بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 فبراير 2019

صدى السنين الحاكي :


     السيد السكوري العبيدي (رحمه الله) .. كان شخصية من شخصيات ووجهاء المجتمع أبان العهد الملكي طيّب الذكر، وكان لا يملك من حطام الدنيا شيئا غير هندامه النظيف والانيق دائما ووجهه الجميل البشوش على عادته..جلس يومًا في حافلة من حافلات ذاك الزمن راجعًا الى منطقته وبيته الذي يبعد حوالى 80 كيلو متر شرق مدينة البيضاء قريباً من (منطقة زاوية ترت) ، بعد ان قضى اياماً في ضيافة أصحابه بالمدينة .. لم يكن في جيبه غير جنيهًا ليبيًا واحدا وهو كان قيمة واجرة النقل ....جلس وسط الركاب ..وظل يتحسًس ذلك الجنيه خوفا من ان يفقده فيكون مُحرجا امام سائق الحافلة عندما يحين مطالبة الاجر وخاصة وان كل من يراه يعتقد انه من الأغنياء ( لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ) ..ركبت امرأة ليبية ..يبدو انها كانت تريد نفس الوجهة الا انها لا تملك نقودا ..وظلّت واقفة مدخل الحافلة تتأمّل فى وجوه الركّاب وهندامهم ..فتوسّمت في صاحبنا خيرا .. منظر وهندام ووجاهة وهيبة ...توجّهت نحوه مباشرة وتركت بقية الركاب الآخرين.... ادلت له بسرّها وكيف انها مضطرّة للسفر ولا تملك الاجر اللازم ..وقف صاحبنا واجلسها مكانه..قائلا لها بنُبل : (انتِ محظوظة ..فقد نسيت فى المدينة شيئا ولهذا اريد ان انزل وسأخذ حافلة اخرى ان لم الحق على هذه الحافلة اليوم )...ذهب مباشرة الى السائق وناوله الجنيه الوحيد الذى يملك ...كأجر سفرية تلك المرأة ..وغيّر هو طريقه الى وجهة اخرى ...بجيب فاضي ....بعيدا عن بيته وأسرته ..ولكن اعزّاء واصدقاء ومعارف وكِرام كثيرين ... في المدينة ..البيضاء..
(رواية احد اصدقائه سي عبدالله المسماري 2014)


Reaader"s Digest





      ذات ليلة غشاها الضباب ..شاهد ربّان سفينة ما ظنّه أنوار سفينة أخرى تتقدم نحوه.. و طلب من المسئول عن الإشارة أن يوجه أنواره نحوها معبّراً بالضوء عن الآتي : بدّلوا إتجاهكم 10 درجات جنوباً..وإلا سيحدث إصطدام ..وأتاه الجواب : بل بدّلوا أنتم إتجاهكم 10 درجات شمالاً..وعندئذ أجاب الربان بنفسه : بما إني القبطان ..ينبغي أن تُطيعني و تُغيّر إتجاه سفينتك 10 درجات جنوباً..جاءه الآتي : و أنا بحّار من الفئة الأولي ..لذلك عليك أن تُطيعني و تغير إتجاهك 10 درجات شمالاً... جنَّ جنون القبطان الذي عاد يقول الأتي : انّي قائد سفينة حربية و ها أنا آمُرك بتعديل إتجاهك..عندها جاءه هذا الجواب : اما أنا فقائد المنارة البحرية التي تهتدي بها انت الان ، و لهذا أحثّك علي التقيّد بأمري فوراً...وإلا ضيّعت نفسك وضيّعتنا !
(مجلة المختار(ٌReader's Digest) أبريل 1984)