ما اجمل الاستماع والعيش مع العيش و الملح ...متاع زمان
مدونة شخصية بها مقالات واراء قديمة منذ عام 2009 وحتى الان ..سياسية ثقافية علمية إجتماعية تاريخية ..
بحث في هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 7 سبتمبر 2013
الأربعاء، 4 سبتمبر 2013
كلمات -1 27/8/2010
مفتاح
بوعجاج ـــــ
ذكرتني الكاتبة بدرية البشر فى إحدى مقالاتها
الجميلة بمقالة لعميد الأدب العربي طه حسين رحمه ورحمنا الله بعنوان (كلمات) بها
رواية عن لطفي السيد يذكر فيها ان السيد لطفي السيد قرر أن يترشح للانتخابات عن
دائرته في قريته ،ولكن الخصوم المضادين له والذين لا يريدون له النجاح سبقوه إلى
قريته واجتمعوا بأهل القرية وحذروهم من انتخاب هذا اللطفى لأنه (ديمقراطي ؟؟ ) لا
يصلح ليكون مندوبا لهم ...فسألوهم أهل القرية :(يطلع أيه دا الدمكراتى ده ؟؟)
فأجابوهم بأن هذا هو( اللي بيخللى مراته تمشى مع حد غيره) فغضب أهل القرية واكفهرت
وجوههم وغضبوا على هذا اللطفى الذي أراد أن يخدعهم وهو إنسان (دمكراتى) ليس لديه شرف ولا أخلاق !!...ولكنهم اتفقوا على مواجهته
بهذه الحقيقة الديمقراطية البشعة عند حضوره إليهم ليقطعوا الشك باليقين ..وفعلا
عند حضوره خطب فيهم السيد لطفي السيد شارحا لهم برنامجه الانتخابي لخدمة القرية أو
النجع من فتح مدارس وتوفير الخبز بأسعار مناسبة وتوريد آلات زراعية حديثة وتوفير
المياه وحفر أبار وبناء بيوت حديثة.. ولكن كل هذا لم يكن يهمهم بقدر ما كان يهمهم
الانتهاء من هذا الكلام (الفارغ؟؟) ليسألوه
عن ما كدّرهم وأحزنهم وهم يفكرون في كيف خدعهم هذا الرجل ، وفعلا بمجرد الانتهاء
من كلامه وقف رئيس القوم وسأله :) الا يا لطفي باشا ،أصحيح زى ما يقولوا عنك انك إنسان
دمكراتى؟) وفعلا فرح لطفي السيد وامتلاء حماسا وفرحا وأجاب قائلا (نعم أنا
ديموقراطى وافتخر بأنني ديموقراطى) فما كان من القوم الا ان حملوا كراسيهم التي كانوا
يجلسون عليها وضربوا بها هذا (الديوث في رأيهم).
أيضا أنا بدأت أتذكر هذه القصة فى الفترات الأخيرة
عندما عجزت تماما عن إيصال أية فكرة حضارية لمن أتحدث أليهم ليس لخوض أية انتخابات
اوتصعيد لا سمح الله ..وانما للحديث عن أصول التنمية والحداثة والتطوير والتخطيط بالأساليب
العصرية الحديثة وخاصة فى مجال التنمية البشرية والمكانية والاقتصادية ، ويبدو ان
هناك أقواما آخرين كانت لديهم القدرة على التسلل لهولاء القوم وتعبئتهم ضد هذه الأفكار(
الديمقراطية) الخبيثة!!..
عندما
جاء المستوطنون البيض للاستيطان فى أمريكا الشمالية فى الفترات الأولى من
اكتشاف تلك الاراضى وجدوا أمامهم السكان الأصليين من قبائل الهنود الحمر الذين
قاوموا هؤلاء الغازين بكل قوة والذين كانوا يرغبون فى احتلال أراضيهم ..فما كان من
الغازين الا أن التجئوا إلى حيلة فطلبوا التحادث مع شيخ الهنود وافهموه بأنهم قدموا
بناءا على تعليمات وموافقة من السماء وأشاروا إلى الأعلى ذاكرين أن من أرسلهم قال
لهم بأن من يمانع ويقاوم سيحجب عنه هذا الإله، الشمس، خلال يومان ويجعله يعيش في
الظلام ..والمستوطنون التجئوا الى هذه الخدعة لأنهم كانوا يعلمون بأنه في اليوم التالي
سيكون هناك كسوفا شمسيا بناءا على معلومات علمية تحصلوا عليها من علماء الفلك
الذين كانوا يرافقونهم وهى كانت عادة
علمية متبعه من المستعمرين حيث كانوا في معظم الأوقات يجلبون معهم فرقا علمية
متخصصة فى جميع المجالات ليستعينوا بهذه الدراسات فيما بعد وتساعدهم على تدوين
البيانات العلمية لاستعمالها فيما أتوا من اجله وحدث هذا قبل وعند حضور الطليان
الى ليبيا في بداية القرن العشرون وكذلك مع الحملة الفرنسية إلى مصر والحملات
الانجليزية فى الهند والصين.
وفعلا ما إن حضر اليوم الثاني حتى بدأت الشمس
تغيب فى عز النهار وبدأت الدنيا فى الظلام فما كان من الهنود الا ان حضروا مسرعين
يستجدون هؤلاء الغازين للدخول حتى يرضى عنهم من فى السماء ولا يزيد فى حجب السماء
وضوء الشمس الذى بدأت بعدها فى الرجوع شيئا فشيئا مما جعل الهنود يصدقون ما قاله
لهم هؤلاء الغازين ويطلبون منهم الرضا والعفو فاتحين لهم بلادهم وأرضهم .
قد يقول قائل بأن هذه الأحداث حدثت قبل تقدم
العلم وتقنية الاتصالات والمعلومات وقد لا توجد ألان ..ولكن الأمر المحزن هو أننا
نلمس فى كل يوم غياب وعدم فهم معاني لكثير من المصطلحات الحضارية والتاريخية
والاجتماعية والاقتصادية مثل معاني الليبرالية *العولمة*القطاع الخاص*الدستور*الحريات
الشخصية* احترام الرأي والراى الأخر ...بل وحتى وصل الأمر غالى فلب مفهوم الديمقراطية
والحرية ليكون معنى للاستسلام وضعف الشخصية والانحلال عند البعض وإنها أصبحت فكرة
مستهجنة لا تصلح لنا وما يصلح لنا عندهم هو العكس ، اى العصا الغليظة وما يتبعها...متناسين ان معظم شعوب العالم التي
تتبع هذا النسق هى تلك الشعوب التي انتصرت ووفرت الغذاء والكساء والدواء لها
ولغيرها بل وفاض إنتاجها لتتحول الى مساعدات إنسانية وقت كوارث شعوب وبلدان العصي الغليظة
.بل وحتى استبدال تلك المصطلحات بمصطلحات أخرى تؤكد هزيمة الثقافة الحديثة بمعناها
الحضاري والتقدمي والانسانى عند شعوبنا مما كان له في نظري ونظر الكثيرين انتشار
ثقافة التطرف والكراهية والعنف ومحاولة
العودة بنا إلى ثقافة عهود سلفية لم تعد
تتمشى مع احتياجات العصر الحديث .
27/8/2010
كلمات -2 08/09/2010
__________
مفتاح
بوعجاج
في بلادنا ذات الستة مليون نسمة أو يزيد ، وحيث
إننا معجبون بالرقم المليوني، يبدو أن هناك مليون رأى ووجهة نظر في أمور يفترض ان
بكون الرأي فيها موحدا لأنها من ذات الأمور المطلوبة للبنية الأساسية اى الأصول
وليست فروعا.. ،إن تحدثت عن السياسة وتنوع الأنظمة السياسية في العالم تظهر لك تلك الآراء
في شكل قاطع وغير قابل حتى للاستفسار ، فهذا يفضل النظام الديموقراطى النيابي وذاك
يقول أن النظام الامريكى الرئاسي هو الأفضل وينبرىء احدهم بالقول أن النظام الاشتراكي
اليساري أفضلهم ويعرج بك الآخر على النظام السويدي وبشكل مؤدب يهمس لك احدهم بأن
الآخرين لا يفهمون شيئا حيث يصّر على أن النظام الملكي البريطاني أفضلهم جميعا،،
ويهز احدهم رأسه هازئا بك وبأفكارك ليقول لك أن الإسلام هو الحل ,, ولا تستطيع بل تخاف من ردة الفعل أن تسأله عن اى إسلام
يتحدث في الحكم ؟؟هل هو مثل ما يجرى في إيران أم الذي تنادى به طالبان أم هو ما
ينادى به السلفيون أم الوسطيين أم شباب
الصومال الذين قاموا بتحريم مشاهدة مباريات كأس العالم بل قتلوا مجموعه منهم كانوا
المساكين يتفرجون بكل براءة على تلك المباريات أم إسلام الأخوان أم السنة أم ألشيعه أو الخوارج أم المعتزلة أو
المرجئة أم العباسيين أم الأمويين أم حكم الأندلس ام التجربة التركية.. وتظل تعّدد
بأدب وحياء خوفا من اتهامك بالكفر..؟؟ ..وبكل قوة مستندا على واقع الحال والأحوال
ينظر أليك احدهم نظرة المستخف بك وبوطنيتك وبمعلوماتك وبعدم فهمك ويقول لك بكل قوة
:انه النظام الجماهيري نظام سلطة الشعب أفضلهم
وان لم يرى منك بوادر التسليم بالأمر والإذعان أو حتى بوادر لبعض الاستفسارات ، قد
يحاول الإبلاغ عنك لدى الجهات المعتبرة بأنك غير فاهم.. وعندما تسأله لتغيير الموضوع قصد السلامة، عن أن
لديك صديقا يعانى من مشكلة سكن فهل هناك وسيلة للحصول على سكن بحكم علاقاته وإيمانه
..فيرد عليك متأففا : ألا تعلم أن الحل موجود في مقولة (البيت لساكنه) ؟ فتضطر
للاعتراف بأن ذلك لم يخطر على بالك!!... وًًٍٍَُِِيعلى
احدهم صوته عليك بقوله الاتفهم أيها الرفيق ؟ :أن النظام الماركسي الشيوعي لهو أفضلهم
وعندما تستفسر منه عن سبب سقوط الأنظمة الماركسية الشيوعية يرد عليك مكشرا عن أنيابه
العاجية الجميلة التي تم تركيبها في عيادات ايطاليا وليس في موسكو:النظرية ممتازة
ولكن الخطأ في التطبيق!!! ،وان تحدثت عن
الاقتصاد ستظهر تلك الألغام تكاد تنفجر فيك واحدة تلو الأخرى فأحدهم يتلو عليك
نظريات ادم سميث و يظل يردد بقوة وبصوت عال مؤشرا بيديه إلى الأمام ثم إلى الخلف (دعه
يعمل ودعه يمر)، والأخر يتلو عليك ما قاله فريدمان ثم يتلوه أخر بما فعل كينز في
الثلاثينات من ضرورة تدخّل الدولة في تنظيم الأنشطة الاقتصادية ،ويدلك احدهم على
ضرورة إتباع توصيات صندوق النقد الدولي. وينقلك أخر إلى النظرية الاقتصادية في بلادنا والتي لم ينجح مفسروها حتى ألان في
الترسية على بر من البراري فقد نقلونا من اشتراكية الثمانينات حين كانت الدولة
تبيع في الكسبر و المعدنوس والموز(بعد الإفراج عنه) وعالات الشاهى إلى رأسمالية القرن الحديث والتي تجاوزت حتى عن
ما نّظر به الاقتصادي ادم سميث ، حيث أصبحت
الدولة تبيع في مؤسساتها وشركاتها ومصارفها إلى من يشترى حتى وان كان أجنبيا,,
ويعطيك احدهم دراسة اقتصادية عن (ليبيا الغد) فتقرأها يمينا وشمالا ومن الأعلى للأسفل ومن الأسفل للأعلى فلا تفهم
شيئاّّ وتكتشف أنها عبارات إنشائية أكثر منها اقتصادية بحيث تحتمل كل أوجه التفسيرات
وتكون صالحه لكل زمان ومكان ولجميع التأويلات !! كما لن تجد أية نظرية اقتصاديه او توصيات من
مؤتمر علمي يوصى بتجميع ألاف البشر في مجمعات ومعسكرات لمعرفة الحي من الميت
والمزور من الحقيقي والكبير من الصغير إلا إذا كانت نظريات صدرت ما قبل التاريخ
وقد ظنها البعض أنها مقدمة لإجراءات الحكومة الالكترونية التي سمعنا عن قرب انعقاد
مؤتمرات وندوات بخصوصها!! وبينما تحاول أنت
أن تشرح له مشكلة الحاج فرج الذي يعول أسرة وتم تحويله إلى المركز الوطني الذي تم إلغاؤه
وان ملفه قد ضاع ومرتبه ضاع معه ولا يعرف لمن يلتجئ لان لا صاحب ولا مكان له في
العزيزية وانه لا مال ولا فزّاعة كما عبّر الشاعر مراد ، فيرد عليك بأنه بإمكان
الحاج فرج حضور الندوة المزمع عقدها عن (الأزمة المالية العالمية)في الأيام
القريبة القادمة والتي سيحضرها ودعي أليها الكثير من البحاث والمتخصصون ويمكن من
خلالها عرض مشكلته المحلية أو أعداد ورقه علمية عن المشكلة فتحاول أن تشرح له أن
الحاج فرج باحثا عن مرتبه وليس باحثا علميا!! .. وبينما أنت تحاول ان تجد مبررا لنسبة البطالة
في دولة نفطية عدد سكانها قليل تفاجأ بإعلان عن احتفال سيقام قريبا لإنشاء مركز
للدراسات الاقتصادية الاسترتيجية يحضره لفيف من العلماء من دول العالم خصصت له
ميزانية مقتدرة..لدراسة مشاكل أفريقيا الاقتصادية وورشة عمل جانبية عن قرب انهيار
الاقتصاد الامبريالي الامريكى!! وفى غفلة
من هؤلاء كلهم وبدون حتى فهم ماذا يدور وبدون حتى اطّلاعه اوفهمه لتلك النظريات او
حضوره المؤتمرات أو الندوات الاقتصادية وفى غفلة من المخططين الاستراتيجيين، تسلل
المواطن الليبي البسيط بكل جسارة إلى دولة الصين وأصبح يستورد منها كل ما يحتاجه
السوق اللبيى وبجميع المواصفات الرديئة منها والجيدة !.. وعندما تأتى إليك محتاجة ليبيه تستفسر عن أنها
جاءت تبحث عن من يساعدها في الحصول على مساعدات لأسرتها التي توفى عائلها إلا أنها
لم تجد أحدا لان الجميع غير موجودين فالبعض منهم سافر إلى غزة المحاصرة مع مساعدات
غذائية وطبية والبعض الأخر سافر لحضور مؤتمر دولي عن كيفية مساعدة الفلسطينيون المحاصرين
في غزة ,,,أما البقية الباقية فقد سافرو جوا لنقل معونات إلى موريتانيا فتطلب منها
الصبر والانتظار..
ويا
ويلك إن أنت تكلمت عن مباريات كرة القدم ومن فاز ومن خسر وكيف تم اختيار المنتخب الوطني
وعن الدوري الاوروبى وعن الدوري المحلى وتبدى إعجابك بأحد الأهداف وطريقة حصوله أو
احد اللاعبين رأيته بالصدفة وعن مباريات كأس العالم حتى تثبت لهم انك تفهم بالكرة ، فأنك ستفاجأ بألغام
لاحصر لها تجعلك تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهك دون خسائر لأنك لا تفهم شيئا عن ما
يدور بكواليس كرة القدم ...وعندنا تعرج على موضوع البيئة متحدثا عن أشجار
العرعار(الشعرة) التي أصابها الجفاف وعن الأرض القبلية( مشتقة من القبلة وليس من
القبيلة) التي تصحّرت وعن الجفاف عموما أو متحدثا عن تناقص كميات المياه الجوفية
وضرورة الانتباه إلى ذلك وعن أكياس البلاستيك التي ملئت الأرض والسماء وعن القمامة
التي ملئت الأرض والسماء أيضا:الأرض بالقمامة والسماء بدخانها بعد حرقها .. عندئذ
يتدخل احد الخبراء ويطلعك على دراسة تمت عن طريق خبراء أجانب عن كيفية الحفاظ على
السلاحف وعجول البحر ودراسة أخرى عن تأثير حرق المواد الهيدروكربونية على طبقة
الأوزون ويدعوك لحضور مؤتمر علمي قد يعقد
قريبا عن التأثيرات المناخية على إنتاج
بيض السمك(الكافيار) ، وندوة أخرى
عن كارثة خليج المكسيك بعد انفجار بئر تابع لشركة ألBP وعن تأثير ذلك على البيئة المحيطة فى ذلك الخليج
وعن مدى تسيّب وإهمال الحكومة الأمريكية في المحافظة على بيئة بلادهم !! .. وبينما
أنت تحاول أن تجد عاملا مشتركا بين هذه الأمور يفاجئك احدهم بأن الحل الجذري
لمعالجة البيئة وترطيبها هو مشروع نقل مياه البحر إلى الصحراء عن طريق حفر قناة
بالخصوص ,
وعندما
تبدى رأيك بخصوص الزراعة يظهر لك العشرات بأراء مختلفة فهذا يشجع زراعة القمح
والشعير والأخر يشجع الزيتون وبعضهم يقولون بضرورة إشراك المؤسسات الدولية
والجامعات لدراسة الجفاف بينما يتأسف البعض على ضياع حيوانات اللاما التي رأيناها أتت إلى مشروع
منتزه وادي الكوف وتم استيرادها خصيصا من أمريكا الجنوبية ثم اختفت واختفى معها
المشروع ، ويتأسف بعضهم على ضياع ثروة السلاحف التي يتم تهريبها إلى مالطا والذي
سيؤثر على التنوع البيئي!! ويأتي احدهم ويرفع صوته بقوة متحديا الجميع بأن هذه الأرض
لا تصلح للزراعة بتاتا ويجب ان تكون بلادنا معبرا تجاريا لاغير وان لديه دراسة
علمية بالخصوص ، وتناسى انه قد التهم في الأيام الماضية برتقالا طرابلسى وتفاحا من
الجبل وكرموسا من ألحنية وهندي وعنب من شحات واشترى زيت زيتون من إنتاج معصرة في
مسلاته وتمر جالو مع كميات من طماطم اوجلة واحضر له احدهم رمانا من إنتاج وادي
درنة وأوصى احد أصدقائه بالبحث عن رب تمر الساحل ونسى أيضا عناقيد عنب الزويتينة
الذي ينبت فى عز الرمال ، التي كانت هي تحليته فى الليلة الماضية وهو يتناول
الزميتة والبازين المعمولة من الإنتاج المحلى !!.. ويصر احدهم على ان ايطاليا عند
احتلالها لليبيا كانت تخطط لجعل منطقة سهل المرج سلة غذاء ايطاليا من الحبوب ,,وعندما
تحاول أن تجد حلا ورأيا سديدا بالخصوص تلتفت فترى مزارعينا يبيعون الهندي والعنب والكر
موس والتفاح والانجاص والعوينة والطماطم وبال
التبن والقمح والشعير المحلى في سوق شعبي بسيط يفتقر إلى ابسط الخدمات البلدية
ومحاطا بمياه المجارى.. ولا يعلمون عن هذه النقاشات شيئا وهم يعتقدون أن هذا
الحديث والنقاش إن سمعوه يخص كوكبا أخر أو بلادا بعيدة ..وعندما أصيبت أشجار
التفاح بدودة ثمرة التفاح(حفار الساق) ظل المزارعين يبحثون عن الدواء الخاص بذلك
ولكنهم لم يجدوه ، وبعيدا عن اى أبحاث أو ندوات علمية بالخصوص اجتمع مجموعه منهم مفترشين
الأرض وتناقشوا في الموضوع وتوصلوا إلى أن الحل هو بنزين وقطن وتل ظنا منهم انه هذا هو العلاج بالتقنيات الحيوية الذي
سمعوا عنه في الإذاعة في توصيات المؤتمر العلمي العالمي الذي انعقد بالخصوص.ويسألك
احدهم عن امكانبة الحصول على توصيات مؤتمر المياه في القارة الأفريقية والذي انعقد
في ليبيا لعله يجد فيه ما يشير إلى معالجة مشكلة انقطاع المياه عن حيه بحواشين
النوّاب منذ أكثر من سنة!!
يقال
أن جحا وابنه الصغير سافرا إلى مدينة أخرى فقام جحا بوضع ابنه الصغير على ظهر
الحمار وقام هو بالمشي أمامهما ماسكا الحبل المربوط برأس الحمار ويقوده فمر على
مجموعه من الناس جالسين يتهامسون وحين مر من أمامهم سمعهم يقولون: سبحان الله أن
جحا لا يفهم ! لماذا لا يركب هو على ظهر الحمار ويترك ابنه يقودهما فأبنه صغير وهو
كبير ومسن ؟؟...وما ان توارى عنهم حتى انزل ابنه الصغير وأمره أن يقود الحمار وركب
هو بدلا من ابنه الصغير.. فما إن مر على قوم آخرين جالسين حتى سمعهم جحا
يتهامسون:أمّا هذا رجل أهبل ؟؟..يقوم هو بالركوب على الحمار وهو رجل كبير قادر على
المشي ويترك ابنه الغض الصغير يمشى على رجليه ويقود الحمار؟؟ ...وبعد أن توارى
عنهم نزل جحا من على ظهر الحمار وأمر ابنه أن يقوما معا بحمل الحمار وما إن مر على
قوم آخرين حاملين ذلك الحمار حتى ضحكوا من ذلك المنظر وهم يقولون: لماذا يا جحا
تقوم بهذا العمل الغبي؟ ..يا رجل أعقل أما أن تركب أنت أو يركب ولدك على الحمار
فما تفعلونه هو فعل الأغبياء!! ..
مفتاح بوعجاج
فى 8/9/2010 ..تم نشره فى مواقع (ليبيا جيل) و(ليبيا وطننا) وعدد من
المواقع الاخرى التى كانت تعمل خارج الوطن
....
كلمات-3
(يسألونك عن التخلف) 25/9/2010
مفتاح بوعجاج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة لست الأول ولا الأخير الذي تحدث
وسيتحدث عن الإشاعات والخرافات(بل أصبحت حقائق عند الكثيرين) بخصوص ما أثير في
تجمعاتنا في أفراحنا ومعازينا وما أكثرها هذه الأيام(وخاصة وفيات الحوادث
والمواليد) بسبب تلك المكالمات الهاتفية القاتلة والتي استهدفت فقط الشعب الليبي
دون غيره والتي قيل أن بسببها قد سقط ومات العشرات بعد تلقيهم مكالمات غامضة من
دول الاتحاد الافريقى،، وهم موجودون بثلاجات المستشفيات ...ولا اعلم ولا اعرف كيف
الطريقة لترد وتقنع من يؤمن بهذا الكلام بأن هذا الموضوع وبصريح العبارة
وباختصارها غير صحيح.
في ثقافتنا الشعبية كان المتحدثون من أهلنا
وخاصة عند الحديث عن بعض المواضيع التي
تحتاج إلى دليل وتأكيد ، بأن ينهون حديثهم
بعبارة (دير عليها ناطور!!)...وللأسف فقد مرت الكثير من الحكايات والقصص في الزمن
الحاضر ولم نعمل لها ناطورا..،فقد ظهرت الكثير من الحكايات عن تلك الطبيبة
الأردنية والتي تعالج قومنا المرضى (عن بًٍٍَِِْعد)(ليس
فقط الاستشعار عن بعد ولكن أيضا العلاج عن بعد) وتقوم بإرسال أطقم طبية طائرة ،حسب
زعمها، غير منظورة إلى مرضاها في ليبيا بعد أن يتم تشخيصهم تلفونيا حيث يبدو أنها
كانت متخصصة فقط في علاج الليبيين بهذه
الطريقةّ أما الشعوب الأخرى فلم تكن محظوظة!!..وبعد أن يقوم أهل المريض بإرسال
المعلوم بالدولار(قبل ظهور اليورو) وترضى أحيانا بطواقم ذهبية أو الجواهر الثمينة
واستلامها عند الطبيبة في الأردن اى أن التشخيص و العلاج يكون لا مرئي أما الثمن
فهو ظاهر للعيان ، واستمر العمل بهذا النوع من العلاج سنينا والمٍِْعالجين يحكون
عن تلك المعجزات التي حصلت لهم بدون أن يشعروا حتى بوخز الإبر أو مشارط العمليات
الجراحية ثم اختفى الأمر واختفت الطبيبة فجأة ولم يعد للموضوع اى اثر ولم يعمل
العاقلين ناطورا حتى يتم تذكر هذا الأمر فيما بعد...
ثم ظهر ذلك الحديث عن (الرحى)( وهى تتكون من
حجران دائريان بقطر حوالي نصف متر احدهما ثابت والأخر متحرك تستعمل عادة لطحن
الحبوب قبل اختراع الكهرباء والمطاحن الحديثة، والحجران مصنوعان من أحجار ناريه
صلبه من إنتاج باطن الأرض بعد خروج معظمها بسبب البراكين، ومعظمها من حجر البازلت
الصلب) (وتلك الأحاديث والخزعبلات جعلت قيمة وثمن الرحى ترتفع إلى ألاف الدينارات
حسب نسبة المواد المشعة المتركب منها تلك الرحى حسب ما يدّعون وحسب نسبة مؤشرات
تغطيه ليبيانا والمدار عندما تضع هاتفك النقال بالقرب من تلك الرحى !!؟) .. وتكالب
الآلاف ذكورا وإناثا عن البحث عن الرحى في البراري والوديان والغابات بل ودخلت
الرحى من ضمن الممتلكات التي دخلت من ضمن تقسيم الورثة والتي أصرّ الكثيرين على
عدم انتهائها بالتقادم، وأصبح حديث الساعة
بل الدقيقة وفى جميع المناسبات ولو استمع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لما
كان يدور من أحاديث نسائية ورجالية لأرسلت فرقها التفتيشية للمعاينة والتقصي وكان
ممكن أن تتعرض بلادنا للغزو أو للحصار إلى أن يتم معالجة هذا الأمر الجلل و الخطير
..كما تًًٍَُِذهل لرؤيتك لهولاء المتأنقون لباسا ومركوبا بكرافتاتهم وبذلهم
ونظاراتهم و قبل البسطاء من الناس وهم
يجوبون ويبحثون عن هذا المصدر الجديد للثروة بل ويعرضون الأسعار المغرية لمن يدلهم
على بقايا رحى...! وأصبح الحديث عن هذا الأمر بكل الأمكنة التعليمية وحتى مراكز
البحوث والعلوم والطاقة جهارا نهارا وانتهى الأمر فجأة كما بدأ وتناسينا الأمر بعد
ثبوت عدم صحته، ولم نبنى ناطورا لهذا الأمر فمرّ ولعله سيتكرر عند اللازم في الجيل
القادم.....
كما شد الكثير من رجالنا ونسائنا الرحال إلى
تونس في فترة ظهرت فيها الأقاويل بأن
معالجة تونسية تزيل الحصى من الكلى وحتى المرارة بدون الاحتياج إلى عملية جراحية أو
ليزريه وإنما بكل بساطة فقط بعد أن تدخل في فم المريض خيطا اقسم الكثير من المرضى
بأنهم شفوا تماما وأنهم رأوا تلك الحصى ملتصقة بالخيط واقتنعنا بالجزء الأول من
كلامهم إلا أن الجزء الثاني من عودة ألامهم وأنهم لجئوا أخير إلى العمليات
الجراحية فهذا لم يًٌٌٍَُِعرض ولم نسمعه رغم انه حدث ..,, كما نسينا عمل ناطور على
هذا الأمر ليدخل ذاكرتنا ولهذا احتمال عودته وبقوة وارد وفى اى وقت ..!
كما ظهر في المنطقة الغربية من بلادنا ذلك
الكلام عن الطبيب الفلبيني الذي يجرى عمليات ومعالجة المرضى في اى مكان من الجسم
بدون فتح أو حتى ظهور علامات تدل على تلك العمليات، واستمر العمل بهذا الأمر زمنا
ثم اختفى الأمر فجأة كما ظهر بدون أسباب وبدون ناطور.... كما لا يزال الكثير منا
يذكر تلك المعالجة فى مصر والتي تداوى الظهور الموجوعة بخبطات على تلك الظهور
كفيلة بإزالة تلك الأوجاع وشدّ الرحال إليها ولا يزال الكثيرين الذين يستحقون
خبطات على الدماغ وليس على الظهور.
ولو أردنا أن نعمل
ناطورا لمثل هذه القضايا لأصبحت نواطيرنا مثل سور الصين العظيم طولا
وعرضا.....بسبب تصديق مثل هذه الخرافات والأكاذيب التي لايوجد لها دليلا واحدا ..
أن هذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن العقل
الخرافي المؤمن بالشعوذة والدروشة والذي يسهل عليه تصديق ما يشاع وما يقال
وتاريخنا طويل ومليء منها ،،وهو سوق رائج دخل إليه تجار هذا النوع من الشعوذة
والدروشة تارة باسم الدين وتارة باسم الدنيا ..فأصبحت حالات الطلاق أسبابها عند
المشعوذين سحرا وجانا لا بسبب الإهمال والتقصير في الوفاء بعقد الزواج والعلاقات
الإنسانية والشرعية..وأصبح رسوب أبنائنا في الامتحانات هو تسليط جانا وسحرا عليهم
من قبل من يكرهونهم ويحسدونهم لا بسبب تقصيرهم في دراستهم وتحصيلهم أو تقصيرا في العمليات التعليمية
ذاتها ، وهذا التأويل المتخلف يجعلنا نحيل
مشاكلنا وآلامنا ومعاناتنا لأسباب غير منظورة وغير مرئية.(فالجان والجنين والجنّة هي
مشتقه من شيء لا نراه)(وذلك حتى نستريح ونريح ولا نلوم أحدا ولا يتم البحث فيه وعن
أسبابه وهو ابسط وأسهل تفسير نلجأ إليه
بعيدا عن التعب والبحث والمعاناة والتحشيم كما تفعل الشعوب الأخرى (المتخلفة) والتي تتعب
وتضيع وقتها في بحوثها وتقصيها عن الحقائق والأسباب ومن ثم المعالجة !!؟)..
كما عمل الكثيرون من أغنيائنا على محاولة
زيادة رصيدهم من الدولار واليورو والين ومضاعفتها عن طريق مشعوذين مؤمنين بتوالد تلك الأموال من بعضها البعض وراحت
وطارت الأمهات ولم يولد شيئا... كما تطور الأمر إلى الاعتقاد أن وفاه العروس ليله
زواجها كان بسبب السحر وتسليط الجان عليها من قبل العزال، ولم يتفطنوا إلا أخيرا
أن سببها كان تلك الحنة المخلوطة بمواد سامة عمل خلطتها وافدون من بلدان متخلفة
..كما كان يعتقد أن من يقع أرضا مريضا ويظل يرتعد وتصطك أسنانه قد أصيب بجان وكانوا
يعالجونه بالضرب والكي إلى أن اكتشف العلم الحديث أن هذا مرضا عضويا بصيب كهرباء
المخ بنوع من الماس الكهربائي أن صح التعبير أسموه مرض الصرع (Epilepsy )(اضطراب في الجهاز العصبي عموما وخلل في أداء الدماغ) ....وهناك الكثير من التفسيرات اللاعلمية
والتي ترّقت حتى إلى مستويات عليا إلى أن
أصبحت حتى هزائمنا في المعارك القومية سببها الجان والسحر والى أن عدم
تحقيق الوحدة العربية هو محاولات الاستعمار والصهيونية والامبريالية الاستعانة بجنود من الجان الصليبيين النصرانية والتي لم
يراها عساكرنا وأركان حروبنا بالعين المجردة وإلا لكانوا التهموهم التهاما.؟؟.. لو
راجعنا أنفسنا بكل صدق وموضوعية إلى ما كان عليه حالنا منذ قرن مضى لضحكنا على
معتقداتنا وتفسيرنا للأمور وحتى فتاوينا ولكن العلم الحديث بدا يكشف عنّا الغمة تدريجيا
إلى أن بدأ ما كان حراما زقوما أصبح اليوم هو الحلال بل يحثنا عليه ديننا ؟؟ انه
العلم انه النور انه البديل للجهل والجاهلين ،أنها رؤية العالم المتقدم
المتحضر..انه العالم الذي قال عنه الإمام محمد عبده (فيه وجدت الإسلام ولم أجد
المسلمين أما عندنا فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام)،إننا وبشدة بحاجة إلى تأكيد
فقه للعمل وفقه السلوك وفقه للحضارة بعد أن استوعب الناس فقه العبادات،، وكما قال
احد المفكرين المتنورين( في القران عدة آيات تبدأ بكلمة يسألونك ، مرة عن الروح ومرة عن الساعة وثالثة
عن الساعة و عن الأهلة ورابعة عن ذي
القرنين وخامسة عن المحيض وسادسة عن الخمر والميسر إلى غير ذلك من الأمور التي
شغلت جموع المسلمين قبل أربعه عشر قرنا ، والمفارقة المدهشة أن عقول اغلبيه
المتدينين ما تزال تتحرك في نفس الدوائر بدرجة أو بأخرى وبشكل أو أخر..فهي لم
تغادر أفاق الغيب ..وهى الأمور التي تم حسمها واستقر أمرها، وأصبح على أجيال
المسلمين الحالية أن تتجاوزها وتطرح أسئلتها الجديدة وتنشغل بالإجابات الصحيحة
عنها ، وإذا جاز لنا أن نستعير لغة الخطاب القرانى في الحديث عن شجون زماننا فسوف
نقول : يسألونك عن التقدم والتعلم والديمقراطية والشفافية والتنمية وغيرها.... ويسألونك عن التخلف؟؟.)
لقد أن لنا أن يكون حديثنا صريحا ومباشرا للقول
بأن هذه العقلية لم تعد توجد إلا عندنا وفى واقعنا أو عند أمثالنا من البشر ،ولا
يغرنّك تلك المباني الفخمة والمسميات الفاخرة وامتلاء جوامعنا بالمصلين المؤمنين
بمثل هذه الخرافات والأقاويل وما دامت عقولنا بهذه السطحية والسذاجة فهناك في
عقولنا يكمن التقدم أو التخلف ، والإيمان والجهل ، والنور والظلام,,,لقد أن الأوان
لتغيير كل أدوات التنمية عندنا وتغيير لغة الخطابة الدينية والدنيوية والاتجاه إلى
ألوجهه الصحيحة إلى حيث نور العقول وإلا سيولد كل يوم ناطورا حتى وان لم نبنيه على
الواقع.. سيكون في عقولنا.. واكرر ما قاله مهاتير ماليزيا (مهاتير محمد ):
(عندما أًٍٍَُِِِْْصلى
أتوجه إلى مكة ..أما عندما اخطط أتوجه إلى طوكيو).والذي يحاذيه قول:( أن تمتلك
عقلا صغيرا ينمو بشكل صحيح وسوى ومتحضر ومتعلم ،،أفضل من أن تمتلك عقلا كبيرا
وضخما خرافيا مشوشا ينكمش) وان ) : اى أحمق أهبل جاهل يستطيع أن يضخم ويعقّد الأمور ويؤمن بالخرافات
..ولكنك تحتاج إلى عاقل شجاع ليعيد الأمور إلى طبيعتها وحقيقتها) ..والأخير هذا ما
نحتاجه لتنوير العقول الغافلة حتى لاتزيد أو تكبر نواطيرنا.
25/9/2010 (ليبيا جيل ..ليبيا وطننا)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)