ما بين الأعوام 2008 -2010 ..تعرّض العالم لما سمّي وقتها الازمة المالية الاقتصادية الدولية ..في منتصف عام 2010 أذكر لقاءًا تلفزيونيًا على قناة الـBBC مع أحد خبراء الاقتصاد الانجليز تعرّض فيه لأسباب الازمة ومن بين تلك الاسباب الرئيسية ذكر الخبير انه كان هبوط أسعار العقارات المرهونة للبنوك مقابل قروض إإتمانية ثم عرج الخبير على تأثير تلك الازمة على كثير من اقتصاديات الدول المُختلفة وعندما وصل لإقتصاديات بعض دول العالم الثالث ..سأله المُذيع ..ماذا عن تأثيرها على دولة نفطية مثل ليبيا ! ..رد الخبير مبتسمًا ..أعتقد ان ليبيا تُعتبر من الدول النادرة التي لم ولن يتأثر إقتصادها بمثل هذه الازمات !..فهي لا تملك إقتصادا بالمفهوم المعروف أصلاً حتى يتأثر ..هو كأنه دكّان رجل واحد يبيع نفط ويشتري بضاعة أخرى ويضع نقوده الزائدة في أماكن غير معروفة وليس هناك محاسبة لا شفافية ولا ميزانيات ولا أرقام مُعلنة ...
تذكرت هذا وانا أرى الكثير من (الخبراء) عندنا ..بدأوا يتحدثون للغلابا والبؤساء عن مدى تاثير توزيع الـ400 دولار لإفراد الاسرة الليبية التي أعلن عنها البنك المركزي على (الاقتصاد الليبي) وكذلك تأثيرها على حاملي بطاقات الفيزا وفيمة العملات الصعبة وغيرها (والتي لم يصل بعد المواطن العادي البسيط لإمتلاكها حتى الان ،حتى يخاف عليها) ! وعلى تأثير هذا التوزيع على حصول (إهتزازات) و (إنهيارات ) للإقتصاد الليبي ..لا أعتقد انه حتى الان يوجد لدينا إقتصاد حقيقي بالمعنى العلمي للاقتصاد حتى يتأثر أو يؤثر او حتى يهتز او ينهار ..ولا يوجد لدينا ارقام او ميزانيات او معرفة الوارد والصادر ..كل ما نعلمه ان المؤسسة الوطنية للنفط تبيع النفط لشركات عالمية حيث تودع القيمة بالمصرف الليبي الخارجي وفروعه والذي يقوم بتحويلها فيما بعد للبنك المركزي الليبي في طرابلس (وهي المُفترض اموال لكل الليبيين والليبيات)...وفي ظل هذا الامر وحتى نبني إقتصادأ صحيحًا بكل مقوماته وقواعده نقول ..حتى توزيع الاموال سواءا محلية او اجنبية قد يكون وصولها للمواطن البسيط العادي بالطرق البدائية هو الاسلم ..وكما يقول الليبيون في امثالهم ..(كل جغمة تبل الريق نين يفرّج ربي )..فلا تقفزوا على المراحل ولا تتحدثّوا عن مثاليات أكاديمية إقتصادية فهو سيبدوا للغلابة وأهل الارض البسطاء والمعوزين وكأنه ...إستشعار عن بُعد عن إقتصاد لا يعرفونه و لم ينعموا به يوماً إلا كقيمة نقدية لا تكاد تكفي قوتهم وحياتهم ولا تكاد تصلهم او جزءاً منها ، إلا بعد نهار طويل سواءا ماضيًا او حاضرًا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق