بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

صدى السنين الحاكي

 

زارت عقار جدودها ***وردّن ملايا بالدموع خدودها .. العين يا ولد ..

زارت العين مطارح *** على راسّا شالت الليل البارح...

هفوها اللي كانوا اطيور جوارح *** بلاهم العين كاثرين اصيودها ..

 وشين عيبهم فينا عدونا فارح ***وخلا العين خلوج مات قعودها

زارت هذيك التمّه *** اللي قبل كانت زاهية ملتمّة

أياماً وهو فيها كبير مسمى ***رايه سديد وللصواب يقودها  

 وانكان طرفها طرفْ يلمه ** هذي حقيقة ثابتة بشهودها

واليوم وين ما غابوا كبار الهمّه *** تمت مشايخ كلها بجرودها

زارت عقار جدودها ***وردّن ملايا بالدموع خدودها .. العين يا ولد 

زارت هذيك الجيهه *** اللّي وين ما ترايف العين تجيها 

تهايوا اللي كانوا يعيشوا فيها *** خذت ليلها تنويع هدّ هدودها 

ادردر سماها الدمع جا كاسيها ***جادت كما جودت إمزان بجودها..

Top of Form

 

  البيت الاول قاله السيد المرحوم (حسين مازق) ..والي برقة ووزيرالخارجية ورئيس وزراء ليبيا سابقاً ، عندما زار البيضاء وشحات ومنطقة الجبل للمرة الاخيرة قبل وفاته فى بنغازى في سنة 2006..اما الباقي فهي من بقية شعراء اخرين  امثال الشاعر بولطيعة علي عبد الله ولا اذكر اسماء الاخرين . 

   عن الكبير المسمى فالمقصود هنا ..الملك ادريس السنوسي رحمة  الله عليه ...وهذا ما ذكره المرحوم حسين مازق شخصيا قبل وفاته ..فى بيته فى بنغازى عندما ذكر له احد اعمامي القصيدة وهو على فراش المرض فى سريره عند زيارتنا له في بنغازي (سيدي احسين ) ..تذكرتها البارحة عندما كنت فى منطقتي فرشيطة وبلغرا  التى بها اهلي واعمامي ومكان ميلادي ومراتع الصبا ...رحم الله الجميع ..وحفظ الله الوطن ....



 

 

الجمعة، 31 أكتوبر 2025

مواهيم الجبل ....

 إبراهيم حميدان

  يواصل الكاتب والباحث الدكتور محمد محمد المفتي إبحاره في مجال التاريخ الاجتماعي الليبي، هذا المجال الذي أحبه وانشغل به منذ سنوات طويلة عبر كتابات حملت تأملاته وقراءاته وتحليلاته للمجتمع الليبي، وقد قدم للمكتبة الليبية في هذا المجال أكثر من عنوان: "هدرزة في بنغازي: هوية المكان الجميل"، "دكان الشايب أو هدرزة في السوق"، "الأيام الطرابلسية"، "سهاري درنة"، "مدينة وراء الأفق: مجتمع المرج القديم" وأخيرًا كتابه الجديد الذي نعرض له اليوم "مواهيم الجبل: التاريخ الاجتماعي للجبل الأخضر"(1)

الكتاب الجديد يمزج الأدب والذكريات والتاريخ وعلم الاجتماع، ويسعى إلى تقديم الجبل الأخضر للقارئ الليبي والقارئ العربي، بلغة تقوم على الإيجاز والتكثيف، وتنأى عن التعقيد والإبهام، فهو يقدم كتبه للقارئ العام المهتم بمعرفة المجتمع الليبي، وأحواله، وما شهده من تغييرات في البيئة الجغرافية وفي العادات والتقاليد. ولأن الجبل الأخضر جزء من البادية الليبية الآخذة في التلاشي أمام زحف الحياة الحضرية، كما يقول الكاتب، من المسكن الخرساني المؤثث إلى الشارع الذي غزته السيارات والتلفزيون والمصرف إلخ فقد رأى الكاتب أن يعمل على توثيق ماهو في طريق التلاشي ص13

