الحقيقة لا توجد وجه مقارنة اصلاً حتى نحزن كثيرا على ما يحدث عندنا او ان نُعجب كثيرا بما يحدث عندهم..فتقريباً في الأول من يناير 1801، توحّدت مملكة بريطانيا ومملكة إيرلندا وأسّستا المملكة المتحدة والتي تُعتبر تاريخياً قاعدة الديموقراطية الغربية التاريخية وبعد كثير من الحروب والفقر والنزاعات والمعاناة والتأسيس والبناء ، مع كثير من الثقافة والتعليم والتربية والأدب الإنساني تولته نخبة من العلماء والمؤسسين و الأدباء والفنانين والسياسيين والفلاسفة الانجليز والغير انجليز ، كما كانت من اوائل من اخترع (الاستعمار) فكان يُقال عنها (الامبروطورية التي لا تغيب عنها الشمس) ، وفيها حدثت الثورة الصناعية الأولى والتي نتمتع بخيرات مُنتجاتها وتقنياتها اليوم ..إن اردنا ان نصل فلا يجب ان نطل على تلك الممارسات الديمقراطية من فوق ونتباكى ..بل نبحث عن بداياتها من تحت ونتعلّم ، ادعى معمر القذافي انه (ديموكراسي) لكنه وبعد اربعة عقود من التمسّك ، تم إزاحته من قبل إنتفاضة شعبية ، فترك وطنا مأزوماً ولكنه لم يترك دولة ، وحتى الوطن ولولا الأسس التي بناها الأجداد المؤسّسين و القواعد والقوانين الدولية للحدود لكان قد تركه سفرتحاً كما يُريد من قفزوا على إنتصارات تلك الإنتفاضة اليوم ، ومن أجل إزاحة عمر حسن البشير ونظامه في السودان ولمدة ثلاثة عقود ، كان لابد من القبض عليه ولكن بعد ان افسد الاقتصاد وقسّم السودان ..ملاّت إيران وفقيهها يبدو انهم لن يتركوا السلطة في بلادهم إلا بعد إفقاره والدخول في حرب قد لا تُبقِ ولا تذر..عن (جماعتنا) وفي 2014 ، مارسنا قليل من الديموقراطية ، اخرجناهم بالصناديق ، فأحرقوا كل شىء ولا يزالون ، مُتلبسين بشعارات (الثورة) ، تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية وبعد فقط 3 سنوات اضطرّت للإستقالة في مشهد عاطفي ومؤثّر وتاريخي، رغم انها كانت تُنفّذ في حكم إستفتاء شعبي بنعم للخروج من الاتحاد الأوروبي ..إلا انها بكت على مغادرة خدمة وطن .... ابى ان يُغادرها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق