بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 مارس 2018

صدى السنين الحاكي 8





   ..ان خروج القواعد الاجنبية ، لم يكن يحتاج إلى (إنقلاب عسكري) فهو كان سينتهي حتما ً وبطريقة مُحترمة دوليًا عام 1971..
لا أعتقد ان هناك عاقلا او مطلع على التاريخ وباحثًاً محايدا سيقول أنه لولا إنقلاب سبتمبر 1969 ما خرجت القواعد الاجنبية من ليبيا !..تلك القواعد التي جاءت إتفاقيتها لاسباب تخص ظروف ليبيا الامنية والسياسية ابان الاستقلال ووكذلك الاستفادة من قيمة إيجارها لصالح الصرف منه على ميزانيات التعليم والصحة وغيرها أيام ليبيا لا نفط لا فزّاعة ..! ...التاريخ سجّل أن الحكومة الليبية وبتوجيه من الملك أدريس رحمه ومطالبات الكثير من الليبيين ذاك الوقت قد رعت مفاوضات جادة بدأها رئيس الحكومة الليبية  السيد محمود المنتصر رحمه الله ، عام 1964 مع أمريكا وبريطانيا بعد نقاشات حادة ومداولات في (مجلس الامة الليبي ) ..توصل فيها الجميع إلى ضرورة أن تنتهي مدة وجود القواعد عام 1971وبشكل تراعي فيه كافة الاطراف القوانين الدولية والاعراف والمصالح الوطنية وليبيا كدولة محترمة وليست غوغائية ! وأبلغهم بذلك رسمياً السيد وزير الخارجية ذلك الوقت السيد حسين مازق رحمه الله..حدث الانقلاب 1969 فأدعى زورًا أن هذا كان أحد إنجازاته ..وهو الذي دفع تعويضات مليونية عن قيامه بتلك الخطوة الاستعراضية في غير وقتها ..ولم يشر لا من بعيد ولا من قريب عن تلك الاتفاقية والتي كانت ستفعّل بدون ان تدفع ليبيا مليمًا واحدا وتحظى بإحترام العالم كدولة تحترم الاتفاقيات والمعاهدات .....على كل حال ...ترحموا وأنصفوا صانع الاستقلال والوطن ورفاقه من كل انحاء ليبيا فلولا تلك الاتفاقية الاصل .. لما وجدتم مطارا ..تطيرون منه واليه .. اليوم ...!
قراءة التاريخ والانصاف هو إحترام ..للعقول .

الاثنين، 26 مارس 2018

إقتصاديات ...




..الرئيس الامريكي رونالد ريغن كان مشهورا بدعاباته ..هو اتى للرئاسة الامريكية (1980) بالتزامن مع وصول مرغريت تاتشر للسلطة في بريطانيا(1979) ..والإثنان تبنّيّا مفهوم (الليبرالية الجديدة New Liberalism ) وهو مصطلح يعبر عن فكر اقتصادي يُنسب كثير منه للإقتصادي الأمريكي الشهير- ميلتون فريدمان- (حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1976) ، وعلى رغم أن الليبرالية الجديدة لا تقتصر على كونها فكراً اقتصادياً بحتاً، فهي تشمل أبعاداً أخرى في السياسة والاجتماع والعلاقات الدولية، إلا أن جوهرها هو الفكر الاقتصادي، وهي على عكس (الكينزية) (نسبة إلى الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز (1883 -1946)، التي ظهرت بعد كساد الثلاثينات (الكساد الكبير ) والتي استمر فكرها حتى السبعينات والتي طالبت حينها بتدخل الحكومة في كل شيء ، فأن الليبرالية الاقتصادية ، تطالب بحرية السوق المطلقة المحررة من كل قيود وتحرير القطاعات الإنتاجية والخدمية من سيطرة الحكومات ومنع تدخل الدولة إلا في اضيق الظروف ، وطبعاً الليبرالية الجديدة تختلف عن الليبرالية الكلاسيكية في كثير من التفاصيل..لما حدث من تطور للاقتصاد في عمومه ..المهم حاول ريغن ان يشرح لبعض الحاضرين من موظفي البيت الابيض والمسؤولين هذا المفهوم بطريقته بعد محاضرة لهم من قبل احد (الاكاديميين النظريين) فقال ." اعرف انكم لم تفهموا شيئاً مما قاله (الاستاذ ) ولا تلك الرسومات البيانية والمعادلات والارقام والمصطلحات ،سأشرح لكم بطريقتي العادية ، تخيّلو ان الحكومة هي الفارس والفرس هي الاقتصاد ..كلما كان الفارس (الحكومة) خفيفاً ، مُدرباً ناجحاً ، متناسقاً ، ماهراً خفيف الوزن ، عارفاً بأصول السباق والمنافسة ، يعرف (الهدف ) جيداً ، موجهاً للفرس للطريق بلجام خفيف وبحنان ، كلما فازت الفرس (الاقتصاد) وغلبت (الاحصنة الاخرى) ..وإن كان الفارس سميناً ، مترهلاً ، يرى بصعوبة ، لِجامه غليظ ، غبي ووزنه اكبر من وزن الفرس (الاقتصاد) ، حينها سيسقط الاثنان نصف المشوار، فلا فاز الفارس ولا فازت الفرس ..
 الإسقاط عن (حكوماتنا) و(إقتصادنا) و(مُنظّرينا) و(فرساننا) ..مش شوري  .. 

السبت، 24 مارس 2018

صدى السنين الحاكي 7



  خطرّها ..الحوارات والمسودات :
  أواخر الستينات ..انعقدت المحكمة بمدينة البيضاء للنظر فى قضية مرفوعة بشأن خصومة ملكية ارض وبئر رومانى قديم يقع وسطها فى منطقة حدودية عرفية بين عائلة عيت بوعريقيب (عوامة ) وعيت (حدّوث) براعصة ، قريبا من منطقة (مسوس) .. حضر الخصوم جميعا ،نظر القاضي الى الاوراق ثم الى الخصوم ثم اصدر حكمه : (هذه قضية حدود عرفية ..لقد قرّرت تأجيل القضية شهرًا اخر لعلكم تصلون فيما بينكم الى حلول عرفية واتفاق مصالحة وما يمليه العرف عليكم من حلف يمين وغيره ليثبت كل منكم كلامه طبقا لقاعدة ..البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ، والا سأضطر لتكليف لجنة خبراء واعيان للفصل في الموضوع ). من حضر من عائلة بوعريقيب من مسوس كانوا ثلاثة ..وكان الوقت ظهرًا ..قرّروا العودة الى اهلهم هناك فى مسوس والتى تبعد حوالى 140 كيلومتر جنوب غرب البيضاء ..ما ان خرجوا من دار المحكمة حتى وجدوا خصمهم الذى كان معهم فى دار المحكمة الذي كان يمثّل الطرف الاخر ..الحاج عبد الرازق بوالصغيّر (عيت حدوّث / براعصة)(رحمه الله )..واقفًا امام دار المحكمة ينتظرهم.. وما إن مرّوا من جانبه ..حتى بادرهم : (وين يا عوامة !..) ..الى اهلنا في مسوس يا حاج ...ردعليهم : (الوقت وقت غداء ..وموضوع المحكمة انتهى ..وغداكم جاهز فى البيت عندى ..) ..ونتيجة لإلحاحه ..اضطّروا الى الذهاب معه ..على وليمة غداء ...ولم يتحدث احد بخصوص القضية او الارض ..بعد الغداء والشاهي استأذن جماعة مسوس للسفر فأذن لهم ..قبل خروجهم تهامسوا على امر ما ..واتفقوا .. رجعوا الى الحاج ..يا حاج ..لقد اخجلتنا بهذا الكرم والجود ..رغم اننا خصومك ..ولذلك نحن متنازلون تماما عن الارض والبئر فهى حلال عليكم ..وهات الاوراق لنوقّع لك عليها ..واتي لنا بالشهود ان اردت ..
نظر اليهم الحاج عبد الرازق ورد بغضب : ( عيب منىّ ان اقبل ذلك ..فأنتم فى داري وضيوفي ..ولا يصحّ هذا..انتم بما قلتم قد اصبحنا اخوة ..لما رأيته من كرمكم بهذا القول ..ولذا فأنني اقسم يمينا امامكم بأنني ..متنازل عن خصومتي معكم ..والأرض من هذه الساعة هى ارضكم والبئر بئركم ..ولا تتحدثوا معي او ترفضوا ، فهو امر قد قررته واخذت فيه استشارة اهلي ..واعتبروا الخصومة منتهية ..وسنوافى دار المحكمة بذلك )...ذهب بعد مدة الحاج عبد الرازق الى تلك المنطقة البعيدة متجولاً ..رأوه جيرانه عيت بوعريقيب ..اصرّو عليه بالحضور الى نجعهم الكريم ..كان الجميع فى استقباله بالود والترحاب والولائم ..رجال ونساء وأطفال ، حيث كانت سمعة الموقف التي رواها الخصوم السابقين الى اهلهم  ،كانت قد سبقته هناك ...وعلى قولت الشاعر (والسمح هو عثر الأجواد فى الأجواد)..وهذا ماحصل ولا يزال يحصل عند ( اهل مكارم الاخلاق )...لو أنهم هم ...المحاورون اليوم على ..الوطن ...
 أمثال هولاء هم تربية عيت ابن السنوسي ...الاجاويد..الذين أصلحوا وصالحوا بين الدين والدنيا وصنعوا وطنًا من كثبان الرمال ...... وليس الاحزاب والايديولوجيات...والشعارات الفاضية ..التي فرّقت بين أخوة الوطن .......
(الحدث رواية الأستاذ راف الله زمّوت موسى   )

(الصورة ...رمزية )

ذاكرة وطن ...




....ذاكرة وطن ...وذكرى وفاة رمز نبيل ...وهوية ليبية اصيلة ..لم يترك وطنه لا في الخير ولا في الشرّ ..
" أنا راحل للشمس اركض مركبي ....قلبي و ضوء النجم المتعالي
ماذا يضير الناس لو رحلوا معي ...مازال في قلبي مكان خالي
انا ما عشقت سوى عيون الناس ان..غضبت لأجل كرامة الأجيال
ولقد حلمت بأن جيلا آخرا......ينمو مع ليل العذاب العالي "
الراحل الشاعر محمد فرحات الشلطامي (1944-2010) رحمه الله ، أديب و شاعر ليبي ، توفي يوم الأربعاء الموافق 24 مارس من سنة 2010 في مدينة بنغازي.
"أُلـقيّ القـبـض علي فى يـوم 11 أبريـل سـنـة 1976.. جـاءني مـخـبر في عملي بدار الكـتـب .. وأخـذني الى مـعـسـكر الشرطـة العـســكـريـة بالـبــركـة .. هـنـاك سـلمـني .. وودعـني قائلا "ربـنـا يكـون في عـونـك ‘‘.وانـتـهـيت الى أحـد كبار ضــبـاط الجـيـش .. حسـن اشــكال.. الذى ما أن رآني حـتى أخـذ يـردد أهـزوجـة . ظـنـنــت أنـه يـمـزح. أخـذ حـقـيـــبـتي .. وكان بـها مـصـحـف، وســجـادة صــلاة وعـلب ســجـائر . كانت الصـلايّة حـمـراء. أخـذ يـعـرضـها على السـجـنـاء والحراس مرددا ‘‘ ألـم نـقــل لـكــم أنـه شــيوعى ! حتى الصـلايـة حـمـراء ..!! ."
’’ والتـفـت إليّ قـائـًلا: ‘‘ الثـورة كانت بيـضــاء .. وسـنـجـعـلـها حـمـراء بـدمــك ..’’. والتـقــط حـبــلا مـعـدنـيـا غـليـظــا .. (كافــو ســيارة) .. وأخـذ يـضـربـــني. أخـذت أتلــو الـقـــرآن ، وأخـذ صــوتــه يـخـفـت عـن ســمـعي. سـقـطـت على الأرض، ورأيـت مـواطئ حـذائــه .. قـفـز في الهـواء هابـطـا بـثـقـلـه على صـدري .. ثـم غـبـت عـن الوعى .. ولم أفـق إلا في الـلـيــل .. كـنـت مـبــللا وكانت أرض الزنـزانـة طـافـحـة بالمـاء .. عــاودوا الكـرّة في اليـوم الثــاني ..بـحـضــور الطلـبـة المـعـتـقـليـن .. وقـد أمـرهـم الضــابـط أن يـهـتـفـوا .. !مـســاكـين. ما مرّ به الآخـرون كان أسـوأ مـمـا حـدث لي ، شــارك فى تـعـذيــبى أيـضا (أحدهم ).. غـفـر الـلــه لـه .. كانت تربـطــني بـه مـعرفـة قـدريـة غـريـبـة .. كنـا مـعا طـلـبـة فى مـدرسـة ســيدي احـسـين .. كـان كل مـنـا فـقــيرا .. حـفــاة .. وغـير مـجـتـهـديـن ! كـنـا فى درج واحــد.. أثـنـاء التـحـقـيـقــات كان يـكـرر ذكــر تلك الـرّفـقـه .. وكان يـبـحـث عـن المـعـلــومـات بـقـدر ما كان يـنـتشي بصـراخ ضـحـاياه. وللأسـف أذكـر أنـه فى المـدرســة .. طـفــلا .. كان دائـمـا يتـطـوع لـلـتـبـلــيـغ عـن أى مـشــاغـبـيـن ‘‘. 
’’ بـعـد أيــام تـغـيـرت المـعـامـلـة .. كانت الإصـابات برأسي عـديــدة .. وبـدأوا عـلاجي. وكان يأتــيـني رئيس التحـقـيـق ويـردد ’’ أنا ما نـعـرفـك .. المـسـألـة مـوش شــخـصيـة .. أنا صـاحـب قـضـيـة "‘ .لم اعرف ماذا كانت تلك القضية حتى الان ’’ ! 
’’ بـعـد ســنـوات .. تـوفي الرجــلان .. كلاهـمـا قُـتـل. وهـكــذا الحـيــاة. كل من يـنـتـهي دوره يـغادر مسرح الحياة .. ‘‘.
(محمد فرحات الشلطامي ..ذاكرة وطن )

الاثنين، 19 مارس 2018

مقولة ديغول

"كيف يُمكنني ان احكم فرنسا وبها 360 نوعاً من الاجبان والاذواق ! .. أه ..لكنهم كلهم يحبّون وطنهم فرنسا ، سأعتمد على هذا الذوق الاخير ."
(شارل ديغول 1890-1970)..


صدى السنين الحاكي 6 :




 لن نبخس الرجال مواقفهم ....يوم نادى المُنادي :
في 19-3-2011 ، أستقبلت البيضاء وكل مناطق الجبل الاخضر، الأسر والعائلات الليبية الأتية من بنغازي وكل المناطق حولها بعد معلومات عن الرتل الاتي اليها لإحتلالها محمّل بكل انواع الاسلحة والعتاد والاليات (كان يقدّر طوله بحاولي 60 كم وبعرض كامل الطريق ) ..كنت احد اعضاء لجنة إدارة الازمة بالجبل الاخضر التي تشكلّت مباشرة بعد 17 فبراير..كانت الطريق الممتدة من المرج وحتى لبرق والقبة مملوئة بالناس رجال ونساء يرحبّون بأهلهم من بنغازي وما حولها ويلوّحون بمفاتيح بيوتهم مُرحبين بالأتين ويحملون لافتات بسيطة كُتب على بعضها ( انتم اهلنا ،بيوتنا بيوتكم) (لدينا بيوت فاضية للأسر والعائلات) (مرحبا بأهلنا ) وغيرها، كما كانوا يحملون كل انواع الطعام والشراب والحليب والالبان والخبز وغيرها لإعطائها لمن أستمر في المسير شرقاً ..علمت ان احد الاصدقاء قد احضر اسرته للبيضاء ( كان يعمل من ضمن فريق تطوعي لإعادة الاتصالات والانترنت لبنغازي والمناطق المُحيطة بها)..علمت انه قد وصل لفندق مرحبا بالبيضاء ومعه الاسرة ، فذهبت لأجل دعوتهم والاستضافة عندي في البيت...بعد السلام والاطمئنان ..طلبت منه ذلك ، فطلب منّي الاستئذان من صاحب ومدير الفندق ..ذهبت وأياه اليه ..وبعد الحديث ..رفض صاحب ومدير الفندق ..قائلاً .."هم في ضيافتنا لمدة ثلاثة ايام والإقامة هنا كاملة ومجانا ..وبعدها لكل حادث حديث "..وهذا ما حدث ..إلا انهم بدل الإقامة ثلاثة ايام ..كانت يومان وعادوا ...مدير وصاحب (فندق مرحبا بالبيضاء )كان هو ابن العم وصاحب المواقف الكريمة دائماً..الاستاذ حسين بوعتيق ،متّعه الله بالصحة والعافية واطال عمره ..
(الصورة للاستاذ حسين ومعه أبن ابنته الكاتب الشاب المُبدع انيس فوزي خليفة)

الجمعة، 9 مارس 2018

الاقتصاد الصحيح أداة للتغيير الثقافي ...



...الهوية الاقتصادية الصحيحة هي طريقنا للتغيير للافضل ثقافياً وإجتماعياً ، وتأتي ايضاً بالحريات (المسؤولة) وليس الحرّيات ( المسخ) :
في الدول والمجتمعات ذات الاقتصاديات الحكومية والريعية ويغيب فيها النشاط والقطاع الخاص المُثمر بكل اوجهه ، قد تظهر فيه بعض المطالبات الحقوقية كأنها ترف او فوقية او تقليد لتلك المجتمعات التي وُلدت الحقوق فيها من رحم المعاناة وشظف الحياة والاحتياج الفعلي ، فتاريخياً، وخاصة في الدول الغربية مثل امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا حيث وُلدت الثورة الصناعية ، وغيرها من دول ومجتمعات الاقتصاديات الناجحة ، حدثت التغيرات الكبرى بالنسبة لدور وعمل وحقوق المرأة في المجال العام والخاص كان نتيجة للحاجة الاقتصادية وليس ترفاً او تقليداً كما تصبوا النساء لهذا الامر في كثير من دول ومجتمعات العالم الثالث والرابع ، فعمل المرأة في تلك المجتمعات جاء نتيجة لأوضاع ما بعد الحروب مثل الحرب العالمية الاولى والثانية وغيرها من الحروب الاقليمية والاستعمارية و التي اضطر الرجال فيها للخروج إلى ميادين القتال والجبهات ، وتركوا فراغاً اقتصادياً في كل مجالاته ، ملأته المرأة بخروجها إلى ميادين العمل المختلفة والتي كانت بحاجة للايدي العاملة ..وتحصلّت فيها المرأة على كثير من الحقوق حاجة وليس ترفاً ، مثل قيادة السيارات والقاطرات والحافلات وحتى الطائرات وغيرها من امكنة العمل كالمخابز والمزارع والمستشفيات والمطاعم وحتى البناء ..حيث يتبيّن للدارس في تاريخ العلوم الاجتماعية وحتى الادارية التي تعتبر من العلوم الاجتماعية لأنها تهتم بالانسان والمجتمع ، سيجد ان ذلك الفراغ والحاجة الاقتصادية هو ما أستوجب خروج المرأة للعمل مما استوجب بالتالي الثورة على كثير من الثقافات والموروثات الاجتماعية التي كانت تمنعها من ذلك ، حيث كانت احد اسباب الثورة البروتستناتية المسيحية التي اتت بأفكار جديدة ضد الافكار المُحافظة المتطرّفة الدينية القديمة الارثدوكسية في كل مناحي الحياة مثل (ثورة الالماني مارتن لوثر ضد الكنيسة القديمة ( 1483 - 1546) )..
عندما يتطلب الاقتصاد الحر والعمل والابداع حاجاته الفعلية ، عندها سيرضخ المجتمع لكثير من الحريات ومتطلبات التغيير الثقافي المجتمعي ، إن كان غير ذلك فستكون النتائج ، تقليد ومسخ كما هي مشية (الغراب ) عندما حاول ان يقلّد الحمامة.
عموماً ، هذا لا يمنع بأن نقول للمرأة الليبية العاملة اليوم في كل المجالات نتيجة للاحتياج ، وفي كل المجالات ومن شاركت فعلاً في المطالبة بالتغيير للافضل ، ماضيا وحاضرا ، هذه هي البداية ولن تكون النهاية ...وكل عام وهن بخير وانس ومحبة وعمل ومشاركة لكل ما هو نبيل وخيّر ومُثمر لمجتمعنا .