بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 مايو 2018

"بلغ السيل الزبى"

صدى السنين الحاكي 16:
       عندما علم الملك إدريس رحمه الله بـ(شبهة) فساد في مشروع طريق فزان نهاية الخمسينات ، أُتخذت إجراءات صارمة للتحقيق مما استوجب رفع الثقة من قبل البرلمان الليبي ذلك الوقت عن حكومة السيد عبد المجيد كعبار وكثير من الاجراءات الاخرى لا يتسع المجال هنا لذكرها من بينها (سحب المشروع من الشركة المُنفذة ) ، بعث الملك منشوراً سرّيا لكل المسؤولين والوزراء والولاة ، عُرف بعد تسريبه بمنشور (قد بلغ السيل الزبى ) : " (أنه قد بلغ السيل الزبى)، وما يصم الأذان من سوء سيرة المسؤولين في الدولة من أخذ الرشوة سرا وعلانية، والمحسوبية ،القاضيتين على كيان الدولة وحسن سمعتها في الداخل والخارج، مع تبذير أموالها سرا وعلانية، وقد قال تبارك وتعالى "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون " ..وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
واختتم الملك خطابه بقوله "وأنني بنعمة الله وقدرته، سوف أغيره بيدي إن شاء الله ولن تأخذني في الله ولا في طهارة سمعة بلادي لومة لائم والسلام". وهذا ما فعل وبإجراءات دستورية ...
وقد جرى توزيع هذا الخطاب في بداية الأمر بطريقة سرية على الوزراء والولاة واالمدراء، لكن سرعان ما انتشر أمره وشاع مضمونه، فزالت عنه سريته، وقد نشرت الصحف بعض محتوياته أولا، ثم نشرت النص كاملا بعد ذلك (طرابلس الغرب 26 يونيو 1960)...
(معلومات د. محمود موسى (علي ابوشنة الغرياني): التجربة الدستورية الليبية في العصر الحديث 71..)

الخميس، 24 مايو 2018

ويستمر الابهار لليوم :

ويستمر الابهار ..
...في عام 2009 نشرت منظمة (الشفافية الدولية ) تقريرًا عن بعض الدول وترتيبها فى مجال الصرف على العملية التعليمة ..فكان عدد الدول المشمولة  في ذلك التقرير 130 دولة في سلّم متدرج من رقم 1 حتى 130..فأحتلت ليبيا رقما متقدّمًا فى الصرف على التعليم وهو 18 ، وفي نفس التقرير ، جاءت ليبيا رقم 100 في جودة التعليم  مع دول فقيرة وظروفها صعبة مثل الصومال وبعض الدول الافريقية الفقيرة ، واعتبرت المنظمة ان الفرق بين رقمى 18 و 100 يمثل نسبة الفساد فى هذا القطاع  اي ان هذه المصروفات كثير منه على الفساد وشراء السيارات والاثاث والمشتريات الغير لازمة مثل الستائر والهدايا والمؤتمرات والسفريات والاحتفالات وغيرها ، وليس على جوهر ولبّ العملية التعليمية نفسها ..وقد صذّقت ذلك التقرير للجودة المتدنية التى نعيشها جميعا ، بالإضافة ان متوسط عدد الطلبة فى المراحل الاساسية فى ليبيا تجاوز في بعض الاماكن الـ 50 طالب للفصل الدراسي الواحد، بينما النسبة المقبولة المفروض ان لا تتعدى 20 طالباً للفصل وهذا يبين العجز في المباني التعليمية رغم الرقم الصرفي ...وهذا يدل ايضا انه في كثير من الدول التي يضربها الفساد لا تعتبر الارقام فقط مؤشرات صحيحة على عمليات التنمية  بل يجب ان يُصاحبها مؤشرات الجودة ومدى تحقيق الاهداف..ما لم تتغير هذه الامور بوضع مخططات واستراتيجيات علمية ووطنية لمعالجة هذه الامر ...فأن الامر سيستمر على حاله ويستمر الابهار في الارقام والفساد  .
(مفتاح بوعجاج .. 12 اكتوبر 2012)

الأربعاء، 23 مايو 2018

البنية التحتية للإرهاب :


 ....اول امس صباحا وصدفة فى احد طوابير الانتظار..التقيت زميلي أحد اساتذة الجامعة ، بمرتبة استاذ دكتور، متخرّج من إحدى جامعات اعتى البلدان الاوروبية ديموقراطية (.بريطانيا)، وفى اثناء الانتظار ، سألني عن رأييّ فى ما حدث فى القنصلية الامريكية ببنغازي..فأجبت وبسرعة بما احس به : انه لشيء محزن في حق ديننا وبلادنا والإنسانية وقضيتنا وضيوفنا ...رغم ان هذه الامور قد تحدث فى اي مكان فى العالم ..خاصة في ىبيئة لا تزل تحت التأسيس ولا يزال بها كثير من الانفلات الحدودي والامني" ، فأستغرب وتجهّم وامسك ربطة عنقه الانجليزية بيده ، بعد ان مسح بها على لحيته الخفيفة المُهذّبة لثوان ، قائلا : "غلط ..تمنيت لو انهم قتلوهم كلهم ..فهم يستحقون ذلك ..الم يعتدوا و ويهينوا نبينا يا اخى !."
احترت كيف اردّ ، فسكتّ عن الكلام المباح خوفاً من ان يتهمني بالكفر، جمعني البارحة لقاء اجتماعي مع احد شيوخنا البسطاء الطيبين الذين عاصرو جزءا من الجهاد وفترة الاستقلال ، لم يذهب الى مدرسة او جامعة او حتى مؤتمرا ،ولا يعرف الندوات ولا لقاءات (التنمية البشرية) ولم يغادر لاكثر من بنغازي غربا او طبرق شرقا ،كل ما يعرفه هو سيدي ادريس وعمر المختار وسيدى الفضيل وحسين الجويفى وراية الاستقلال وعهد (النوضة ) بعدها (كما يسمّيها) ، يصلّي ويصوم ويزكي ويحب كثيرا الصلاة فى الجامع الفوقي بالبيضاء (جامع الملك ) او جامع سيدى رافع ..لم يتمكّن حتى الان من الحج لانه لا يملك المال اللازم ، نظر الييّ بحزن وقال بتعبيره ما معناه: ( اليس حراما وعيباً ما جرى ، هذا تشويه لبلادنا والى اخلاقنا والى الناس اللي ساعدونا من قبل ايام سيدي ادريس وتوا ما زالوا يساعدوا فينا ...)
الغريب ان الاستاذ الدكتور ، قبل انتهاء اللقاء الصدفة فى ذلك الطابور، وقبل ان ينهي كلامه ..سألنى : انا سأخذ ابنى يوم الاربعاء القادم للمطار لانه سيسافر الى تونس ، للحصول على تأشيرة دخول لأمريكا لاستكمال دراسته ..اى خدمة من هناك....!
(مفتاح بوعجاج 17-9-2012)

الخميس، 3 مايو 2018

ام على العقول اقفالها !



" لو كان نـورُ العلـــمِ يُدركُ بالمُنـى ... ما كان يبّقى في البرّيـةِ جاهــــلٌ ! "
بيت شعر كان يدرّس على السنوات الاولى من التعليم الاساس في ليبيا عام 1952..
- عاشت ليبيا وحتى بدايات السبعينات مشروع نهضوي (لم يكتمل) كان قائم اساساً على التربية والتعليم والاقتصاد السليم ودولة الخدمات والعلاقات الدولية المُحترمة وحقوق المواطنة ، ثم كُتب عليها التراجع فكرياً وتعليمياً وثقافياُ وإقتصادياً نعيش اثاره ونتائجه لليوم ..فهل من عودة ..ام صار على (العقول ) اقفالها !
(( الأستاذ الصادق أحمد المسعودي ) رحمه الله رحمة واسعة كان من الرعيل الأول في الفصل الدراسي الاساسي عام 1952 - مدرسة باب تاجوراء - العهد الملكي)..وكان امثاله كثيرون في كل انحاء الوطن )
(صورة ومعلومات أسامة وريث )