بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 أبريل 2016

العودة للمشروع الوطني التاريخي






  (كشفت الأحداث التي مرّت بها تونس منذ 14 يناير 2011، أن الحبيب بورقيبة لم يكن فقط أول رئيس للجمهورية التونسية، بل وأيضا مؤسسا لثقافة مدنية وطنية يتبناها، اليوم، خصومه قبل أنصاره حتى أن غالبية (الأحزاب) بما فيها( الاسلامية) والتي كانت قد نشأت أصلا لمعارضة البورقيبية .. باتت تعتمد اليوم المرجعية البورقيبية في محاولة إلى إضفاء شرعية وطنية على نشاطها...بعد ان انفرط الناس عنها ..
واستفاق اليساريون والإسلاميون من سكرة معاداة بورقيبة في أعقاب الانتخابات ليكتشفوا مدى حضور المشروع الوطني الذي قاده بورقيبة طيلة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي من أجل توحيد مجتمع متناثر في إطار “أمة تونسية” تقودها دولة مدنية تنتصر لمبدأ المواطنة و بأن الوحدة الوطنية لن تتحقق إلا في ظل انتهاج سياسات متصالحة مع إرث دولة الاستقلال.)
في ليبيا ..كان الليبيون والليبيات كمواطنين يبحثون عن الخلاص عندما اسقطوا النظام السابق ..كما كانوا سبّاقين على (الكيانات الحزبية) التي تكونت في غفلة من الزمن والدستور.. على إحترام ارث دولة الاستقلال ورفعوا رموزها التي وحدتهم شرقا وغربا وجنوبا في ظل محنة الانتفاضة ..ما حدث بعد ذلك لم يوحدهم او يحل مشاكلهم ويحقق مطالبهم في حياة عزيزة وكريمة حتى اليوم ..وحيث ان النظام السابق قضى على ثقافة المجتمع المدني عكس البورقيبية ...بات دورنا اليوم ان نستكمل ما ورثناه من دولة الاستقلال حتى 31-8-1969 ليكون هو المشروع الوطني الجامع الذي لم نعد نملك غيره في ظل هذه المتناقضات التي فرقت البشر وتكاد تفرّق الحجر..ليوحّد (الامة الليبية) من جديد ويستكمل مشواره في بناء الدولة المدنية الحديثة وعودة مؤسسات الدولة كما كانت ذلك التاريخ..وبعدها لكل حادث حديث..!
(استقبال ولي العهد السيد الحسن الرضا المهدي السنوسي رحمه الله لدي وصوله في زيارة للولايات المتحدة الامريكية 1964..صورة أ.سلوى صفي الدين السنوسي)