بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 23 مارس 2022

يا خسارة .......

صدى السنين الحاكي :
    "خلّونا من بورقيبة و وسيلة .. شفتوه القمح اللي أطول منهم !.. هاذيكة بذورنا التونسية الأصيلة التي كان يزرعو فيها القرطاجيين و الرومان منذ ازل التاريخ واستمر عليها الفلاحين عندنا وكان الإنتاج وفيرا ... وقع التفريط فيها في بداية التسعينات واستيراد بذور هجينة من الدول الغربية لا يتجاوز طولها الركبة بداعي كثرة انتاجها ليتبين فيما بعد انها تتطلب الكثير والكثير من المياه والأدوية وانها اتعس من البذور التونسية بآلاف المرات ولا تتحمل العوامل المناخية لشمال افريقيا زيادة على انك لا يمكنك في صورة زرعها الاحتفاظ ببذور السنة المقبلة لأنها قابلة للزراعة مرة واحدة .. لنبقى في تبعية زراعية .. نفس المشكل الذي حصل للحبوب حصل للخضر والبقول والغلال والدلاع والبطيخ والقرع وحتى الزيتون .. ولهذا التونسي اليوم يتحسّر على خضر وغلال زمان ...وعلى زمان "
- تدوينة من المدّون التونسي Bennanii Mustaphaa
*علّقت عنده (لو تشوف حالنا الزراعي والاقتصادي عموماً وحتى الإداري والسياسي اليوم .. اخي التونسي ..ابكيلك .)

 

 

الأحد، 13 مارس 2022

افراحنا زمان ......

      البعض يقول ان اليوم 13 مارس ، هو اليوم الوطني للزي الليبي ...اول مرة اسمعها ...فتذكرّت ماضينا وتُراثنا الجميل ....وافراحنا زمان ...خارج الصالات المعلّبة ...



الجمعة، 11 مارس 2022

حنين شاعر .....

حين كان القميص مشجّر...
ولد الشاعر الجيلاني طريبشان في بلدة الرجبان عام 1944م وانتقل للإقامة في طرابلس ابان العهد الملكي، ثم نشر انتاجه في أغلب الصحف الليبية الصادرة في الستينيات  والسبعينات...صدر ديوانه الأول عام 1978 وكان بعنوان (رؤية في ممرّ) ، خرج بعدها الشاعر إلى المنفى الاختياري في بعض البلدان الاوروبية ثم استقر في العراق وأقام فيها عدة سنوات...رجع إلى ليبيا (الجماهيرية) ، وحاول الاندماج في الحياة الثقافية مرة أخرى ، لكنه وجد أن الظروف  صعبة ، صدر ديوانه الثاني عام 1999 وكان بعنوان (إبتهال للسيدة نون)..له عدد كبير من النصوص الشعرية المنشورة في الصحف والتي لم تنشر في دواوين...في السنوات الأخيرة من عمره عاد لمدينة الرجبان ...الجبل الغربي ، حيث نشر اخر قصائده...قصيدة (مُكابدات ..او.. ما الذي جئت تفعلُه !) قبل وفاته فيها عام 2001.... رحمه الله :
ما الذي جئت تفعله !
في بلاد لست تعرف فيها أحد !
قد آن لك أن تستريح ..
.......................
ما الذي جئت تفعله !
فالدوائر ليست كما تتراءى الدوائر ...والشوارع عامرة بالأفاعي ..
والبنات يداومن في الصبح في الثكنات ...
ما الذي جئت تفعله !
..........................
تجلس الساعة في فندق ..يطل على المتوسط ....(يقصد احد فنادق طرابلس )
ليس فيه من بهجة النُزل غير الضجيج ....
.................................
قبل عشرين عاما ...
عرفتك الشجيرات في أول التلّ...
طفلاً صغيراً .... يداعب سرب حمام ..
ويبني قصوراً من الوهم ....أو وطناً ...
يحلم أن يتبادل فيه المهمات ...وها أنت في جبل (يقصد الجبل الغربي )
ليس فيه من الأطلس غير الحجارة ...
تنتظر الشعر ....تخلق طقساً من الوهم
تفتش في ذكريات الليالي الطويلات
ثم تسأل :هل حقا كنتُ أنا ذلك المارد المتدفق بالأمنيات !
هل ذبلت زهرة القلب ؟
وكيف تخبو الأماني الجميلات ؟
أيها الشعر :آه لو جئتني قبل هذا السكون ...حين كان القميـــص مشجّر .
الجيــــــــــلاني طـريبشــــــان (1944-2001)
مرجع ... الاستاذ Muftah Genaw مفتاح قناو)

 

الأحد، 6 مارس 2022

حكمة الملك ......الرؤية والهدف

صدى السنين الحاكي :
أحد شيوخنا الكُرام من ابناء عمومتى رحمه الله..والذى كان عضوا من اعضاء لجنة الستين ثم تولى مهام كثيرة في دولة الاستقلال ...حدّثني فى جلسة عائلية منذ زمن ، كثيرا عن دولة الاستقلال ومآثرها العظيمة في تأسيس وطن لا زلنا ننعم بخيراته الى اليوم ..
بمجرد قيام الدولة الليبية فى نهاية ألخمسينات امرهم الملك ادريس رحمه الله ..هو ومجموعة من الوزراء والشيوخ والنواب الجدد بالذهاب الى الاتحاد السوفييتى ..وكان لهم تلك الزيارة ..فلم يروا هناك شيئا الا مصانع الاسلحة والدبابات والذخائر والبارود الاسود..والشيوعية الحمراء والفقر ...وافرادا من الحزب الشيوعي الحاكم يرتدون القرفطات الحمراء وبعض الاستعراضات العسكرية وكلام كثير عن الأمبريالية وانتصار العمّال والشغيلة كما كانت شعاراتهم ! ...وعند عودتهم امرهم مرة ثانية بزيارة الولايات المتحدة الامريكية ..وكان لهم ذلك ..فقال رأينا لأول مرة سدود المياه الضخمة والانهار ومساحات شاسعة من مزارع القمح والذرة ومزارع الابقار الواسعة ،وزرنا متاحف واشنطن عن تاريخ امريكا ..وزرنا الكونغرس والتقينا بعدد من النواب والشيوخ..وحضرنا جلسة محاسبة لبعض اعضاء الحكومة الامريكية من قبل لجان الكونغرس ..ولم نرى مدفعا او دبابة او ضابط امريكي غير من كان يتولوّن حِراسة بعض المواقع من افراد البوليس ..وزرنا محطات القطارات وراينا الطرق السريعة الحديثة والشوارع الفسيحة ..رأينا حتى المسارح ودور السينما ..وغيرها الكثير ...عند عودتنا تحدثنا مع الملك رحمه الله عن ما رأينا..فقال لنا ما معناه :" ما لكم إلا ما رأيتم !..ما رأيتم هو الفرق بين ..البناء والتنمية ..والكلام الفاضى ....! "
جاء انقلاب 1969 ولكن يبدو ان اولئك الانقلابيون..كانوا معكوسوا الرؤية جاهلون ، ملؤوا بلادنا بالحديد والخردة والأسلحة التى جاءت من بقايا خردة الاتحاد السوفييتى والشعارات والطزطزة الفاضية..و التى لا زلنا نعانى من اثارها الى اليوم ..فهل لنا في ذلك دروسا لبناء وطننا من جديد ....بعيدا عن الشعارات ..والكلام الفاضى !
'طبعاً هذا لا يعني اننا نتفق مع كل سياسات امريكا في الخارج ..ذلك شأن اخر ...