..الرئيس الامريكي رونالد ريغن كان مشهورا بدعاباته ..هو اتى للرئاسة
الامريكية (1980) بالتزامن مع وصول مرغريت تاتشر للسلطة في بريطانيا(1979)
..والإثنان تبنّيّا مفهوم (الليبرالية الجديدة New
Liberalism ) وهو مصطلح يعبر عن فكر اقتصادي يُنسب كثير منه للإقتصادي الأمريكي
الشهير- ميلتون فريدمان- (حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1976) ، وعلى رغم أن
الليبرالية الجديدة لا تقتصر على كونها فكراً اقتصادياً بحتاً، فهي تشمل أبعاداً
أخرى في السياسة والاجتماع والعلاقات الدولية، إلا أن جوهرها هو الفكر الاقتصادي،
وهي على عكس (الكينزية) (نسبة إلى الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز (1883
-1946)، التي ظهرت بعد كساد الثلاثينات (الكساد الكبير ) والتي استمر فكرها حتى
السبعينات والتي طالبت حينها بتدخل الحكومة في كل شيء ، فأن الليبرالية الاقتصادية
، تطالب بحرية السوق المطلقة المحررة من كل قيود وتحرير القطاعات الإنتاجية
والخدمية من سيطرة الحكومات ومنع تدخل الدولة إلا في اضيق الظروف ، وطبعاً
الليبرالية الجديدة تختلف عن الليبرالية الكلاسيكية في كثير من التفاصيل..لما حدث
من تطور للاقتصاد في عمومه ..المهم حاول ريغن ان يشرح لبعض الحاضرين من موظفي
البيت الابيض والمسؤولين هذا المفهوم بطريقته بعد محاضرة لهم من قبل احد
(الاكاديميين النظريين) فقال ." اعرف انكم لم تفهموا شيئاً مما قاله (الاستاذ
) ولا تلك الرسومات البيانية والمعادلات والارقام والمصطلحات ،سأشرح لكم بطريقتي
العادية ، تخيّلو ان الحكومة هي الفارس والفرس هي الاقتصاد ..كلما كان الفارس
(الحكومة) خفيفاً ، مُدرباً ناجحاً ، متناسقاً ، ماهراً خفيف الوزن ، عارفاً بأصول
السباق والمنافسة ، يعرف (الهدف ) جيداً ، موجهاً للفرس للطريق بلجام خفيف وبحنان
، كلما فازت الفرس (الاقتصاد) وغلبت (الاحصنة الاخرى) ..وإن كان الفارس سميناً ،
مترهلاً ، يرى بصعوبة ، لِجامه غليظ ، غبي ووزنه اكبر من وزن الفرس (الاقتصاد) ،
حينها سيسقط الاثنان نصف المشوار، فلا فاز الفارس ولا فازت الفرس ..
الإسقاط عن
(حكوماتنا) و(إقتصادنا) و(مُنظّرينا) و(فرساننا) ..مش شوري ..