...
الحاج علي عمران
العبيدى(رحمه الله) :
كان طفلا صغيرا يرعى الغنم بالقرب من منطقة القبّة بالجبل الأخضر ...معه اوراقه وكتبه ..يرعى ويدرس كعادة الليبيين جميعا ذلك الوقت في نهاية الخمسينات ..الغابة كانت كثيفة تشقّها طريق مرصوفة لا يتجاوز عرضها 3 امتار ..عبارة عن كمية من الحجر الصغير مربوط مع بعضه بشوية قطران ..لم يكن لليبيا أى دخل غير الهبات الدولية او إيراد تأجير القواعد والانتاج المحلّي من قبل الليبيين ..سعي وزرع وعنب وكرموس وحبوب وصوف وزيتون وتمر ...لم يتفطّن علي بأن الغنم قد بدأت فى عبور الطريق وسط الغابة إلى الضفّة الأخرى ...وعندما تفطّن ..كانت سيارة سوداء واقفة ..تنتظر عبور الغنم ....خاف علي بأن تكون غنمه قد تسببت فى ضرر ما ..فالسيارات كانت نادرة جدا ..وكان يشعر بأن ما قامت به غنمه كان بسبب اهماله ..فهو لم يراقب لا الغنم ولا الطريق ..وشعر بأنه سوف يأتيه قريبا عقاب من (الحكومة ) ومن أهله على هذا التصرّف الاحمق حسب ما شعر به ...راقب السيارة من بعيد ..لم يكن يريد لأحد ان يراه ويحمّله المسؤولية فأنزوى وراء الأشجار ..نزل شيخ وقور كان يجلس مع السائق الذى لم ينزل ..بدأ الشيخ ..يبحث يمنة ويسرى إلى ان رأى علي ...تعال يا أبني..هل هذه غنمك !..تلعثم علي..ثم قال بعد تردد ..نعم...هذه الدفاتر التى بيديك تدل على انك تدرس فى المدرسة ..فى اي سنة انت !...انا فى (....) ...ممتاز يا ابني ربي يرعاك..انت تساعد فى اهلك وتدرس ..ماشاء الله ...هل مدرستك كويسة والمدرسين كويسبن ! ..نعم ، الحمد لله ،أدخل الشيخ الوقور يده فى داخل احد جيوب الفرملة تحت الجرد الابيض النظيف ..أخرج جنيها ليبيا واحدا ..مدّه إلى علي.."سأعطيك يا علي هذا الجنيه هدية مني بشرط ،ان لا تترك دراستك وان تساعد اهلك ..وان ترعى الغنم جيدا ...تردد على فى اخذ الجنيه على عادة الاطفال الليبيين العصارى حياءا رغم الحاجة والفاقة ذلك الوقت ..إلا انه وبعد إلحاح الشيخ ..اخذ الجنيه ..وهو غير مصدّق ..فبعد ان كان يخشى العقوبة ..جاءته مكافأة غير متوقعة ...جنيها ليبيا مرة واحدة !..وبدأ يحلم..
رجع الشيخ الوقور الى السيارة ..وجاء السائق يساعد علي فى تجميع غنمه من جديد ..والذى سأل علي ..هل عرفت من هو الذى كان يتحدث معك ...لا ..أنه.......
كبر علي..وجاهد فى الدراسة والحياة الى ان اصبح مقاول ومتعهد تموين ..يساعد الناس ..كريم النفس والعطاء ..شهد له الجميع بذلك ..سكن فى مدينة البيضاء ...التى احبها واحبه اهلها ...
ذات يوم من ايام العهد الماضي ..ركب سيارته مسافرا الى مدينة طرابلس ..قابله من بعيد في الطريق المعاكسة فى المسافة ما بين سرت ومصراتة ..ركب وموكب سيارات فرادى ومزدوجة اشكال والوان يحتل الطريق بكامله..يسيرون بسرعة فائقة ..كادت احدى سيارات الدفع الرباعى الضخمة ان تجهز عليه وسيارته لولا عناية الله وتفاديه لذلك بأن خرج وهو مسرعا بسيارته التى كادت تنقلب الى خارج الطريق .. تضررت السيارة ولم يلتفت اليه احد من اصحاب الموكب الضخم .. ....ظل شاردا لمدة ساعة تقريبا ويتنفس بصوت عالى ويتنهد ..وهو يسأل فى نفسه هل هو الآن حى ام ميت !..ظل على هذا الامر الى أن ..وقف عليه سائقين من المارة ...حمدا لله على السلامة يا حاج ..ما قبل الا رحت فيها ..!!
عندها ..نزلت دموعه ..تذكّر موقف الملك ادريس رحمه الله ..أيام وهو طفل صغير يرعى ..فى منطقة القبة ...فى الخمسينات وهو الذى كاد ان ينساه ..وموقف هذا المجنون وموكبه ..(القائد الاممي) ... بعد اكثر من خمسين عاما من الموقف الاول... !!
كان طفلا صغيرا يرعى الغنم بالقرب من منطقة القبّة بالجبل الأخضر ...معه اوراقه وكتبه ..يرعى ويدرس كعادة الليبيين جميعا ذلك الوقت في نهاية الخمسينات ..الغابة كانت كثيفة تشقّها طريق مرصوفة لا يتجاوز عرضها 3 امتار ..عبارة عن كمية من الحجر الصغير مربوط مع بعضه بشوية قطران ..لم يكن لليبيا أى دخل غير الهبات الدولية او إيراد تأجير القواعد والانتاج المحلّي من قبل الليبيين ..سعي وزرع وعنب وكرموس وحبوب وصوف وزيتون وتمر ...لم يتفطّن علي بأن الغنم قد بدأت فى عبور الطريق وسط الغابة إلى الضفّة الأخرى ...وعندما تفطّن ..كانت سيارة سوداء واقفة ..تنتظر عبور الغنم ....خاف علي بأن تكون غنمه قد تسببت فى ضرر ما ..فالسيارات كانت نادرة جدا ..وكان يشعر بأن ما قامت به غنمه كان بسبب اهماله ..فهو لم يراقب لا الغنم ولا الطريق ..وشعر بأنه سوف يأتيه قريبا عقاب من (الحكومة ) ومن أهله على هذا التصرّف الاحمق حسب ما شعر به ...راقب السيارة من بعيد ..لم يكن يريد لأحد ان يراه ويحمّله المسؤولية فأنزوى وراء الأشجار ..نزل شيخ وقور كان يجلس مع السائق الذى لم ينزل ..بدأ الشيخ ..يبحث يمنة ويسرى إلى ان رأى علي ...تعال يا أبني..هل هذه غنمك !..تلعثم علي..ثم قال بعد تردد ..نعم...هذه الدفاتر التى بيديك تدل على انك تدرس فى المدرسة ..فى اي سنة انت !...انا فى (....) ...ممتاز يا ابني ربي يرعاك..انت تساعد فى اهلك وتدرس ..ماشاء الله ...هل مدرستك كويسة والمدرسين كويسبن ! ..نعم ، الحمد لله ،أدخل الشيخ الوقور يده فى داخل احد جيوب الفرملة تحت الجرد الابيض النظيف ..أخرج جنيها ليبيا واحدا ..مدّه إلى علي.."سأعطيك يا علي هذا الجنيه هدية مني بشرط ،ان لا تترك دراستك وان تساعد اهلك ..وان ترعى الغنم جيدا ...تردد على فى اخذ الجنيه على عادة الاطفال الليبيين العصارى حياءا رغم الحاجة والفاقة ذلك الوقت ..إلا انه وبعد إلحاح الشيخ ..اخذ الجنيه ..وهو غير مصدّق ..فبعد ان كان يخشى العقوبة ..جاءته مكافأة غير متوقعة ...جنيها ليبيا مرة واحدة !..وبدأ يحلم..
رجع الشيخ الوقور الى السيارة ..وجاء السائق يساعد علي فى تجميع غنمه من جديد ..والذى سأل علي ..هل عرفت من هو الذى كان يتحدث معك ...لا ..أنه.......
كبر علي..وجاهد فى الدراسة والحياة الى ان اصبح مقاول ومتعهد تموين ..يساعد الناس ..كريم النفس والعطاء ..شهد له الجميع بذلك ..سكن فى مدينة البيضاء ...التى احبها واحبه اهلها ...
ذات يوم من ايام العهد الماضي ..ركب سيارته مسافرا الى مدينة طرابلس ..قابله من بعيد في الطريق المعاكسة فى المسافة ما بين سرت ومصراتة ..ركب وموكب سيارات فرادى ومزدوجة اشكال والوان يحتل الطريق بكامله..يسيرون بسرعة فائقة ..كادت احدى سيارات الدفع الرباعى الضخمة ان تجهز عليه وسيارته لولا عناية الله وتفاديه لذلك بأن خرج وهو مسرعا بسيارته التى كادت تنقلب الى خارج الطريق .. تضررت السيارة ولم يلتفت اليه احد من اصحاب الموكب الضخم .. ....ظل شاردا لمدة ساعة تقريبا ويتنفس بصوت عالى ويتنهد ..وهو يسأل فى نفسه هل هو الآن حى ام ميت !..ظل على هذا الامر الى أن ..وقف عليه سائقين من المارة ...حمدا لله على السلامة يا حاج ..ما قبل الا رحت فيها ..!!
عندها ..نزلت دموعه ..تذكّر موقف الملك ادريس رحمه الله ..أيام وهو طفل صغير يرعى ..فى منطقة القبة ...فى الخمسينات وهو الذى كاد ان ينساه ..وموقف هذا المجنون وموكبه ..(القائد الاممي) ... بعد اكثر من خمسين عاما من الموقف الاول... !!
*رواية صاحب الموقف قبل وفاته ..رحمه الله )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق