بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 أغسطس 2013


                        
 البيضاء -4                                        29/08/2010
                             ــــــــــــ

 مفتاح بوعجاج
 ــــــــــــــــــــــــ

   لم أكن متعاقدا مع أية مؤسسة سياحية او مكتب من مكاتب الدعاية للمدينة  لجذب وجلب السائحين حين كتبت عن البيضاء وأهلها ومبانيها وترابها وحجرها وبشرها وجزء من تاريخها الذي اعترف بأنني غير متمكن منه كله ،،حتى يلزمني البعض من التحدث عن المدينة ومعالمها فقط دون التطرق إلى الأمور الأخرى التي تجد نفسك (متورطا فيها) تلقائيا فهي كوجهه نظر لهم الحق فى قولها ولكن غير ملزمة بالنسبة لى وخاصة أنهم ليسو رؤساء تحرير لهذه الصحيفة التى فتحت أبوابها لنا بدون منة وهم فى غربه عن وطنهم رافعين مبدأ حرية الرأي للجميع بإمكانيات متواضعة حسب اعتقادي ولكن همة عاليه .. وخاصة أيضا اننى أضع مقالاتي تحت  قسم(وجهات نظر)..ويجوز ان يكون العنوان مضللا بعض الشيء إلا أن مشكلتي اننى فعلا متورط وجدانيا فى حب وهوى هذه المدينة وتاريخها وأهلها وما جاورها وهى أصبحت رمزا للوطن كله ، ليبيا الغالية ،،ولهذا لن تستطيع أن تعبر عن مكنون هذا الوجدان إلا بلغه أدبية مخلوطة بشيء من العلمية وهذا ما يجعلني بين المطرقة والسنديان فالمنهج العلمي  ومتتبعيه يقولون أخطأت وأين المصادر وأين المراجع ؟والمنهج الادبى ومتتبعيه يقولون لا تتحدث بالأرقام بل تحدّث بالأحاسيس والمشاعر ولا اعرف هل هذه ميزة لمقالاتي البيضاوية سلبا ام إيجابا؟؟..كل ما اشعر به هو ان الحديث عن المدينة قد فتح لي أفاقا للتحدث عن أمور أخرى تهم الوطن والمواطنين وقد استهواني ذلك وأتحمل تبعاته..
  في مقالاتي (جبل الثلج) كان محور الحديث عن قفزات  قفزناها فى الهواء (وأنا هنا قد استعير بعض من المصطلحات التي قد جاءت فى بعض التعليقات وعذرا وسماحا على ذلك) بعيدا عن ارض الواقع وما عودة الحكومة بعد أكثر من ثلاثون عاما إلى الحديث عن البنية التحتية  وما جاورها وبأرقام عالية إلا دليل على إننا كنا فى مكان أخر غير (التحتية) ومع ذلك لا يزال البعض عندما أتحدث عن ذلك السوق الشعبي البسيط والذي يقدم فى خدمات بوضعه المزري الحالي الذي لا يرضى مٍٍِِِْحبا ولا عزولا (رغم ذلك لا تزال له نكهته المميزة) يقدم خدماته إلى بسطاء الناس من المكافحين ورقاد الارياح والموالين والمزارعين ورواده من مختلف الأطياف الذين هم اغلبيه المجتمع اليوم (مزري لغياب أسس ألرقابه والتنظيم والإشراف من قبل السلطات المحلية التي لا توجد أصلا)، لا يزال البعض يًٍٍِِّحدثني ويقارن ذلك بـ الخدمات التجارية عن طريق  الانترنت فى بلدان العالم الأخر وهو يعلم ان هذا هدف من الأهداف التي نتمناها لبلادنا ولكننا نستحي فى الحديث عن ذلك فى مجتمع لا تتوفر فيه ابسط الخدمات من وسائل نقل عام ومواصلات.. وان تعطلت هواتفنا تستمر أعطالها لمدة لا يعلمها إلا الله والراسخون في شركات الاتصالات وهم يعلمون ويسمعون كثيرا عن تعطل منظومات المصارف ألحديثه ..مما جعل كلمة (منظومة) أكثر انتشارا بين البسطاء لان أصبحت لها علاقة بمرتباتهم وحساباتهم وهم لا يعرفون ما هي هذه (المنظومة) وكثيرا منهم يعتقدون أنها مصطلح جديد عن معنى الخزانة او المالية فقد كثرت واختلطت عليهم التسميات والمتغيرات وهناك من اعتقد أنها البديل عن (المراقب المالي) !!وهناك من يعتقد ان وراء هذا التعطيل مخابرات أجنبية لتدمير اقتصاد البلاد!!  ..   كما اننى استحى من الآلاف من أهلنا ومعلمينا ومعلماتنا الحرائر وأساتذتنا الأفاضل الاكارم العصارى الذين جْز بهم فى تجمعات للحصول على بقايا مرتباتهم ، استحى من الحديث أمامهم عن النظريات الاقتصادية والسياسات المالية وعن الـ  International Monetary Fund  وعن  ادم سميث وعن نظريات كنز وعن ألازمة المالية العالمية فى الثلاثينات وعن الأيام السود فى بورصة نيويورك فى الثمانينات وعن بورصات طوكيو ولندن وحتى بورصة بلادنا فى طرابلس، كما ان كثيرون من أهلنا لم يسمع  بمؤسسة بل وميلندا جيتس والتي أسسها ملياردير مايكروسوفت( بل جيتس)(Bill Gates )والذي يعتبر من اغني أغنياء العالم والذي تبرع أخيرا بنصف ثروته جهارا نهارا للأعمال الخيرية هذا المبلغ الذي لو حسبناه لكفى مرتبات الليبيين كلهم لمدة خمس سنوات!! ...وأنا اعلم واعرف وأكاد اجزم ان كثيرا من الليبيين أيام القطاع الخاص قد عملوا أكثر من ذلك حتى لا انتقص من حقهم..وهم مستعدون لفعلها من جديد لو حانت ألفرصه وحن الحنّان,,كما استحى من الكلام او الإشارة إلى تلك الكتب والنظريات والمحاضرات والمؤتمرات والندوات والدراسات التي لم تنعكس على حياه أهلنا فى الواقع بشكل اقتصاد مزدهر وإدارة حديثة وبنيه تحتية معقولة..كما استحى لأنها لم تنعكس واقعا فى معالجة مشكلة البطالة والتي تجاوزت أرقاما تعتبرها بعض الأدبيات الاقتصادية أرقاما كارثية ولم تفدنا فى معالجة مشكلة السكن التي لا تحتاج منا إلى أدوات اقتصادية لمعايرتها  والقاعدة تقول ان مقياس نجاح النظريات هي مدى نجاحها وانعكاسها على الواقع المعاش وإلا تبقى مجرد نظريات ..
  كما استحى فى الحديث عن ذلك أمام آسى حسن الذي يبيع العرعار وتفاح الشاهى والزعتر وحتى الشيح الذي يقوم قبل أيام الأحد والأربعاء والجمعة بجمعها من سفوح ومزارع وصحراء الجبل ويبيعها فى تلك الأسواق ،ليصلح بما يحصل عليه ، سيارته العتيقة..

 وطالما نحن لا نزال فى (التحتية) فلنتحدث عن سوق السعي العرعار والخروب وبال التبن والخبز اليابسة وسوق عجائز الجبل الذين ينظرن إلى هذا السوق على انه  ال Wall street متاع البيضاء وليس نيويورك ولهن كل الحق فى ذلك وهو المكان الذي يشكل لهن متنفسا وحيدا  والمكان الذي يلتقين فيه ويتحدثن بكل حرية عكس عجائز تركيا او مالطا وقد تصاب إحداهن بجلطة ان سمعنا كلمة إقفال هذه الأسواق  ..وان كان لدينا النية للإصلاح فلنبدأ من هناك حيث التجمعات الكادحة والشريفة والحقيقية وليس من أبراج عاجية!! وإلا سنظل هم فى مكان ونحن فى مكان ولن يطال احد أحدا..فالذي لا يستطيع ان يصلح الصغيرة فلن يصلح الكبيرة .
  أما النظريات الاقتصادية والسياسات المالية والكتب الاقتصادية فعند توفر الرغبة والنية للعمل بها فهي متوفرة ومنها الكثير ويمكن (قوقلتها من ال    Googleفي اى وقت ومن اى مكان وتحت اى عنوان ومن اى مؤلف) ولا يفتقر الوطن الى الخبراء الوطنيون بالخصوص كما ان تجارب كثيرا من الدول التي سبقتنا يمكن الاستدلال بها واستنساخها كما عمل الكثير من خبراؤنا فيما يخص المناهج والقوانين   والإدارة وغيرها بل لا تخلو بلادنا من هذه التجارب فى فترات سابقه بالخمسينات والستينات والتي بدأ البعض على استحياء فى العودة لها والاستدلال بها بدون طبعا ، كالعادة ، الإشارة إليها..
،اما عن ربط فهمي عن القطاع الخاص  بالسوق الشعبي فهذا تقوّل علي أيضا لا اقبله فهو اجتهاد خاطئ قد يؤجر عليه ولكنه غير صائب ،كل ما أردت قوله هو ان بذرة القطاع الخاص قادرة على الحياة حتى فى أصعب الظروف ولكن الاتجاه الاقتصادىء الخاطئ سينتهي حتما حتى لو تم دعمه بالمليارات والدعم الايديولوجى من طبالين يطبلون لآى شيء حتى لوكأن غير علمي وغير وطني؟
  وهناك من اشعر بأنه قد استكثر على ان أتحدث عن مدينتي وتخصصي الأول هو هندسة كيميائية   فسامحه الله على ذلك وهو يعلم انه لا يوجد تخصص للقلوب والمشاعر والأحاسيس والوجدان المشتعلة ، كما اننى لم أفتى ولم أكن ولا استطيع يوما أن أفتى على المذاهب الاربعه رحم الله الاربعه’!! ولا اعلم لماذا شخصنه المواضيع وخاصة وأنها فى قسم (وجهات نظر) فخذها او اتركها والنقاش فى الموضوع والنقد الادبى الموضوعي مسموح ,,ويمكنك حتى وضع مقال كامل عن ما يجيش فى صدرك من (مواضيع) موضوعية.. ولم أتطرق فى مقالاتي لأشخاص الا من اتفقنا على كونهم من الشخصيات العامة وفيهم نقول الخير او نصمت ولم اجرح فى احد وان شعر احد بذلك فهذا ليس مقصدي ألبته و كنت أتحدث عن السياسات وليس عن أشخاص  .   

   ..كما ان قدري اعرفه  ولم  ولن أتجاوزه بأذن الله بدون إشارة من احد  و أهل القدر والحكمة والتاريخ  والعقل والحق بالمدينة وفى بلادي يعرفونه ..  ووجهه نظري أقولها تحت أسمى وصورتي المتواضعة، ولك أن تنتقد الموضوع وبأي شكل تريد وكما تشاء ،ولكن بدون تجريح وبدون تقوّل أو استنتاج خاطئ؟؟.. فعلا كان ولا يزال فى نيتي  أن ألوم ولا اعذر ولا أجد عذرا لمن ادعى لنفسه مكانة علمية وشهادة عليا سعى لنيلها ولم يقل الكلام والرأي العلمي الصحيح الذي تستوجبه مكانته العلمية والذي يوجبه عليه تخصصه  وشرفه العلمي وشرف المهنة أمام متخذ القرار  بل كانوا يوما ما يطبلون ويهللون ويفتون فى مدى نجاح القطاع العام ومدى خدماته وانتصاراته وحتى ارباحه التي اخترعوا لها معادلات حسابية لا تتوافق حتى ما تعلموه من ابسط أبجديات الاقتصاد وعلم المحاسبة..ونسوا او تناسوا ان لكل خدمة او سلعه ثمنها وتكلفتها الحقيقية وسيحين يوما ما دفع ثمنها المؤجل ، وعندها حان ذلك وجدت الدولة نفسها مجبرة لا بطلة على الاستعانة بالقطاع الخاص والاتجاه الى الخصخصة فوجدناهم أيضا يهللون ويطبلون لذلك ..الا يستحقون اللوم والعتاب على الأقل؟..وهنا وفى هذا المقام أجد نفسي مكررا حكمة سيدنا على رضي الله عنه عن نفسه:
           والله ما ناقشت جاهلا إلا وغلبني ***وما ناقشت عالما إلا وغلبته
 واني استسمج قرائي وأهل بلادي ومدينتي كوني فعلت هذا وقلت ما قلت تحت هذا العنوان.



   

ليست هناك تعليقات: