عن هذا الامر كتب الاستاذ Mohamed Hesperides (وهو احد المُهتمين والمُعاصرين لتاريخ الاستقلال ) كتب في 14 ديسمبر على صفحته على الفيس بوك الاتي :
حدًد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949 أخر موعد لاعلان استقلال ليبيا بأن يكون الأول من يناير 1952، فهل حدد (الإنجليز) يوم إعلان الاستقلال ليتفق مع احتفالات العالم المسيحي بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام؟ أم أن هناك أسباب فرضت ذلك؟
أولا : قيد القرار إعلان الاستقلال بأن يكون قبل الأول من يناير1952 أي بأن نهاية الأجل تكون يوم 31 ديسمبر1951.
ثانيا:أن يوم 24 ديسمبر 1951 كان يوافق يوم الإثنين، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في الولايات المتحدة حيث يقع مقر الجمعية العامة وفي بقية دول العالم الغربي، وهو في نفس الوقت أخر يوم عمل في الأسبوع قبل احتفالات أعياد الميلاد يومي 25 و26 ديسمبر أي الثلاثاء والأربعاء.
ثالثا: أعلن الدستور الليبي في 7 أكتوبر1951 أي قبل ثلاثة أشهر من نهاية الأجل الذي حددته الجمعية العامة، وانطلقت اللجان المشكلة في وضع الأسس لهيكلة إدارات ومصالح الحكومة في الدولة الوليدة، كذلك قفل الحسابات الختامية وتسليم واستلام الأصول الثابتة من السلطات البريطانية التي كانت تسيطر على قرابة 70 بالمائة من البلاد.
رابعا: في الخامس عشر من ديسمبر( تسعة أيام قبل إعلان الاستقلال) أبرق بلاكلي المعتمد البريطاني وزارة خارجيته بأنه وقع اليوم إعلان تسليم السلطات لينشر في الجريدة الرسمية وتمنى أن يحذو كل من معتمدي برقة وفزان حذوه، على يتم تسليم مهام الدفاع والخارجية يوم اعلان الاستقلال.أنظر صحيفة طرابلس الغرب المرفقة
خامسا: لم يتبقى من الموعد إلا اسبوعين تتخلهما عطلة رسمية لمدة يومين لكنها في الواقع تستمر لمدة اسبوع ولم تنتهي اللجان من أعمالها، كان موعد إعلان الاستقلال قد حدد يوم 10 ديسمبر، فرأت وزارة الخارجية البريطانية تأجيله إلى يوم الإثنين 17 ديسمبر. وافق كل من الملك ادريس والسيد محمود المنتصر على مضض.
سادساً: فشلت بعض اللجان في إنهاء أعمالها قبل هذا الموعد وخاصة المالية التي كان عليها إقفال الحسابات وإعداد ميزانية جديدة للدولة الوليدة، وكان أخر أعمالها اعداد مرتبات العاملين في الإدارات والمصالح قبل قفل الحسابات، كانت هناك لجنة إيطالية – ليبية تبحث موضوع الأملاك الإيطالية وتسليمها للحكومة الليبية قد توقفت عن العمل بسبب سفر أعضائها إلى إيطاليا لحضور عيد الميلاد مع عائلاتهم، كما أن الخارجية البريطانية تصر هلى تواجد ( الوزيرالبريطاني المفوض) عند إعلان الاستقلال والذي كان في لندن ويفضل الاحتفال مع أسرته.
سابعاً: حدد الملك ادريس يوم الرابع والعشرين من ديسمبر موعد إعلان الاستقلال وأصر على ذلك ورفض أي تأجيل بعد هذا الموعد وتضامن رئيس حكومته في ذلك، ولم يكن أمام السلطات البريطانية إلا القبول، كانت الأسباب التي أبداها كل من الملك ورئيس وزرائه هي:
أ- أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حدد يوم 31 ديسمبر كأخر موعد لإعلان الاستقلال، وأن تأجيل إعلان الاستقلال بعد هذا الموعد سيهدد باعادة طرح المسألة الليبية على الجمعية العامة، وهوما تريده الجامعة العربية وبعض من الأحزاب الليبية التي تسير في ركبها.
ب- السيد محمود المنتصر من جانبه كان يريد ردا قويا على الدعاية التي كان ينشرها حزب المؤتمر ضده حول فشل حكومته في تحقيق الاستقلال.
وهكذا تم اعتماد التاريخ الذي أختاره الملك ادريس وهو يوم الرابع والعشرين من ديسمبر موعدا لإعلان الاستقلال وهو يوم عمل في جميع دول العالم وخاصة ذات العلاقة بموضوع ليبيا واستقلالها، ليصلها إعلان الاستقلال.
أخيرا، قرار تحديد يوم إعلان الاستقلال كان قرارا ليبيا، لم تفرضه جهة خارجية ، ولا علاقة له بالإحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وهو بحسب الكنيسة الكاثوليكية يوم 25 ديسمبر الذي ينطلق عند منتصف الليل يوم 25 ديسمبر بكنيسة المهد في بيت لحم على بعد 3.5 كيلومتر من أولى القبلتين وثالث الحرمين مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ، المسجد الأقصى.
رحم الله من كان يسعى لخير هذه الأمة ....
.