:
(ترجمة لمئكرة السفارة الامريكية بالخصوص )
يُعتبر هذا الشهر ذروة الأزمة الاقتصادية في البلاد هذا العام، فنظرًا لجفاف العام الماضي، لم يكن هناك ما يكفي من القمح والشعير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار هاتين السلعتين الأساسيتين بشكل كبير. في المدن التي يستهلك فيها الناس القمح أكثر من الشعير، يكون سعر القمح أو الدقيق أعلى من سعر الشعير. أما في الريف، حيث يعيش غالبية السكان، فيُعدّ الشعير الغذاء الرئيسي والأساسي، وبالتالي يكون سعره أعلى بكثير من سعر القمح.
أمطار الغيث الغزيرة التي هطلت قبل نحو أسبوعين في جميع أنحاء البلاد، رغم تأخرها، شجعت الناس على الزراعة، وكثيرًا من البدو، بدأوا يتركون أعمالهم كعمال، والتي اضطروا لقبولها نتيجة الجفاف. أدى الميل إلى الزراعة، نتيجة الأمطار الأخيرة، إلى رفع سعر الشعير، حيث وصل سعره الآن إلى 0.70 جنيه للقنطار، وهو سعر قياسي، ونادرًا ما يتجاوز سعر الشعير 0.20 جنيه للقنطار.
قد يتسأل البعض من أين جاء الشعير وكيف تم طرحه في السوق ليُباع بهذا السعر الجنوني المرتفع . وصل الشعير إلى السوق من مصدرين. المصدر الأول هو التجار الذين لديهم كمية معينة مخزنة من السنوات السابقة، والمصدر الثاني للطرح هو الحكومة التي، كجزء من برنامج المعونة, خصصت كمية معينة من بذور الشعير لتوزيعها على المزارعين. ومن خلال مسؤولين على التوزيع منهم أشخاص طماعين و غير أمينين ، يتم بيع جزء كبير من هذا الشعير من خلال السوق السوداء. علاوة على ذلك، فإن ما يزيد من حدة الأزمة هو أن الكمية الموزعة على المزارعين غير كافية تمامًا، حيث يتم إعطاء 15 كجم فقط من الشعير لكل رأس، وفي معظم الحالات يتم تقاسم ترتيب الرأس بين 2 إلى 4 عائلات.
هناك ممارسة سيئة أخرى وهو ما ورد في تقارير التي تفيد بأن بعض المسؤولين الحكوميين من متصرفين والقائمين مقام يستغلون الوضع من خلال منح الشعير وغيرها من أموال الإغاثة لبعض شيوخ القبائل حتى تدعم هذه القبائل مرشحي الحكومة في الانتخابات المستقبلية.
بما ان يتم تسجيل التاريخ أو الحوادث التاريخية في هذا البلد أو تذكرها من خلال الأحداث الكبرى مثل معارك الحرب والزلازل والأوبئة وما إلى ذلك، فمن المرجح أن يصبح هذا العام عامًا تاريخيًا ويجري الإشارة إليه في السنوات المستقبلية على أنه العام الذي يكلف فيه الشعير 0.7 جنيه للقنطار. على سبيل المثال بعد 10 سنوات يسأل الشخص عن تاريخ ميلاد ابنه فسيقول إنه ولد في العام الذي تكلف فيه الشعير 0.7 جنيه.
** من صفحة الاستاذ عادل العنيزي Adel Aneizi 20/9/ 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق