عليه قائلاً: " إن هؤلاء من تتحدّث عنهم هم اليوم خيخى وبنيخى( أخوة وأقارب ونسب)..واللي مش مشاركنا بدمّه في الجهاد ، شاري بفلوسه” ..فما كان منه إلا ان غادر الميعاد حانقاً ..
(معلومات الاستاذ ابراهيم بوشعراية اطال الله عمره ومقال الاستاذ موسى فارس، ليبيا وطننا 18 يونيو 2009)