..دخلت السيدة فتحية حسين مازق ..الى إحدى ما يسمى بإحتفالات تكريم بعض الأجيال من المعلّمين والمعلّمات خلال العهد السابق ..اقامتها ما تسمى بنقابة المعلّمين ذلك الوقت (دعوة شجاعة من تلك النقابة على كل حال وقتها وتزامنت مع إرتخاء قبضة النظام الذي شعر بأنه قد تمكّن من كل شىء ) ..وبحضور جمع غفير من المعلّمين الاجلّاء والمعلّمات المحترمات ، اغلبهم عاصر العهد الملكي الميمون ويعرفون تاريخ المرحوم حسين مازق والدها والذي تولّى فى فترة سابقة ، وظيفة والي ولاية برقة وبعض الوزارات ثم رئيس وزراء ليبيا حتى عام 1967 ويعرفون ردوده الشُجاعة خلال مهزلة ما سمّي بمحكمة الشعب بعد الإنقلاب (1972) ومعاناة أسرته الكريمة ، ويعرفون كذلك تاريخ المرحوم الاستاذ عبد المولى دغمان زوجها ، مؤسّس جامعة بنغازى ايام العهد الملكي ، وكم عانى من ويلات السجن والإهانة هو وأسرته ، بعد الإنقلاب ..وكان حضورها بناءاً على إلحاح من زملائها وزميلاتها ..ليتم تكريمها أيضاً من ضمن المكرمّين ..
عندما تمّت المناداة عليها ..صعدت المنصّة ..سلّمت على القائمين في المنصّة ..استلمت شهادة التكريم ...تمعّنت فيها وهي مُغادرة ..لفت نظرها ان اسمها في الشهادة كان مكتوبا بأسم (فتحية حسين يوسف) ..رجعت ادراجها الى المنصة ..ناولتهم الشهادة ..سيدي..انا معروفة بأسم ..فتحية حسين مازق ...صحيح يوسف هو جدّي ..ولكن الجميع يعرفونني بأسم فتحية حسين مازق ..وان كان هذا يسبّب لكم احراجا ..فلا اريدها ولا حرج عليكم ..وشكرا لكم .. ناولتهم الشهادة وقفلت راجعة... سمع من فى القاعة هذا الكلام ..وقفوا جميعا ..صفقّوا كثيرا ...التفتت الى من فى المنصّة ...قائلة : ( هذا لى هو اجمل تكريم ...من رفاق ورفيقات دربي واهلي ....وشكرا لكم على كل حال) !...حدث هذا فى عز وجبروت وعهد الطغيان ..فلا تنسوا الشرفاء والشريفات ون على مدى اتساع الوطن ولم يغيروا لا على مناصب ولا على مال او سلطة ...فلا تفسدوها عليهم وعلينا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق