بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 مايو 2019

بوب ديلان والاوسكار



     قطعة من الأدب الرفيع لفنّان وشاعر ومغنٍ ..يعتبره الكثيرون عندهم ..مُتحدّثاً نيابة عن اجيالهم ..ونموذجاً للأدب والفن النبيل  المُعارض خاصة زمن الستينات :
حصل المغني والفنّان الأمريكي  الشهير بوب ديلان  Bob Dylan  على جائزة نوبل في الأدب لعام 2016، وكان هذا الامر أمرًا فريدًا، إذ تعتبر المرة الأولى التي يحصل فيها مغنٍ وفنّان على الجائزة. لم يحضر ديلان حفل تسلم نوبل الذي أقيم يوم السبت 10 ديسمبر، لتتسلم الفنّانة الامريكية باتي سميث الجائزة بدلًا منه. ولكن ديلان أرسل خطابًا ألقته سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في السويد آزيتا راجي... هذه بعض فقراته  :
"مساء الخير على الجميع، أقدم تحياتي الحارة إلى أعضاء الأكاديمية السويدية وإلى جميع الضيوف المميزين الآخرين الحاضرين الليلة.أعتذر لكم لعدم تمكني من الحضور بشخصي، ولكن أرجوكم أن تعرفوا أنني معكم كلية بروحي، وأنني شَرُفت بتسلم هذه الجائزة الراقية. الحصول على جائزة نوبل في الأدب هو أمر لم أتخيله أو أتوقعه على الإطلاق. منذ وقت مبكر، عرفت وقرأت والتهمت أعمال مَن اُعتبروا مستحقين لهذا الامتياز: كيبلينج وشو وتوماس مان وبيرل باك وآلبير كامو وهمنجواي. هؤلاء العمالقة الذين تُدرّس أعمالهم في المدارس، وتُحفظ كتبهم في المكتبات في أنحاء العالم، ويتم الحديث عندهم دومًا بلهجة الإحترام ، كان لهم دومًا تأثير عميق عليّ. والآن فانضمامي لهذه القائمة من الأسماء هو أمر لا أستطيع التعبير عنه بالكلمات وبالتالي أعتبر نفسي وسط صحبة نادرة جدًا، وهذا أقل ما يمكن قوله ولكني اتسائل  ، هل ما افعله هو (أدب) ! ..لقد استمررت في فعل ما بدأت فعله منذ وقت طويل، لقد صنعت عشرات التسجيلات، وغنيت في آلاف الحفلات في أنحاء العالم، ولكن أغنياتي كانت هي المركز الحيوي لكل شيء أفعله تقريبًا. بدا أنها حصلت لنفسها على مكان في حياة العديد من الناس في العديد من الثقافات المختلفة، وأنا ممتن لهذا.ولكن هناك شيء واحد عليّ أن أقوله ؛ كمؤدٍ، غنيت أمام 50 ألف شخص، وغنيت أمام 50، ويمكنني أن أقول لكم أن الأصعب هو أن تغني أمام الـ 50 شخصًا. الـ 50 ألف لديهم شخصية واحدة، ولكن الأمر ليس كذلك مع الـ 50؛ كل شخص لديه هوية منفردة ومنفصلة، وهناك عالم بداخل كل واحد منهم. يمكن لكل منهم أن يدرك الأشياء بشكل أوضح. لقد اُختبرَت أمانتكم، وعلاقتها بعمق بأنفسكم، إذ أنني لم أتجاهل بداخلي حقيقة أن لجنة نوبل صغيرة جدًا..ولكني أيضًا مثل شكسبير، كثيرا ما أكون مشغولًا بالسعي وراء محاولاتي الإبداعية والتعامل مع المشكلات المبتذلة في كل جوانب الحياة: "من هم أفضل العازفين لتلك الأغاني؟"، "هل أسجل في الاستوديو المناسب؟" "هل لحن هذه الأغنية مناسب؟" إذ أن هناك بعض الأشياء التي لا تتغير أبدًا، حتى بعد مرور 400 عام.لذلك لم يكن لديّ وقت أبدًا لأطرح على نفسي سؤال: "هل تعتبر أغنياتي أدبً ! بالتالي أشكر الأكاديمية السويدية، أولًا لأنها بذلت وقتًا للتفكير في هذا السؤال، وأخيرًا لتقديم هذه الإجابة الرائعة...أمنياتي الطيبة لكم جميعًا."...............(بوب ديلان  Bob Dylan )