    ولكن لماذا مواهيم؟

هي شعاب ووديان وغيطان يقول المفتي، ويضيف: وربما شجرة خروب استظل بها ذات يوم الراحلون. هي شيء أقل من الأطلال لأن البدو لا يشيدون منازلا [منازلَ]*، وإنما ينصبون خيامًا أو بيوت شعر. المواهيم هي كل ما يوحي بالذكرى والعودة لاستكشاف مكان غائم الملامح. ربما هي لا تزيد عن خلاء صامت أو سفح وادي [وادٍ]*، أو فضاء مفتوح بين أشجار غابة.. لكنها تُشعل الذهن وتستدعي عواطف الحنين والحب. ص8

من المستشفى إلى السجن

يسرد المؤلف علاقته بالجبل الأخضر، فقد ساقته الأقدار ليعمل طبيبًا هناك عقب تخرجه وعودته للبلاد من بريطانيا في صيف 69، ورغم أنه لم يبق سوى ثلاث سنوات بالبيضاء إلا أن علاقته بالجبل الأخضر لم تندثر بل بقيت واتصلت، ربما ساهم في ذلك أن المؤلف اعتقل مع أبناء الجبل الأخضر في قضية سياسية أوائل السبعينيات وعاشرهم في السجن لعشر سنوات أخرى (1973-1984)، ففي مستشفى البيضاء أوائل السبعينيات حين باشر عمله هناك كون مع آخرين في قطاع الصحة فريق عمل أهم ما ميزه حرصه على الصالح العام، خلال شهور افتتحوا مراكز صحية في المدينة، وأوصلوا أطباء مقيمين إلى عدد من القرى، ومستوصفات بها ممرضون ثابتون في أخرى، وافتتحوا مدرسة لمساعدة الممرضات بمستشفى البيضاء، وعندما زاروا منطقة الدخلة وجدوها مجرد غوط بائس صورة أقرب للقرون الوسطى فأنشأوا مستوصفًا بها، وطلب المقيمون مدرسة فقام الطبيب الشاب محمد المفتي بالاتصال بمدير التعليم بتعيين مدرس وقام فريق الصيانة بالصحة بتشييد ثلاثة براريك: مستوصف وفصل دراسي وغرفة للمدرس والممرض، لكن القذافي عندما علم بكل هذا استبعد الفعل الخيري للمبادرة واعتبر ما قاموا به ضربًا من الدعاية السياسية جديرة بالعقاب فاعتقل المفتي ورفاقه وبقي معهم في السجن عشر سنوات.


الجغرافيا والعلاقات الاجتماعية

   الجبل هبة السماء، هضبة مرتفعة مطلة على البحر المتوسط، ولذا، تحظى بمنسوب عالٍ من مياه الأمطار، مياه تسقي غطاءها النباتي من الأشجار كما تسمح بزراعة الحبوب، وفي حياة البادية يشكل الماء العنصر الأساسي للحياة، للشرب وسقاية الحيوانات بالدرجة الأولى. سقوطها موسمي، وهذه الحقيقة كانت لها انعكاساتها على البنية الاجتماعية وإيقــاع الحياة بالجبل عبر العصور. فالأمطار موسمية ولتعويض جفاف الصيف يرحل أهل الجبل جنوبًا في الصيف لسقاية أغنامهم من مياه البحيرات الموسمية (البلط) في جنوب الجبل. ومنذ قـديم العصور قادت هذه الحركة الموسمية إلى تأسيس مبدأ الملكية الجماعية للأرض والماء، وظهرت القبيلة كمنظومة دفاعـية، ويقتبس المؤلف فقرات من كتاب الجراب لأحمد يوسف عقيلة، وأخرى من كتاب الرحالة الإنجليزي هاملتون الذي زار القبة منذ قرن مضى ويستشهد بمذكرات عمر المختار الوافي لكي يقدم لنا مشاهد مختلفة عن الحياة في الجبل خلال فترات متباينة.

يصطحبنا المؤلف في رحلة يعرفنا من خلالها على الجبل الأخضر: الجغرافيا والناس. المرج التي تبعد مائة كيلو متر عن بنغازي، يسرد تاريخها القديم والحديث كما وصفها الرحالة والمؤرخون وأساقفة بنغازي في حولياتهم، والتحديث المعماري الذي عرفته في عهد بالبو الإيطالي، كما يحدثنا عن وادي الكوف الذي ارتبط تاريخه بحركة الجهاد فقد كان عائقًا طبيعيًّا أمام حركة الغزاة الإيطاليين، يتحدث أيضًا عن قرية مسّة ويقتبس حكايات عنها مما كتبه عنها الكاتب الناجي الحربي ابن هذه القرية التي كانت خلال الخمسينيات منتجعًا يأتيه الملك إدريس كل صيف. يحدثنا عن البيضاء مقتبسًا من مدونة ابن هذه المدينة الكاتب د .مفتاح بوعجاج، يتحدث عن شحات قورينا، وسوسة.

   وفي فصل حمل عنوان (بالجودة.. الجبل كمجتمع) يتطرق إلى حياة الناس في البادية قديمًا التي يقول عنها إنها ظلت قريبة مما هي عليه الحياة طيلة القرون الماضية من حيث المسكن والملبس والطعام ومصدر الرزق وهو الرعي وزراعة الغلال الموسمية، لكن مجيء الطليان رافقه أيضًا مد الطرق وشبكات التلغراف وتحديث المدن وتأسيس الإدارة، فضلًا عن دخول شتى السلع المصنعة ذات التأثير الاجتماعي مثل الكيروسين والدراجة والسيارة والكهرباء، كما قاد الغزو الإيطالي إلى حراكات بشرية هائلة نتيجة انتقال المجاهدين إلى جبهات القتال، أو الهجرات إلى مصر والجزائر وتشاد أو الاقتلاع الجهنمي إلى معسكرات الاعتقال في صحراء العقيلة، ساهمت كل تلك التطورات والعلاقات الجديدة في إذابة الحواجز القبلية، من عزلة، وتعصب، وشكوك وربما ثارات قديمة، ونمت بالمقابل أواصر الترابط بالجوار أو المصاهرة ومن ثم الإحساس بالهوية المشتركة بين أبناء الوطن.

يتطرق في هذا الفصل أيضًا إلى تأثر حياة الناس بمصدر الرزق في البيئة الليبية، ففي القرى الساحلية والواحات توجد البئر التي تتوفر بها مياه جوفية قريبة نسبيًّا، ما يؤدي إلى انتشار الزراعة التي تقود إلى الاستقرار والملكية الفردية، ويصبح الارتباط بالمكان أهم من الارتباط بالجماعة والقبيلة، ويتراجع دور شيخ القبيلة.

 أما في البيئة التي يقل فيها الماء فتعتمد الحياة على الرعي والزراعة الموسمية ويسود الترحال البادية، كما يظهر نمط الملكية الجماعية للأرض، وبالتالي يهيمن نمط القبيلة كنظام اجتماعي.

     يتطرق أيضًا إلى موجات الجفاف والمجاعات والأوبئة التي عرفتها البيئة الليبية ما أدى إلى الهجرات المتتالية من طرابلس شرقًا ومن برقة نحو مصر النيل، أيضًا الحروب القبلية التي كانت تندلع بين القبائل حول ملكية الأراضي.


المحافظية

   عقب وصول الفاشست إلى الحكم في إيطاليا، تجددت المقاومة الوطنية المسلحة سنة 1923 في الجبل الأخضر بقيادة عمر المختار، متمركزة في أحراش وادي الكوف، وعُرف مجاهدو الجبل الأخضر بقيادة عمر المختار باسم "المحافظية" وكانوا ينتظمون بما أسموه الأدوار، تميزت المحافظية بامتلاكها هيكلًا تنظيميًّا، وبأن قيادتها لم تكن قبلية، وتبنيها إستراتيجية هجومية متواصلة لا تنتهي بانتهاء المعركة.

مع تزايد إحباط قيادات الغزو الإيطالي، أدركوا الدور الخفي للأهالي في دعم المجاهدين في الجبل الأخضر، فقرروا حرمان المجاهدين من حاضنتهم الاجتماعية وذلك بترحيل البدو إلى فضاءات صحراوية في العقيلة والبريقة وسلوق التي استقبلت ما يربو على مائة ألف شخص، لقي ثلثهم حتفه هناك. وثقها الشاعر الشعبي في ملحمة شعبية عبر قصيدته "مابي مرض غير دار العقيلة".

حركة المقاومة التي قادها عمر المختار ضد الغزو الإيطالي 1923- 1931 تبقى الحدث الأبرز الذي يربط الجبل الأخضر بتاريخنا الوطني، فقد ظل الجبل شبه جزيرة معزولة باستثناء بناء الزاوية البيضاء في عام 1854 التي كانت بداية تأسيس الطريقة السنوسية.

يتطرق المؤلف إلى الجبل الأخضر خلال نهاية الثلاثينيات حين بسط الإيطاليون نفوذهم على كامل التراب الليبي وحققوا الجزء الأكبر من أحلامهم الإمبراطورية بتوطين عشرات الآلاف من فلاحي صقلية.

   وكانت المرج قد أصبحت مركزًا للمشروع الاستيطاني الاستعماري لتوفير المراكز الخدمية بما فيها مخازن الغلال ومحطة السكة الحديد والكنيسة والسينما والمدرسة فضلًا عن سوق مركزي وإدارات المنطقة. وتم بناء 14 قرية بالجبل خلال 6 أشهر تميزت بمعمارها الذي استند إلى آخر الصيحات الفنية العالمية.

   يستند المؤلف إلى رواية المرحوم عبد الرزاق شقلوف وهو يسرد انعكاسات أحداث الحرب العالمية على سكان الجبل الأخضر، ويتابع تطورات الحرب وأوضاع الليبيين خلالها وتواصل الملك إدريس مع الإنجليز ضد الإيطاليين، ويتطرق إلى البيضاء بعد الحرب والتعليم عام 1949 كما يصفه الدكتور نقولا زيادة نائب مدير المعارف في برقة إبان حكم الإدارة البريطانية.

  يتناول المؤلف أيضًا زلزال المرج في 21 فبراير 1963 نقلًا عن شاهد عيان، كما يتطرق إلى الجبل الأخضر في عهد المملكة، القبائل التي كان لها حضور خاص في هذا العهد، وتحديدًا البراعصة، وسعي الملك إلى تأسيس عاصمة في هذه المنطقة تيمنًا بما فعله جده، ولجمال الطبيعة ولوقوعها في أراضي قبيلة البراعصة الموثوق بها. اكتشاف النفط الذي رافقه بداية الفساد، ومحاولة انقلاب الأطيوش، وأحداث الطلبة في يناير 64، وأزمة القواعد الأجنبية، وانقلاب سبتمبر 69، وحكم أربعين سنة، وعلاقة القذافي بالجبل الأخضر، ويختتم بثورة فبراير في الجبل ومظاهرات البيضاء ومعارك شحات ومطار الأبرق ..

    هي إذًا رحلة علمية في الجبل الأخضر، يأخذنا عبرها المؤلف في هذا الكتاب الممتع والزاخر بالمعلومات والأحداث والوقائع والحكايات، بعضها تستعيده ذاكرته حين عاش سنين هناك، وبعضها الآخر يوظف فيه شهادات الآخرين أو ينقل عن كتب وكتاب ليبيين وعرب وأجانب، يرفقها بصور توثق لتلك الأحداث، فالصورة وسيط معرفي وإعلامي قد يفوق النص المكتوب أحيانًا، ويقدمها بسرد تميز بالسلاسة والتكثيف، وبمنهج علمي نقدي تحليلي يوظفه الكاتب وهو يصوغ تأملاته في علاقة الإنسان بالبيئة من حوله، وتحولات المجتمع والمكان عبر الزمن في هذه المنطقة الجميلة والراسخة في الوجدان الليبي، بتاريخها النضالي وغنى تراثها من الشعر الشعبي وصورتها الخضراء البديعة.

1-د. محمد محمد المفتي "مواهيم الجبل.. التاريخ الاجتماعي للجبل الأخضر"، دار الجابر للطباعة والنشر والإعلان،، الطبعة الأولى، 
"منقول عن مقال للكاتب الليبي إبراهيم حميدان في 10 اغسطس 2023 بصحيفة الوسط "

السبت، 20 سبتمبر 2025

ملاحظات حول الوضع الاقتصادي في ليبيا 17 ديسمبر 1951

 

 :

(ترجمة لمئكرة السفارة الامريكية بالخصوص )

   يُعتبر هذا الشهر ذروة الأزمة الاقتصادية في البلاد هذا العام، فنظرًا لجفاف العام الماضي، لم يكن هناك ما يكفي من القمح والشعير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار هاتين السلعتين الأساسيتين بشكل كبير. في المدن التي يستهلك فيها الناس القمح أكثر من الشعير، يكون سعر القمح أو الدقيق أعلى من سعر الشعير. أما في الريف، حيث يعيش غالبية السكان، فيُعدّ الشعير الغذاء الرئيسي والأساسي، وبالتالي يكون سعره أعلى بكثير من سعر القمح.

  أمطار الغيث الغزيرة التي هطلت قبل نحو أسبوعين في جميع أنحاء البلاد، رغم تأخرها، شجعت الناس على الزراعة، وكثيرًا من البدو، بدأوا يتركون أعمالهم كعمال، والتي اضطروا لقبولها نتيجة الجفاف. أدى الميل إلى الزراعة، نتيجة الأمطار الأخيرة، إلى رفع سعر الشعير، حيث وصل سعره الآن إلى 0.70 جنيه للقنطار، وهو سعر قياسي، ونادرًا ما يتجاوز سعر الشعير 0.20 جنيه للقنطار.

   قد يتسأل البعض من أين جاء الشعير وكيف تم طرحه في السوق ليُباع بهذا السعر الجنوني المرتفع . وصل الشعير إلى السوق من مصدرين. المصدر الأول هو التجار الذين لديهم كمية معينة مخزنة من السنوات السابقة، والمصدر الثاني للطرح هو الحكومة التي، كجزء من برنامج المعونة, خصصت كمية معينة من بذور الشعير لتوزيعها على المزارعين. ومن خلال مسؤولين على التوزيع منهم أشخاص طماعين و غير أمينين ، يتم بيع جزء كبير من هذا الشعير من خلال السوق السوداء. علاوة على ذلك، فإن ما يزيد من حدة الأزمة هو أن الكمية الموزعة على المزارعين غير كافية تمامًا، حيث يتم إعطاء 15 كجم فقط من الشعير لكل رأس، وفي معظم الحالات يتم تقاسم ترتيب الرأس بين 2 إلى 4 عائلات.

   هناك ممارسة سيئة أخرى وهو ما ورد في تقارير التي تفيد بأن بعض المسؤولين الحكوميين من متصرفين والقائمين مقام يستغلون الوضع من خلال منح الشعير وغيرها من أموال الإغاثة لبعض شيوخ القبائل حتى تدعم هذه القبائل مرشحي الحكومة في الانتخابات المستقبلية.

   بما ان يتم تسجيل التاريخ أو الحوادث التاريخية في هذا البلد أو تذكرها من خلال الأحداث الكبرى مثل معارك الحرب والزلازل والأوبئة وما إلى ذلك، فمن المرجح أن يصبح هذا العام عامًا تاريخيًا ويجري الإشارة إليه في السنوات المستقبلية على أنه العام الذي يكلف فيه الشعير 0.7 جنيه للقنطار. على سبيل المثال بعد 10 سنوات يسأل الشخص عن تاريخ ميلاد ابنه فسيقول إنه ولد في العام الذي تكلف فيه الشعير 0.7 جنيه



 

** من صفحة الاستاذ عادل العنيزي Adel Aneizi    20/9/ 2025

الاثنين، 8 سبتمبر 2025

مرة اخرى وثانية وثالثة ....

 

     لو تُقاس نسبة البطالة في بلادنا ليبيا (حسب الاصول والمقاييس الاقتصادية الدولية) ، اظنّ انها لن تقلّ عن 70% ..وحيث ان ( حل المُشكل الاقتصادي) حسب النظرية الخضراء العالمية الثالثة للقذافي خلال سنوات حكمه الاربعون ، كان يضعه وينظّر له انه من ضمن الحلول الاقتصادية النهائية للمشكل الإقتصدي العالمي ، فكان لا يجب ان لا يظهر هذا الرقم بتاتاً ..فتم توزيع الليبيين والليبيات على (امانات وجهات) حكومية كمكبّات فقط ..ستجد مثلاً ان (امانة ما) كان يُفترض ان ملاكها الوظيفي العامل يُفترض ان لا يزيد عن 40 عنصر..تجد به الالاف ، وخاصة بعد منع وتجريم وتأميم القطاع الخاص ونشاطاته خلال عقود ..وجود ثروة نفطية في ليبيا وانها ثروة كل الليبيين يجعلنا اليوم بحاجة ان يتقاسم الليبيين هذه الثروة كحد ادنى لكل منهم بدون حتى ان يكون موظّف حكومي ، منعاً للعوز والاحتياج  ، والشعور بالعدالة الإجتماعية..على ان يكون هذا الحد الادنى له علاقة ببعض العوامل كعدد من يعول ، أرملة ، مربيّة ، إيتام ، خريج خالٍ عمل وعوامل إنسانية وإقتصادية كثيرة يمكن تحديدها عن طريق مختصّين ، يوضعون في جهة واحدة تسمى مثلاً (صندوق ليبيا ) ..اما من يعمل بنشاط ما حكومي ، فبالإضافة  لهذا الحد الادنى تُضاف له علاوات تختلف من وظيفة لأخرى حسب التخصّص والخبرة والمؤهل والإحتياج وحسب نوعية وإنتاجية العمل  يحدّده مختصون ايضاً ...علي سبيل ال مثال الولايات المتحدة الامريكية نسبة من يعملون في القطاع الحكومي لا تتجاوز 23% ، والباقي في القطاع الخاص ..مع وجود مؤسسات تضامن إجتماعية لمن لم يجد عمل ..او تم تسريحه سواء من القطاع الخاص او من القطاع العام ..إلى ان يجد عمل (ومن خلاله يمكن قياس نسبة البطالة بشكل واقعي ) ...لو طبقنا معايير التوظيف العام والملاك الوظيفي بشكل صحيح..فاين سيذهب الباقي ومن سيعولهم ..في فنلندا مثلاً بمجرد ان يسجل احدهم فوق الثامنة عشر كعاطل او كباحث عن  عمل يُمنح ما يُعادل  حوالي 700 دولار ،عملية الايقاف ووقف المرتبات لن يفعلها إلا العاجز عن معرفة الحلول الإدارية والاقتصادية الصحيحة لمشكلة تراكمت لسنين في بلاد جلّ ثراوتها من النفط ....