هذا الطابور وهذا الازدحام ...وهذا التجمع ..لم يكن من اجل ..دحي ..او موز ...او خبزه او غيرها..او امام البنوك للحصول على مرتبات متأخرة او...او ازدحام امام سفارات بلاد الفرنجة (الكفّار) للحصول على تأشيرة تحت اى مسمّى ..او للحصول على بطاقة اعفاء من التجنيد الاجبارى أيام النظام السابق! ...او للحصول على بطاقة شخصية ..او للحصول على ورقة العائلة او جواز سفر ..او للحصول على سيولة بعد سياسات فقر الفكر وفكر الفقر ممن قفزوا علينا بعده ! والادهى انها لم تكن فى عام 2016...بل فى 3-10-1968 أيام المملكة الليبية الغراّء .. ...انتظارًا لدخول معرض كتاب في بنغازى ... كان هناك شيء ما يدفعهم إلى ذلك..مشروع نهضوي ! .. لاحظوا الشارع ولاحظوا الدراجات ..لاحظوا نوعية البشر ..بسطاء ..كبار ..صغار ..شيوخ دين ..ولاحظوا اشارات المرور الضوئية ...لا احد يقف في الشارع ..يوجد ممر مخطط للمشاة ...يا خسارة ...لست ممن يتحسّرون على الماضى ... لكنني متأكد ان ذلك الماضي وكذلك الكتاب ، هما من يتحسّرون علينا........ اليوم !
مدونة شخصية بها مقالات واراء قديمة منذ عام 2009 وحتى الان ..سياسية ثقافية علمية إجتماعية تاريخية ..
بحث في هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 24 أبريل 2021
الجمعة، 23 أبريل 2021
حديث قديم ..........
الخميس، 1 أبريل 2021
صدى السنين ...الباكي
الصادق النيهوم ....عند الاخرين وحريات عهد المملكة الليبية
توفيت والدة الصادق النيهوم ساعة ولادته في
حي سوق الحشيش في بنغازي عام 1937. كان والده بحاراً لا يعود إلى المدينة
الصغيرة إلا قليلاً، فاحتضنه خاله حتى بلغ الثامنة، فذهب إلى منزله الأبوي.
دخل الجامعة الليبية تلميذاً، ثم معيداً. أوائل الستينات، هاجر إلى
هلسنكي، وأخذ يكتب مقالات إلى صحيفة «الحقيقة» خطفت لب الشباب. وكان الموعد
مع الصادق أجمل مواعيد الأسبوع. وكان يقول «شيئان يربطاني ببنغازي: قلبي
وساعي البريد».
دخل الصادق الكتابة العربية بأسلوب لا مثيل له: روعة
البداوة وصدمة الغرب وثقافة الآداب العالمية. كان يمكنك الإصغاء إليه
ساعتين وهو يتحدث بشغف وعمق وطلاقوفيت والدة الصادق النيهوم ساعة ولادته في
حي سوق الحشيش في بنغازي عام 1937. كان والده بحاراً لا يعود إلى المدينة
الصغيرة إلا قليلاً، فاحتضنه خاله حتى بلغ الثامنة، فذهب إلى منزله الأبوي.
دخل الجامعة الليبية تلميذاً، ثم معيداً. أوائل الستينات، هاجر إلى
هلسنكي، وأخذ يكتب مقالات إلى صحيفة «الحقيقة» خطفت لب الشباب. وكان الموعد
مع الصادق أجمل مواعيد الأسبوع. وكان يقول «شيئان يربطاني ببنغازي: قلبي
وساعي البريد».
دخل الصادق الكتابة العربية ة عن غوته، وكارل غوستاف يونغ، والدنماركي
كيركغارد. وعندما قام القذافي بانقلابه، كان، مثل سائر شباب ليبيا،
مسحوراً بالصادق. وفي بداياته نزل إلى الناس وحاورهم، وحاورهم باسمه الأول،
معمر. وعندما أصدر «الكتاب الأخضر» قال كثيرون إن الصادق هو الذي وضعه.
لكن
لم يكن في الكتاب شيء من ألق الصادق ولمعانه الفكري. وقد تبيّن فيما بعد،
أن الذي ساهم في توليفه اثنان من المقيمين السودانيين. ونشأ خلاف بين
الصادق وبين الأخ القائد ولجانه الشعبية، فظل النيهوم إلى وفاته عام 1994
في سويسرا، ولم يعد إلى بنغازي إلا رفاتاً.
ألقي نوع من الحظر على
الصادق في الجماهيرية العظمى. ولم يكن للأخ القائد وجود اسم آخر يحتفي به
الشباب كل يوم. وكان له قرّاء ومريدون في كل مكان. وحاول الكثيرون تقليد
أسلوبه، وسعى البعض الآخر إلى تقليده في هندامه «الهيبّي»، وحذائه المكشوف،
وسروال الجينز البسيط.
لكن في زمن الحظر، بقي للساحر الليبي أصدقاء
ومحبون. وتولى الأديب سالم الكبتي، نشر كل كلمة كتبها الصادق، وضمها في كتب
خوف الضياع. ولا يمر عام إلا ويحمل سالم إلى كتاباً آخر من الصادق أو عنه.
وهو يعرف مدى تلك المودة والصداقة الخالصة والإعجاب الذي كان يربطني
بالنيهوم، ولا يزال.
قبل أيام أرسل لي الكبتي (الكاتب والمؤرخ الليبي ) آخر الإصدارات: «الذي كان
يزرع الزجاج: مقالات عن الصادق النيهوم». بينها واحدة بقلم الشاعر العراقي
عبد الوهاب البياتي. ظننت أن المقال سيكون مقتضباً؛ لأن البياتي ضنين
بالكتابة عن الآخرين – إذا حدث وكتب. واعتقدت أنه سوف يكون خالياً من أي
كلمة إعجاب. لكن البياتي، لمرة، تغلب على نفسه، وعلى سمعته، وعلى جميع
الذين راهنوا على أنه لن يكتب كلمة طيبة في أحد.
يروي البياتي، دامعاً،
قصة ثلاثة رفاق التقوا في المدرسة، ثم الجامعة: الصادق رجب النيهوم، ومحمد
حسن القزيري، وأسعد أحمد المسعودي. جميعهم ولدوا عام 1937. وجميعهم تخرجوا
في كلية الآداب. وجميعهم ماتوا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، يتقدمهم
الصادق..
- سمير عطا الله ...كاتب وصحفي لبناني ..صحيفة الشرق الاوسط الالكترونية في 01-04-2021
- الصورة ..ارشيف صحيفة (السقيفة الليبية) الالكترونية