صدى السنين الحاكي ...كورونيات زمان
دخل رجل البوليس الى إحدى المقار الحكومية ، وبيده ورقة قبض على أحد (المتهمّين) ألذى يعمل بذلك المقرّ لضبطه وإحضاره ،سأل عنه زملائه فى العمل "أين فلان " ! ..(فلان سنأتيك به بعد قليل ..هو فى مكان أخر ...رغم أن هذا (الفلان) هو من اطيب الناس سلوكًا وأخلاقا ..ولا نعرف أنه قد ارتكب أو فعل أية جريمة ..هو إنسان طيب جدا ....)..أتى (المتهّم) ، تلا عليه رجل البوليس الإتهام : (أنت أخذت الجرعة الاولى من التحصين الدوائي ضد مرض ألــ..منذ مدة، وقد مضت عشرة ايام على موعد حضورك بنفسك لتناول الجرعة الثانية حسب تعليمات المستوصف(العيادة) الذى أخذت فيه الجرعة الاولى ولدينا الاثبات بأنك على علم بكل هذه التعليمات وكان المفروض أن تأتي بنفسك ، وقد جاءنا بلاغ من المستوصف ، بضرورة ضبطك وإحضارك ،لأخذ الجرعة الثانية ،وأنا هنا لأنفّذ تعليمات الضبط والإحضار إلى ذلك المستوصف حسب القانون ) ..أُُقتيد الرجل الى المستوصف ..حيث تم إرغامه على مدّ ذراعه لأخذ الجرعة الثانية بوجود رجل البوليس ألذى قيّد الحالة ..ووقّع الرجل على إنذار وتعهّد بضرورة إستكمال الجرعة الثالثة فى ميعادها ألمُحدّد مع تعليمات رجل البوليس المشدّدة : " إذا لم تحضر المرة الثالثة وفي الميعاد المحدد لك حسب تعهدّك الان ، سنقودك المرة القادمة ليس الى المستوصف ، بل الى دار(أفتيته) " ( حيث كان يسمى (ألسجن) شعبيًا ذاك الوقت على أسم ...مُديره)...لم تحدث هذه الحادثة الحقيقية بالاسم والمكان والزمان فى أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فنلندا أو حتى الصين !حدثت هذه الحادثة فى منتصف الستينات في ...بنغازى ، خلال العهد الملكي الليبي ....
-الرواية مصدرها الاستاذة الأكاديمية ألليبية د. (ياسمين البركي) (نقلا عن جدتها ووالدتها).. والتي شاركت بها فى مسابقة بجامعة هلسنكي ، فنلندا ، حيث تُقيم..لنشر قصة حقيقية وقعت خارج فنلندا ..وتحصّلت فيها الاستاذة ياسمين على ألمرتبة الخامسة ..حيث قالت لها رئيسة لجنة التحكيم فيما كانت تُبدي أسفها لانها لم تحصل على المرتبة الاولى كما كانت تتمنّى الاستاذة ياسمين : " قصتكِ رائعة ، لكننا لا نصدق أنها حدثت بالفعل في بلد مثل ليبيا "...فكان رد الاستاذة ياسمين : (لم يكن بوسعي أن أقسم لها بالطلاق ) إنها واقعية ، وبعضٌ من أبطالها لا زالوا على قيد الحياة كما أخبرتني جدتي) ...
- الصورة من تصوير وارشيف الفنّانة الليبية المُبدعة الاستاذة فاطمة القرقني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق