بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

قنابل ...الدخّان 10-11-2012



    ما إن وصلنا إلى مرحلة بناء الدولة في بلدان الربيع العربي..حتى بدأت قنابل الدخان تنفجر هنا وهناك ..معطّلة وعامية بذلك تحقيق أهداف الإنتفاضات في بناء الدولة الدستورية المدنية الديمقراطية العادلة الحديثة ..تلك القنابل التي أراها هى صنع محلي بعضها كان موجودا أيام الأنظمة السابقة وبعضها صنعناه بأيدينا وعقولنا وثقافتنا والتي بعض منها لم يستوعب الحدث بعد وبعض منها..لا يريدنا ان نصل الى مكان غير المكان الذى يراه صالحا لمعيشته وثقافته ومصالحه ورؤيته هو فقط . .
   عراك على الشريعة وعراك على المناصب وعراك على النظام السياسي وعراك حتى على التاريخ ..وعراك على العواصم ...وعراك على من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء وعراك على ماذا تلبس المرأة وما لا تلبس وحتى أحيانا عراك على ..الشرارة.. وأين بدأت ...لا استغرب من قوم نسوا وتناسوا تاريخ الإنتفاضة فى ليبيا وشهدائها وإبطالها الشهداء والإحياء ومبادئها وأهدافها وبطولاتها خلال عام من الإحداث المتلاحقة والمصّورة التي أذهلت المتابعين ..لا استغرب منهم ان ينسوا ويتناسوا لماذا قامت الثورة أصلا وماهى الثورة وما هي مقاصدها ..
  مقاصد ثورتنا العظيمة في اعتقادي راسخا هى إرساء دعائم الدولة المدنية العصرية الدستورية ..فالسيادة لله أودعها الله الأمة ..الأمة هى مصدر السلطات..فلا تتوقعوا من امة مسلمة صابرة مجاهدة ان تحيد عن مبادئ الإسلام في العدل والمساواة وحقوق الإنسان ..فلن تحفظ الدين اسطر وكلمات مالم تكن محفوظة في القلوب والصدور ..فكفى لغطا ولهوا ..يكفينا ان (دين الدولة هو الاسلام ) كما فعل أولئك المؤسسون الذين لا يستطيع احد ان يزايد على تدينهم او وطنيتهم .. 
  كثيرمن المسلمين يعيشون محترمون ومصانون في شعائرهم وديانتهم واحوالهم الشخصية اليوم فى دول لا تذكر في دساتيرها كلمة او شعارا عن ..الشريعة كلمة واحدة غير (حرية المعتقد)..بل هرب هؤلاء المسلمون الى تلك البلدان بعد ان تعرّضت كرامتهم وأرواحهم وأموالهم للاهانة والاستغلال والاغتصاب فى دول ترفع كثيرا فى دساتيرها وقوانينها وشعاراتها وإذاعاتها وقنواتها كلمات ونصوص ومواعظ وصراخ عن الدين والشريعة وهم ابعد عن ذلك تطبيقا وممارسة .... فقط اطلقو عقال الأمة..ولا تتذاكو كثيرا ولا تجادلوا ..فأركان الأمة والدولة الحديثة التي يتبارى الكثيرون للدراسة والعيش واللهو والإقامة فيها ..واللبس من لباسها والأكل من خيراتها..والتحدث بلغاتها..وقضاء العطلات والعلاج فيها واستعمال تقنياتها..وصناعاتها..والإنصات والاستمتاع بفنّها وفنونها : هى جيش وامن وطنى ذو عقيدة وطنية دستورية ودستور مدني ديموقراطى يلّم شمل الامة عادلا منصفا لجميع المواطنين الليبيين..وقضاء عادلا نزيها ..ومحكمة دستورية عليا تكون مرجعية لنا..وفوق ذلك كله مجلس تشريعي به نواب وشيوخ تختاره الأمة فى انتخابات حرة ونزيهة..تتساوى فيه كلمة المناطق والغالب هو مصلحة الوطن ومصلحة الجميع ..وحرية ..واقتصاد هويته دعه يعمل دعه يمر ..ومن له في غير هذه الأمور فليصلى معنا ولكن لا يؤمّنا..ومن كان مع النظام السابق عقيدة ودما ومسلكا ..فبيننا وبينه المحاكم العادلة ..
   في وضعنا الحالي تسّّّرب الكثيرون من ذوي الثقافات التي سادت سنينا عجافا..من خلال بوابات كثرت أسماؤها تشكّلت فى مرحلة كانت المجاملة والمصلحة والجهل والتقافز وحتى التساهل عنوانها ...علينا ان نقوم بدعم بوابة واحدة رئيسية باسم (النزاهة والوطنية ) نضع فيها كل مطالبنا واختياراتنا لتكون ممرا امنا إلى ..ليبيا الحديثة .
  ما لم نحدد أهدافنا بكل دقّة وموضوعية ووطنية ..فستظل تلك القنابل الدخانية تعمى أبصارنا وأفئدتنا وقلوبنا ..وبوصلتنا.. وقد نجد أنفسنا وفي الوقت الضائع بعد ان يختفي ذلك الدخّان أننا ..كنّا نصلّّّّّّي فى غير اتجاه القبلة .

مفتاح بوعجاج

ليست هناك تعليقات: