.. حيث انه النصف الثاني من بداية الثمانينات، كان الكثير من البحّاث يسعون الى تطبيق نتائج التحليل النفسي
على الذات العربية والاسلامية ذات العقلية الخرافية والسلوك المنحرف . هذه البحوث جعلت هدفها ادراك التخلف الاجتماعي في جهة، ووضع اللبنات الاساسية لمدرسة التحليل النفسي للذات العربية والاسلامية من جهة اخرى ... وجاء كتاب الدكتور مصطفى حجازي الذائع الصيت والمشهور عنالتخلف الاجتماعي(مدخل الى سيكولوجية الانسان المقهور )(بيروت، معهد الانماء العربي، 1981….) كتابا مهما فى هذا الشأن..تذكرتّه اليوم وانا اراه ..مستشارا سياسيا للرئيس المصرى الانتقالى وشاهدت لقاءه الصحفى مع الاعلام..وعرفت الفرق بين اكاديمى واخر ورجال واخرون وكتب واخرى... اتمنى من القارئون والقارئات تنزيله فهو متوفر على الانترنت .
بعض من اسطره:
( من يثور لا يكتئب، ومن يكتئب يعجز عن الثورة ويحرم منها. ابتلاع الغضب والحنقي يتحول إلى الاعتداء أو التهديد يكون رد الفعل قي واحد من ثلاثة: القتال، الهرب، التجمد: fight, flight, freeze . الغضب هو التعبئة النفسية الضرورية لمد الكيان بالطاقة كدفاع حيوي وطبيعي، والرضوخ هو أحد تجليات التجمد الذي يشكل البعد الثالث للآلية الدفاعية الحيوية ضد الأخطار . غير أن نزوة الحياة تقاوم بشراسة ولو استكانت إلى حين ... بانتظار استعادة نزوة الحياة والوجود لنشاطها، عادة ما يتسرب العنف في مسارب جانبية، من ذلك ما يتكرر من احتقان وجود المقهورين بالتوتر وسرعة الاستثارة وردود الفعل الانفعالية المبالغ فيها مقارنة بما تستدعيه الوضعية الواقعية من ردود فعل. ومنها افتعال الأزمات والصراعات والنزاعات وتضخيمها، وتحويل صغائر الأمور إلى كبائر، وتوافهها إلى قضايا مشحونة ومبالغ فيها... وتظهر ميول التشفي وتبخيس الآخرين وإسقاط التبخيس الذاتي على الآخر. ومن ذلك تفشي ظواهر التطرف والفاشية التقليدية المتلبسة ظواهر الأصوليات والتعصب التقليدية. هدر الحياة يطلق العنان لنزعات الموت .أصعب وضعية بالنسبة إلى الإنسان المقهور هي مجابهة هدره بكل كثافته الوجوديةالتي تضعه أمام "ذعر الكيان" أو ذعر الخواء.... هذا الخواء الوجودي وذلك الفراغ واللاشيئية واللاقيمة تفجر أقصى حالات الغضب، والعنف المدمر يولد قلقًا يتعذرمجابهته إلا كلمحات أو خفقات سريعة سرعان ما تتلاشى . لا يمكن للإنسان المقهور تحمل واقعه الوجودي العاصف بسهولة ولمدة طويلة. وتتراوح الاستجابة الحيوية الطبيعية ما بين الانفجار الذي لا يبقي ولا يذر، وبين الانتحار الحامل دلالة تحطيم المرآة العاكسة لذعر خواء الكيان وفشله .تقوم الآليات بدور ترميم الواقع الذاتي واستعادة قيمة بديلة توفر التوازن. وهي حلول تسكينية وليست العلاج، تبقي القوى المولدة للاضطراب والقلق قائمة، تستنزفا لطاقات النفسية في إجراءات الحماية بدلا من توظيفها في البناء والنماء الكياني.والعديد منها يدخل في عداد آليات الدفاع العصابية من مثل إسقاط القهر على الآخرين. آلية الاحتماء بالماضي تظهر مع الهزائم الجماعية ... تغرق الجماعة في بطولات الماضي المجيد، ما يجعلها تعيش في وهم مستقبل ناصع. ذلك هو الهدر يكرر ذاته ما دام يصرف المرء عن صناعة مستقبله مستبدلاً به وهمًا مستقبليًّا .. ويشكل الاحتماء بالقدر المكتوب والامتحان والبلاء دفاعًا جماعيًّا آخر في مواجهة القهر... يتحول الأمر غالبًا إلى نوع من الفلسفة ترد الأمر إلى حكمة خفية وبالتالي يجب القبول الاستسلامي بها. يتواصل الهبوط اللولبي للهدر ليولد حالة تبلد وعطالة هي ذاتها مولدة لهدر جديد.والكلام أحد آليات التمويه. الثرثرة والإفراط في الكلام الفارغ الذي يدعي الامتلاء والأهمية، ولا يهدف إلا إلى تضليل الآخر حول القيمة الذاتية وأهميتها. وبمقدار ما يحتقن الغليان في النفوس تزداد اللغة عقمًا وينحسر نطاق الدلالة. هنا تتحول اللغة إلى أداة تزوير للوجود الذي يصل حد موت الكيان، ومن خلالها يعاد إنتاج القهر … )..جزء من الحل الذى يطرحه الباحث:
يستهل مشروع البناء الوطني باسترداد حق المواطنة لكل فرد وتصفية تفاعلات الهدرفي النفسية. فبعد رفع الطغيان يجري ترميم الروح الجماعية من أعطاب القهر. وكل الانقلابات والحركات التي غفلت عن هذه المهمة أعادت إنتاج الاستبداد ودفعت الناس للتحسر على الماضي. الاعتراف بالإنسان المواطن ودوره ورأيه ومشاركته الفاعلة فى اتخاذ القرارات التي تصنع المصير الوطني...هى اولى العلاج ..
( من يثور لا يكتئب، ومن يكتئب يعجز عن الثورة ويحرم منها. ابتلاع الغضب والحنقي يتحول إلى الاعتداء أو التهديد يكون رد الفعل قي واحد من ثلاثة: القتال، الهرب، التجمد: fight, flight, freeze . الغضب هو التعبئة النفسية الضرورية لمد الكيان بالطاقة كدفاع حيوي وطبيعي، والرضوخ هو أحد تجليات التجمد الذي يشكل البعد الثالث للآلية الدفاعية الحيوية ضد الأخطار . غير أن نزوة الحياة تقاوم بشراسة ولو استكانت إلى حين ... بانتظار استعادة نزوة الحياة والوجود لنشاطها، عادة ما يتسرب العنف في مسارب جانبية، من ذلك ما يتكرر من احتقان وجود المقهورين بالتوتر وسرعة الاستثارة وردود الفعل الانفعالية المبالغ فيها مقارنة بما تستدعيه الوضعية الواقعية من ردود فعل. ومنها افتعال الأزمات والصراعات والنزاعات وتضخيمها، وتحويل صغائر الأمور إلى كبائر، وتوافهها إلى قضايا مشحونة ومبالغ فيها... وتظهر ميول التشفي وتبخيس الآخرين وإسقاط التبخيس الذاتي على الآخر. ومن ذلك تفشي ظواهر التطرف والفاشية التقليدية المتلبسة ظواهر الأصوليات والتعصب التقليدية. هدر الحياة يطلق العنان لنزعات الموت .أصعب وضعية بالنسبة إلى الإنسان المقهور هي مجابهة هدره بكل كثافته الوجوديةالتي تضعه أمام "ذعر الكيان" أو ذعر الخواء.... هذا الخواء الوجودي وذلك الفراغ واللاشيئية واللاقيمة تفجر أقصى حالات الغضب، والعنف المدمر يولد قلقًا يتعذرمجابهته إلا كلمحات أو خفقات سريعة سرعان ما تتلاشى . لا يمكن للإنسان المقهور تحمل واقعه الوجودي العاصف بسهولة ولمدة طويلة. وتتراوح الاستجابة الحيوية الطبيعية ما بين الانفجار الذي لا يبقي ولا يذر، وبين الانتحار الحامل دلالة تحطيم المرآة العاكسة لذعر خواء الكيان وفشله .تقوم الآليات بدور ترميم الواقع الذاتي واستعادة قيمة بديلة توفر التوازن. وهي حلول تسكينية وليست العلاج، تبقي القوى المولدة للاضطراب والقلق قائمة، تستنزفا لطاقات النفسية في إجراءات الحماية بدلا من توظيفها في البناء والنماء الكياني.والعديد منها يدخل في عداد آليات الدفاع العصابية من مثل إسقاط القهر على الآخرين. آلية الاحتماء بالماضي تظهر مع الهزائم الجماعية ... تغرق الجماعة في بطولات الماضي المجيد، ما يجعلها تعيش في وهم مستقبل ناصع. ذلك هو الهدر يكرر ذاته ما دام يصرف المرء عن صناعة مستقبله مستبدلاً به وهمًا مستقبليًّا .. ويشكل الاحتماء بالقدر المكتوب والامتحان والبلاء دفاعًا جماعيًّا آخر في مواجهة القهر... يتحول الأمر غالبًا إلى نوع من الفلسفة ترد الأمر إلى حكمة خفية وبالتالي يجب القبول الاستسلامي بها. يتواصل الهبوط اللولبي للهدر ليولد حالة تبلد وعطالة هي ذاتها مولدة لهدر جديد.والكلام أحد آليات التمويه. الثرثرة والإفراط في الكلام الفارغ الذي يدعي الامتلاء والأهمية، ولا يهدف إلا إلى تضليل الآخر حول القيمة الذاتية وأهميتها. وبمقدار ما يحتقن الغليان في النفوس تزداد اللغة عقمًا وينحسر نطاق الدلالة. هنا تتحول اللغة إلى أداة تزوير للوجود الذي يصل حد موت الكيان، ومن خلالها يعاد إنتاج القهر … )..جزء من الحل الذى يطرحه الباحث:
يستهل مشروع البناء الوطني باسترداد حق المواطنة لكل فرد وتصفية تفاعلات الهدرفي النفسية. فبعد رفع الطغيان يجري ترميم الروح الجماعية من أعطاب القهر. وكل الانقلابات والحركات التي غفلت عن هذه المهمة أعادت إنتاج الاستبداد ودفعت الناس للتحسر على الماضي. الاعتراف بالإنسان المواطن ودوره ورأيه ومشاركته الفاعلة فى اتخاذ القرارات التي تصنع المصير الوطني...هى اولى العلاج ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق