بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 نوفمبر 2017

الاقتصاد كأداة تغيير ثقافي .....


  الهوية الاقتصادية الصحيحة هي طريقنا للتغييرالثقافي و المجتمعي للافضل ..
تاريخياً ، في الدول الغربية مثل امريكا والمانيا وفرنسا وغيرها من دول الاقتصاديات الناجحة ، حدثت التغيرات الكبرى بالنسبة لدور وعمل المرأة في المجال العام والخاص نتيجة الحاجة الاقتصادية وليس ترفاً او تقليداً كما تصبوا النساء لهذا الامر في كثير من دول ومجتمعات العالم الثالث والرابع ، فعمل المرأة في تلك المجتمعات جاء نتيجة لأوضاع ما بعد الحروب مثل الحرب العالمية الاولى والثانية ،، التي اضطر الرجال فيها للخروج إلى ميادين القتال والجبهات ، وتركوا فراغاً اقتصادياً ملأته المرأة بخروجها إلى ميادين العمل المختلفة..وتحصلّت فيها المرأة على كثير من الحقوق مثل قيادة السيارات والقاطرات والحافلات وحتى الطائرات وغيرها من امكنة العمل كالمخابز والمزارع والمستشفيات وحتى البناء ..والحقيقة للدارس في العلوم الاجتماعية وحتى الادارية التي تعتبر من العلوم الاجتماعية لأنها تهتم بالانسان والمجتمع ..سيجد ان ذلك الفراغ والحاجة الاقتصادية هو ما أستوجب خروج المرأة للعمل مما استوجب بالتالي الثورة على كثير من الثقافات والموروثات الاجتماعية التي كانت تمنعها من ذلك ، حيث كانت احد اسباب الثورة البروتستناتية المسيحية التي اتت بأفكار جديدة ضد الافكار المُحافظة المتطرّفة القديمة الارثدوكسية في كل مناحي الحياة مثل (ثورة الالماني مارتن لوثر ضد الكنيسة القديمة ( 1483 - 1546) ).. عندما يفرض الاقتصاد الحر والعمل والابداع حاجاته الفعلية ..هو ما سيفرض كثير من الحريات ومتطلبات التغيير الثقافي المجتمعي ، إن كان غير ذلك فستكون النتائج ، تقليد ومسخ كما هي مشية (الغراب ) عندما حاول ان يقلّد (مشية) الحمامة ...

الخميس، 16 نوفمبر 2017

النيهوم ....





اليوم ذكرى وفاة الصادق النيهوم (15 نوفمبر 1994) ، رحمه الله . 
أجرت إعلامية لبنانية يوماً مقابلة مع الكاتب والاديب الليبي (الصادق النيهوم)(1937 بنغازي - 1994 جنيف) ،تلك الاعلامية التي كانت على ما يبدو غير مؤمنة بوجود كتّاب ومثقفين ليبيين بذات مستوى الكتّاب والمثقفين في لبنان اوسوريا او مصر،فكانت في تلك المقابلة تبدو من خلال أسئلتها وكأنها تريد ان تُظهر هذا الامر وتُبرهن عليه ، فكانت في بداية الحلقة (واخذة العلو عليه) كما يقولون ..ومن خلال الاسئلة والاجوبة أنتهت الحلقة بأن بدت تلك الاعلامية كأنها تلميذة امام النيهوم والذي بدا عملاقاً وخاصة وانها في نهاية الحلقة سألته : هل تحب فيروز ! ..نظر اليها الصادق طويلاّ، ثم أجاب بنظرة وإبتسامة جادة " سيدتي ، انا لا احب فيروز ، انا احب صوت وأعمال فيروز" ...
(رواية صديقي الاستاذ عبد الرازق عوض )

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

الشجرة النبيلة ..


   كل ليبيا الان تُعاني من نقص شديد في معاصر زيت الزيتون (حسب الكثير من المناشدات من زارعي الشجرة النبيلة) ، ووفرة زيادة عن اللازم في المُحللّين والمُحاورين ،وبحوث علمية عن البحار العميقة وسلاحف البحر وإستعمالات حرف الهمزة في اللغة العربية ، وخبراء مراكز الابحاث الاستراتيجية وندوات ومؤتمرات عن الاستشعار عن بُعد ...
  إنتاج الزيتون في عموم البلاد غزير هذه السنة ولله الحمد في مُعظم رمالها وجبالها ووديانها وصحرائها وواحاتها وسهولها ،
وصل سعر لتر زيت الزيتون في بلادنا اليوم إلى 20 دينار، البنزين 15 قرش ، زيت الزيتون في بعض البلدان التي تعرف قيمته ولا تصلح أراضيها لزراعة شجرة الزيتون ، يُباع فيها في الصيدليات بأسعار باهظة ، تونس التي تتصدر المرتبة الثانية بعد أسبانيا في إنتاج الزيت ، صدرّت العام الماضي ما قيمته حوالي 2 مليار دولار ، للعلم مُعظم الاراضي الليبية صالحة لزراعة الزيتون بأنواعه وبعض الاشجار منذ ايام الاغريق والرومان موجودة حتى اليوم ...ولا من مُهتم !
(الصورة لشجرة زيتون في فلسطين يقول عنها المهندس الزراعي الفلسطيني نادي فراج ،التي تقع في تلال القدس الجنوبية ، ويطلق عليها السكان اسم شجرة سيدنا احمد البدوي، ان عمرها يزيد عن 5500 عام )

ذهب ..ولم يرجع بعد .

أين ذهب هؤلاء الطيبون النبلاء ..! وهم كانوا قد رفعوا سمعتنا يوماًَ في السماء ! ...
    في حديث حميمي مع أحد أساتذة التاريخ بجامعة بورتلاند ،اوريقون ،الولايات المُتحدة ، ( Portland State University in Portland  /Oregon ) ، بكافتيريا الجامعة (أ.د. جون ميتكالف) منذ سنين عديدة ، ذكر لي حادثة حصلت له في بنغازي عند زيارته لها كسائح في نهاية الستينات ، كان عندما يستذكرها يضحك كثيراً ، وهو انه حسب وصفه وفي جهة مطاعم وسط المدينة الخاصة ، والتي كانت تقدّم الوجبات الليبية الشعبية النظيفة والخدمة الراقية تلك السنين الخوالي (قبل الزحف الزاحف) ..وبعد أن أستكمل وجبته طلب الفاتورة فأحضرها له الغرسون الليبي النظيف كما وصفه ، فقام بوضع القيمة بالدولار ..فما كان من الغرسون وبأدب إن رفض تلك العملة قائلاً ..نحن يا سيدي لا نقبل إلا العملة الليبية ..ولكن يمكنك الذهاب لاول بنك وهنا قريباً يوجد واحدا في منتصف الشارع . وسأنتظرك ..(مفش مشكلة) ..يقول السيد ميتكالف ..ذهبت وقمت باللازم في دقائق وعدت اليه وأعطيته قيمة الطعام والشراب بالجنيه الليبي ..وتركت له على طاولتي بعض الجنيهات كـ( Tip) (بقشيش ) (وهي عادة متبعّة في معظم دول العالم ) ، ثم خرجت ..وإذ به يلحقني مُنادياً (Sir ) سيدي ، لقد نسيت نقودك على الطاولة..عندها عرفت وبكل إحترام ..أنني في بلد مُحترم وأمنْ.
أتذكر انا اليوم تلك الرواية مُستذكرا القيم الليبية الاصيلة رافعاً شعار يصلح لهذه الايام "معاً اليوم نحو فساد أفضل".


السبت، 11 نوفمبر 2017

كلمات في الاقتصاد



   في ظل عدم تصحيح الهوية الاقتصادية لليبيا من إقتصاد ريعي جل الدخل القومي فيه هو من النفط الناضب ..إلى إقتصاد إبداع يعتمد على النشاطات المملوكة والمُدارة من القطاع الخاص به شفافية ومنافسة شريفة في الاسعار والجودة والحاجة ..يكون فيه دور الدولة المُراقبة والتخطيط والإقراض والتوجيه وبناء البنية التحتية والطرق وبعض الخدمات كالكهرباء والصحة والمواصلات العامة والتعليم والامن والدفاع والبحث العلمي والضرائب كأداة توجيه وليس كاداة إيراد ..تظلّ كل قرارات الزيادة في المرتبات والدخل عموماً ،هي مجرّد فقاعات صابونية بزيادتها تزيد الاسعار وتهبط الجودة يكون شعارها (العملة ورق والمعيشة شرق ) ..في بلاد مثل امريكا وفرنسا والمانيا وحتى إيطاليا ومعظم الدول ذات الاقتصاديات الناجحة ،لا يزيد فيها عدد العاملين في القطاع العام عن 23% والباقي يعمل في القطاع الخاص من شركات وزراعة وصناعة وخدمات بكل انواعها وتتحصّل الدولة لتسسير نشاطاتها على ضرائب ورسوم لتأدية الخدمات المذكورة ..وعندما يحتج المواطن فيها على سوء الخدمات او ظهور علامات فساد ، يقف امامها قائلاً "I"m a tax payer ،It"s my money ،where is my services " (انا دافع ضرائب ، وما عندكم هي اموالي ،اين خدماتي ! )..عندنا نتيجة لهذا الهوية الرعوية ،المواطن كأنه يقول لمن في الدولة : ( كل الاموال والاملاك والثروات عندكم ، اعطونا منها للاكل والشرب فقط ،الله يرضى عليكم )...عندما تتغيير الهوية الاقتصادية للافضل سيكون السياسة واهلها والدولة ، في خدمة الاقتصاد و المواطنين وتحت رحمتهم وليس العكس كما حاصل الان (ولذا فالمستفيدين من (تملّك ثروة الامة ) من الساسة والاحزاب وذوي الياقات البيضاء، سيقاومون اي تغيير بالخصوص ..احد المواطنين السوفييت ايام الاتحاد السوفييتي( حكم شمولي شيوعي مؤدلج يملك فيه الحزب الشيوعي كل الثروة والمقدرات قبل سقوطه وتفكّكه عام 1991 ) ،عبّر عن ذلك احسن تعبير "كنت اعرف ان هذه الكذبة التي ملكت كل شىء ستسقط يوماً ..فهم (الحزب الشيوعي) كانوا يدعّون أنهم يدفعون لنا ..ونحن كنّا نتظاهر بأننا نعمل ) .

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

المستقبل الجديد ..




   ثورة (4 نوفمبر) في السعودية كما يطلق عليها البعض..قد تُحقق غاياتها في الوصول للدولة المدنية التي يتعايش فيها الاصل والمُعاصر بدون المرور بتلك المراحل الكارثية التي مرّت بها ثورات (الربيع العربي ) لتحقيق نفس الهدف لعدة أسباب :
*من قام بهذه (الثورة) هي السلطة الحاكمة التي جاءت حديثاً لتستكمل المحاولات الخجولة لمن كان قبلهم ..
*60% من الشعب السعودي هم من فئة الشباب والذين رحبّوا من خلال إستقراء لبعض المراكز البحثية والاعلامية الجادّة ، بأنهم فرحين ومُرحّبين بهذا التغيير..خاصة ان كثيرا منهم كانوا يدرسون (كمبتعثين) وبالالاف لدول متقدمة علمياً وإجتماعيا ومدنياً ليكونوا نواة إستقبال التغيير ضد مظاهر تخلّف موروث الداخل 
* يتم هذا التغيير بوجود مؤسسّات للدولة مثل الجيش والشرطة والادارة كأدوات فاعلة لتنفيذ التوجيهات والقرارات والسياسات الجديدة بدون العمل بشعارات مثل العزل والاقصاء والاجتثاث وصلت لحد التصفية و الاغتيالات في دول (الربيع ) .
* بدأت هذه الثورة بداية صحيحة بحكم انها لم تلجأ لاية شعارات ايديولوجية او شعارات دينية او غيرها ،إنما كان شعارها بناء مشاريع إقتصادية ومحاربة الفساد(مشروع الرؤية 2030 وكذلك مشروع (نيوم ) (Neom) مشتق من كلمة (Neo) بمعنى "جديد" وحرف الميم أول حرف من كلمة "مستقبل" باللغة العربية)، حيث ان إصلاح الاقتصاد سيقود تلقائيا لتطبيق حقوق الانسان وقيم المواطنة وليس العكس ..
*وجود النية والرغبة الواضحة والارادة والعقيدة للاصلاح لدى السلطات الحاكمة والدليل هو أنها بدأت عمليات مُحاربة الفساد برموز كانت يوماُ تشعر انها مُحصنّة بحكم قرابتها للعائلة المالكة ...
*لم تعطي سلطات التغيير اي فرصة للاعتراض من قبل المؤدلجين بحكم ان مؤسسات الدولة الحرفية باقية وليس لدى هؤلاء اية مليشيات مُسلحة ، فقد كان يجرى سابقاً من خلال قوة ناعمة(فن ، تأسيس هيئة للترفيه ،إعطاء المرأة السعودية بعضاً من حقوق المواطنة وبالتدريج كبالون إختبار لقوة ومقدرة الرفض ، ) تحييدهم وعدم إعطاؤهم اية فرصة للانقضاض المُسلح او الارهاب خاصة بعد ان تم إبعاد وتحييد رموز كثيرة وقيادات للجماعات المؤدلجة ..
*يبدو ان حتى إختيارات الحكومة كانت مهيأة مُسبقاً لتسويق هذا التغييرلدى الراي العام الدولي بشكل واضح وصريح ومُقنع (السيد عادل بن أحمد الجبير وزير خارجية السعودية المُستنير فكرا وثقافة وسياسة كمثال )..
*نعتقد ان البدايات الصحيحة ستقود لنهايات جيدة..وان هناك مشروعاً بدأ ولن ينتهي إلا بتحقيق اهدافه ..خاصة وان المجتمع السعودي والخليجي عموما قد ضاق بكثيرمن سياسات الكبت والتضييق على الحريات تحت شعارات طواها الزمن والتاريخ والواقع ، في عاالم يكاد يُصبح اليوم بفضل التقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي، قرية واحدة.

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

عبد الحميد العبّار


أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا يا جريرالمجامع

الفرزدق.. 
 وضع النظام السابق بعد الانقلاب ، كثير من مسؤولي المملكة الليبية وأعيانها ورجال دولتها العظيمة من المجاهدين الحقيقيين والشيوخ والنواب وكوادر الدولة العليا والكفاءات والنخب الوطنية ‘ وضعهم في سجن (الحصان الاسود) ، وكان على رأس هؤلاء المسجونين ،رفيق البطل عمر المختار ، المجاهد الشيخ عبد الحميد العبّار ، والمشهور بالكرم والنخوة والشجاعة النادرة ، و حدث أن قام عبد السلام اجلود ، بزيارة ذلك السجن ، وذلك على سبيل التشفيّ والشماتة فى رجال العهد الملكي ، وعندما توقف عند الشيخ عبد الحميد العبّار ابتسم ( اجلود ) بوقاحة وقال له بصوت الحاقد : "هكيّ يكون مصيرك ! أليس عيبا أن تنتهي يا سي عبد الحميد إلى هذه النهاية ، وأنت اللي كنت مع عمر المختار" فرفع الشيخ عبد الحميد العبّار رأسه ورمق اجلود بنظرة احتقار حادّة وقال بصوت ساخر ومسموع : "خزّيه عليكم يا كمشة فروخ .. والله لو عاش سيدي عمر حتى هذا اليوم ، لكان مكانه هنا الى جنبي وجنب كل هالرجال ، ولكن بخت سيدي عمر كان خير منا جميعا ، الله كرّمه بمشنقة الطليان ". 
عندما اجتمع معمر بو منيار يوماً، بشيوخ قبائل العواقير في أبريل 1976 بسلوق بناءاً على طلبه وطلب منهم الزحف (فتنة كالعادة) على مدينة بنغازي وإجلاء (الغرباء بوصفه هو) منها ،وكان الشيخ عبد الحميد العبار(1880-1977) حاضرا بعد خروجه من السجن اخر ايامه رحمه الله ،رد عليه قائلاً: " إن هؤلاء من تتحدّث عنهم هم اليوم خيخى وبنيخى( أخوة وأقارب ونسب)..واللي مش مشاركنا بدمّه في الجهاد ، شاري بفلوسه” ..فما كان منه إلا ان غادر الميعاد حانقاً ..
(معلومات الاستاذ ابراهيم بوشعراية اطال الله عمره ومقال الاستاذ موسى فارس، ليبيا وطننا 18 يونيو 2009)