مسيرة القهوة
والديموقراطية ..في اوطان الفتاوي المجانية
هل هناك علاقة بين القهوة ..والديمقراطية ؟..فقد
اشتهرت القهوة منذ زمن فى مكة وكانت لا تقام الموالد والاحتفالات حينذاك الا
بشربها ...ثم افتى احد الفقهاء وهو الشيخ شمس الدين محمد الحنفي عام 1917 بحرمتها
وسانده آخرون والذين طالبو حاكم مكة وقتئذ بإبطالها من الأسواق ومعاقبة باعتها وشاربيها..وفعلا
تم جمعها وحرقها وحرق حتى قشورها ..وصار يشربونها سرا حيث قال احد الشعراء فى ذلك:
قهوة البن
حرّمت فاحتسوا قهوة الزبيب
ثم طيبوا وعربدوا وانزلوا في قفا الخطيب
وفى عام 1918 قدم الأمير قطباي الى مكة وكان يحب القهوة فتم
إلغاء التحريم او الفتوى فعاد الناس الى
شرب القهوة بجنون ...وانتشرت اكثر من انتشارها الاول ..
فى عام 1932 عاد الى مكة حاكم اخر فقرر تحريمها مرة ثانية فقال احد
الشعراء:
إن أقواما تعـدوا والبلا منهم تأتَّى
حرموا القهوة عمدا وقدروا أفكا وبهتا
إن سالت النص قالوا ابن عبد الحق أفتى
يا أولي الفضل اشربوها واتركو ما كان
بهتا
في عام 1945 قرر ما يسمى بصاحب الشرطة
ولا يعلمون هل من تلقاء نفسه ام بناءا على أوامر ، قرر حبس كل من وجدهم فى المقاهي
يتناولون القهوة وضربهم وحبسهم وأنزلهم الى الشوارع مربوطين بالحديد والحبال..
وهكذا دارت القهوة بين محلل وبين محرم
الى درجة انه تم تشبيهها عند البعض بالخمر ..وزعموا ان شاربها يحشر يوم القيامة
ووجهه اسود كما هي بقاياها أسفل فنجان
القهوة بعد احتسائها !!!
وانتصرت القهوة أخيرا..وانتشرت فى كل
العالم كله أشكالا وألوانا لدرجة اننى حضرت احدى الندوات الدينية السياسية اخيرا
كان احدهم يفخر بأن القهوة اختراع اسلامى شاركنا به في مسيرة نهضة العالم وتنويره
! ..فهل ستمر الديمقراطية التي نرغبها لأوطاننا
بنفس الدورة التى مرّت بها القهوة وخاصة عند من ادخلوا الدين في السياسة ...؟