*العاقل هو اللي يوسّم اعلله* ...قول ليبي قديم
احد الليبيين سافر منذ زمن ، وبعد نجاحه الثانوية ، إلى بريطانيا للدراسة الجامعية ...نزل فى مطار هيثرو / لندن ..بعد تفحّص جوازه وإستماره الدخول التي عبأها في الطائرة قبل نزوله ، تفحّص ضابط الجوازات الإنجليزي الجواز والاستمارة ..ثم ارجعها له ، وافهمه بأدب ان معلومة وخانة تاريخ الميلاد ناقصة ..فهو يجب ان يكتب اليوم والشهر والسنة ..وحيث ان صاحبنا لم يكن يعرف إلا السنة او لقبُها (عام النار ، عام الكبّة ، عام المطر ، عام الزلزال ، عام لمّة النواجع وهكذا ) ، كعادة مُعظم الليبيين والذين عاصروا ظروف بلادنا الصعبة في تلك الازمان ..ومع اصرار الضابط الذى لا يفهم هذا الامر ..اضطًّر صاحبنا لكتابة يوم وشهر كما خطر له تلك اللحظة ...دخل صاحبنا الى بريطانيا وعند احتياجه لشراء سيارة بعد فترة من الزمن ..اضطّر الى تعبئة نموذج شركة التأمين ..وطلب منه مندوب الشركة فى خانة ميلاده كتابة اليوم والشهر والسنة ..وحيث ان صاحبنا قد نسيّ ما كتب حين دخوله الى بريطانيا اول مرة ..فقد كتب ايضا ما خطر عليه تلك اللحظة ..يعد يومان جاءته رسالة مؤدّبة من شركة التأمين .."السيد المحترم ..حين دخلت بريطانيا عن طريق مطار هيثرو لندن بتاريخ كذا ، فقد كتبت تاريخ ميلادك بكذا ..وفى استمارتنا قد كتبت شيئا مُخالفاً له ..الاخطاء البشرية جائزة وتحدث كثيرا ..فقط نريد منك إفادتنا أيهما الأصحّ حتى نثبتّه فى دفاترنا ونبعث لك تهنئة بعيد ميلادك الصحيح . ..ولا تنسى ان تحتفظ به..وتذكره دائما فهو مهم جدا حتى وان لم تؤّمّن لدينا ..اطيب الاماني لك ....."
علّق صاحبنا على ذلك فقال : (حينها عرفت اننّي فى بلد تُكتشفْ فيها الأكاذيب ..وعاهدت نفسي بعد ذلك ان اُراجع وادققّ فى كل كلمة اكتبها او اقولها ..كانت لي هذه الحادثة ..اكثر تأثيرًا من كل الخطب العصماء والانذارات بالويل والثبور و عظائم الأمور التي ظللت اسمعها فى بلدى فى الجوامع والكتاتيب والاذاعات والمنابر والساحات واقرأها فى الكتب والصحف واسمعها كثيرا من الشيوخ والفتاوي ..والغريب فى الامر انه درس جاءني بكل ادب ولطف وإحترام ومودة ... ورغم ذلك لم انساه لليوم ) .
احد الليبيين سافر منذ زمن ، وبعد نجاحه الثانوية ، إلى بريطانيا للدراسة الجامعية ...نزل فى مطار هيثرو / لندن ..بعد تفحّص جوازه وإستماره الدخول التي عبأها في الطائرة قبل نزوله ، تفحّص ضابط الجوازات الإنجليزي الجواز والاستمارة ..ثم ارجعها له ، وافهمه بأدب ان معلومة وخانة تاريخ الميلاد ناقصة ..فهو يجب ان يكتب اليوم والشهر والسنة ..وحيث ان صاحبنا لم يكن يعرف إلا السنة او لقبُها (عام النار ، عام الكبّة ، عام المطر ، عام الزلزال ، عام لمّة النواجع وهكذا ) ، كعادة مُعظم الليبيين والذين عاصروا ظروف بلادنا الصعبة في تلك الازمان ..ومع اصرار الضابط الذى لا يفهم هذا الامر ..اضطًّر صاحبنا لكتابة يوم وشهر كما خطر له تلك اللحظة ...دخل صاحبنا الى بريطانيا وعند احتياجه لشراء سيارة بعد فترة من الزمن ..اضطّر الى تعبئة نموذج شركة التأمين ..وطلب منه مندوب الشركة فى خانة ميلاده كتابة اليوم والشهر والسنة ..وحيث ان صاحبنا قد نسيّ ما كتب حين دخوله الى بريطانيا اول مرة ..فقد كتب ايضا ما خطر عليه تلك اللحظة ..يعد يومان جاءته رسالة مؤدّبة من شركة التأمين .."السيد المحترم ..حين دخلت بريطانيا عن طريق مطار هيثرو لندن بتاريخ كذا ، فقد كتبت تاريخ ميلادك بكذا ..وفى استمارتنا قد كتبت شيئا مُخالفاً له ..الاخطاء البشرية جائزة وتحدث كثيرا ..فقط نريد منك إفادتنا أيهما الأصحّ حتى نثبتّه فى دفاترنا ونبعث لك تهنئة بعيد ميلادك الصحيح . ..ولا تنسى ان تحتفظ به..وتذكره دائما فهو مهم جدا حتى وان لم تؤّمّن لدينا ..اطيب الاماني لك ....."
علّق صاحبنا على ذلك فقال : (حينها عرفت اننّي فى بلد تُكتشفْ فيها الأكاذيب ..وعاهدت نفسي بعد ذلك ان اُراجع وادققّ فى كل كلمة اكتبها او اقولها ..كانت لي هذه الحادثة ..اكثر تأثيرًا من كل الخطب العصماء والانذارات بالويل والثبور و عظائم الأمور التي ظللت اسمعها فى بلدى فى الجوامع والكتاتيب والاذاعات والمنابر والساحات واقرأها فى الكتب والصحف واسمعها كثيرا من الشيوخ والفتاوي ..والغريب فى الامر انه درس جاءني بكل ادب ولطف وإحترام ومودة ... ورغم ذلك لم انساه لليوم ) .