بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 مارس 2018

ذاكرة وطن ...




....ذاكرة وطن ...وذكرى وفاة رمز نبيل ...وهوية ليبية اصيلة ..لم يترك وطنه لا في الخير ولا في الشرّ ..
" أنا راحل للشمس اركض مركبي ....قلبي و ضوء النجم المتعالي
ماذا يضير الناس لو رحلوا معي ...مازال في قلبي مكان خالي
انا ما عشقت سوى عيون الناس ان..غضبت لأجل كرامة الأجيال
ولقد حلمت بأن جيلا آخرا......ينمو مع ليل العذاب العالي "
الراحل الشاعر محمد فرحات الشلطامي (1944-2010) رحمه الله ، أديب و شاعر ليبي ، توفي يوم الأربعاء الموافق 24 مارس من سنة 2010 في مدينة بنغازي.
"أُلـقيّ القـبـض علي فى يـوم 11 أبريـل سـنـة 1976.. جـاءني مـخـبر في عملي بدار الكـتـب .. وأخـذني الى مـعـسـكر الشرطـة العـســكـريـة بالـبــركـة .. هـنـاك سـلمـني .. وودعـني قائلا "ربـنـا يكـون في عـونـك ‘‘.وانـتـهـيت الى أحـد كبار ضــبـاط الجـيـش .. حسـن اشــكال.. الذى ما أن رآني حـتى أخـذ يـردد أهـزوجـة . ظـنـنــت أنـه يـمـزح. أخـذ حـقـيـــبـتي .. وكان بـها مـصـحـف، وســجـادة صــلاة وعـلب ســجـائر . كانت الصـلايّة حـمـراء. أخـذ يـعـرضـها على السـجـنـاء والحراس مرددا ‘‘ ألـم نـقــل لـكــم أنـه شــيوعى ! حتى الصـلايـة حـمـراء ..!! ."
’’ والتـفـت إليّ قـائـًلا: ‘‘ الثـورة كانت بيـضــاء .. وسـنـجـعـلـها حـمـراء بـدمــك ..’’. والتـقــط حـبــلا مـعـدنـيـا غـليـظــا .. (كافــو ســيارة) .. وأخـذ يـضـربـــني. أخـذت أتلــو الـقـــرآن ، وأخـذ صــوتــه يـخـفـت عـن ســمـعي. سـقـطـت على الأرض، ورأيـت مـواطئ حـذائــه .. قـفـز في الهـواء هابـطـا بـثـقـلـه على صـدري .. ثـم غـبـت عـن الوعى .. ولم أفـق إلا في الـلـيــل .. كـنـت مـبــللا وكانت أرض الزنـزانـة طـافـحـة بالمـاء .. عــاودوا الكـرّة في اليـوم الثــاني ..بـحـضــور الطلـبـة المـعـتـقـليـن .. وقـد أمـرهـم الضــابـط أن يـهـتـفـوا .. !مـســاكـين. ما مرّ به الآخـرون كان أسـوأ مـمـا حـدث لي ، شــارك فى تـعـذيــبى أيـضا (أحدهم ).. غـفـر الـلــه لـه .. كانت تربـطــني بـه مـعرفـة قـدريـة غـريـبـة .. كنـا مـعا طـلـبـة فى مـدرسـة ســيدي احـسـين .. كـان كل مـنـا فـقــيرا .. حـفــاة .. وغـير مـجـتـهـديـن ! كـنـا فى درج واحــد.. أثـنـاء التـحـقـيـقــات كان يـكـرر ذكــر تلك الـرّفـقـه .. وكان يـبـحـث عـن المـعـلــومـات بـقـدر ما كان يـنـتشي بصـراخ ضـحـاياه. وللأسـف أذكـر أنـه فى المـدرســة .. طـفــلا .. كان دائـمـا يتـطـوع لـلـتـبـلــيـغ عـن أى مـشــاغـبـيـن ‘‘. 
’’ بـعـد أيــام تـغـيـرت المـعـامـلـة .. كانت الإصـابات برأسي عـديــدة .. وبـدأوا عـلاجي. وكان يأتــيـني رئيس التحـقـيـق ويـردد ’’ أنا ما نـعـرفـك .. المـسـألـة مـوش شــخـصيـة .. أنا صـاحـب قـضـيـة "‘ .لم اعرف ماذا كانت تلك القضية حتى الان ’’ ! 
’’ بـعـد ســنـوات .. تـوفي الرجــلان .. كلاهـمـا قُـتـل. وهـكــذا الحـيــاة. كل من يـنـتـهي دوره يـغادر مسرح الحياة .. ‘‘.
(محمد فرحات الشلطامي ..ذاكرة وطن )

ليست هناك تعليقات: