ليبيا ..بلاد النفط والغاز والشمس والبحر والرياح والصحراء والجبال والغابات والوديان ..تحتاج لباخرة نافطة وبعض مشتقات النفط الاخرى كل اسبوع ، تأتيها من خارج حدودها لتُضيء ديارها وتشغّل مخابزها ومحرّكاتها وفي القرن الواحد والعشرين وبعد قرابة خمسة عقود من إكتشاف النفط ....إنها لجريمة تنموية كُبرى واكبر ممّا نتخيّل او تخيّلنا ...وضعت حكومة المملكة الليبية خططاً تنموية خُماسية بداية عام 1963 تم تنفيذها بالكامل خلال خمس سنوات ثم وضعت الخطة التنموية الثانية (1969 -1974 ) ، تلك التي كان يضعها مُختصون وخبراء ليبيين واجانب وتعتمدها الحكومة وأظنّ ان خطط مشاريع التنمية وإستغلال وتكرير النفط محليّاً كان من بينها ، تلك الخطةالتي توقّف مُعظمها بعد ذلك بسنة لأسباب كلكم تعرفونها (مستشفى الـ1200 ببنغازي كان من ضمنها كمثال) ، ودخلنا بعدها متاهة الشعارات والايديولوجيات لنرى نتائج تلك الإنتكاسة فرح بباخرة نفط او بنزين او حتى دقيق وبلاستيك واطباق دحي وتونة وسردين وغيرها...تتهادى في الافق البعيد اتية لبلاد النفط والارض الطيّبة ...ما لم توضع خطة تنموية إستراتيجية وطنية محكومة بمدّة محدّدة وميزانيات معروفة يضعها خبراء تنمية في كل المجالات ..ستظلّ المؤتمرات والندوات والبحوث مجرّد حديث ناعم على اوراق متفرّقة او من وراء ميكروفونات ....بدون مشروع تنموي منظّم قابل للتنفيذ والإنجاز والمُحاسبة ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق