...
وكما ذكر صديقنا السيد المستشار الفاضل جمعة ابوزيد في إحدى بوستاته الرائعة وأكدّ مُقارنة ومُفارقة غريبة وإسقاط جميل عن موضوع (الهجرة الغير شرعية) حيث يتهافت الغرباء اليوم للهجرة نحو اوروبا وإيطاليا خصوصاً ، بينما تباكى كثير من الليبيين حُزناً وهمّا وحنين ، عندما تمّ تهجيرهم قسراً إلى إيطاليا ايام الاستعمار الإيطالي ، رغم فقر بلادنا ذلك الزمن ...كثير منهم قضى نحبه هُناك غصباً والباقين تمً إرجاعهم عندما اصرّ الامير إدريس السنوسي في إحدى مُحاداثته مع الطليان من اجل الاستقلال على ضرورة عودة هؤلاء المهجّرين ( وليس المُهاجرين) لبلادهم ..ولذلك كان الاهالي يطلقون على الامير لقب ( سيدي إدريس طلاّق المحابيس ) ...احد هؤلاء المهجّرين كان الشاعر الفحل (جبريل مازق الرعيدي ( من قبيلة البراعصة عائلة حسين بيت شعوة بيت الرعيدي ) من فحول الشعراء الشعبيين في القرن الماضي (1880- 1968) ....رحمه الله ...هذه ابيات مُستقاة من شعره قالها في هجرته القسرية تلك ، حفظها ودوّنها المدونون ،يصف فيها حاله وحال رُفاقه هُناك ....عاد الشاعر لبلاده بعدها ...وله الكثير من القصائد والاشعار الوطنية والشعبية التي من خلالها يستمد الكثير من البحّاث بعض من تاريخ بلادنا وقيٌمها الإجتماعية النبيلة ....
انشاالله نعدّوا عالجبل ونــــردّوا ****ونزهوا ايام ونجبدوا ما صـــــار
ونجيبوا حكايا من صدور ملايا ***ونلقوا سرايا وطنا حـــــــــــضّار
منّاعه الخايف هل نجوع ضفايف **طعّامة الضايف في غلا لــــسعار
هل بيت هايف سمح ماله صايف***جامع إخوان التمّ فيه مـــــــــــزار
وهل بنت خيره مالعيب اتـــديره ***ولاينغموها بقول صار وصــــار
بنت بدويه خاشعه ونـــــــــــخيه ****تضّامر بذوقتا لبيت الجـــــــــــار
وهل طفل ناشي وين صارألطاشي **تحلف احباشي طيبه بـــــــــــــزار
تحته امقلم بوغثيث امـــــــــــــولم ***ان زغرت الناوي يحدره عالـــنار
ويحامي كحيله كان هابن خـــــيله****ويجي عاطفه وين المضمن ثــــار
وطن الجليده فكنا من كـــــــــــــيده**يا بجاه من صلى ومــــــــــــكه زار
لطفال ملوا والمشايخ كــــــــــــــلوا *حايرين ماهم عـــــــــــــارفين قرار
وجوه المسامي ريـــــــــــــتّن قدامي**دناقير تحلف فاقدين أخـــــــــــــيار
وغاشي اريادي جا علينا غــــــادي**منحازين حاصل دونهم تـــــــــــيار
تمويحة اصحابي دردرت مشرابي**وخلت دموعي سيلهن جـــــــــــرّار
وكثرة حسابي مالشقا وغــــــــــيابي*وهاللي مصابي روسهم حــــــــــسّار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق