في الايام الاولي للثورة في عام 2011 ...كنت في سويسرا ..خرجت من البيت بسرعة ..حيث كنت رغم الغربة اقوم باشياء كثيرة تعاطفًا ومحبة وتأييدً وفخرًا لابناء ورجال وحرائر بلادي .. حيث كانت وسائل الاعلام هناك تتناقل ما يدور في ليبيا ساعة بساعة .. وكانت العاطفة والحلم والامل تحمل أرواحنا إلى ليبيا الثورة والبطولة والتضحيات بكل غالي ونفيس...أجسادنا هنا ،إنما ارواحنا في ليبيا ..في هذا الجو المشحون بالعاطفة الجياشة ..صعدت القطار ..بعدها دخل موظفو الكونترول المكلفون بالتفتيش على بطاقات الاشتراك والصعود للركّاب ... هنا تذكرّت أنني وفي ظل سرعة خروجي .. قد نسيت أن أخذ معي محفظتي وبطاقة الاشتراك الشهري...سألني أحد رجال الكونترول السويسري ...قلت له ليست معي ...لقد نسيتها ! ..عندها رد ..حيث أنكي لا تحملين بطاقة الصعود ..يجب ان تدفعي الغرامة المحددة لهذه المخالفة..رديت ..حتى محفظتي التي بها النقود ..نسيتها !..أستغرب كثيرًا ..وظهر غضبه ...ثم ..بعد ان عرفني انني غريبة ...سألني ..من أين أنتي ..! ..رديت ..ليبيا ....عندها ردة فعله كانت غريبة ومفاجأة بالنسبة لي ...تراجع خطوات مني ...ثم وضع يديه على صدره ...ثم أنحنى أمامي إحتراما ...شعرت بالفخر ..رغم تقصيري ومخالفتي ....
اليوم ألتقيت نفس الرجل ....وتذكرني جيدا من نظرته ....عندها طلبت من الله ودعوته ...أن لا يسألني ...لأنني لم أعد اعرف بماذا أجيب عن ما يحدث في وطني اليوم !...حفظ الله ليبيا
(خاطرة الاستاذة فاطمة القرقني (ليبية مُقيمة بسويسرا) ....بتصرّف )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق