العزل الثقافى ..قبل السياسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
27/12/2012
مفتاح
بوعجاج
ـــــــــــ
بدأنا نسمع كثيرا من الضجيج عن مايسمى بقانون
العزل السياسي ..وابتعد البعض عن الهدف الاصلى كعادتنا دائما فى الاختلاف على
التفاصيل قبل ان نعرف ما هو المطلوب والهدف والغاية ., ..وأصبح العزل عندهم وكأنه
انتقام او إبعاد او اقصاءا ...لا يجب ان ينسى الجميع أن الأصل فى هذا الامر هو ..
التخلص من كل رموز وثقافة وسلوك العهد الماضى واستبداله بثقافة ديموقراطية مدنية
حضارية عصرية حديثة وجديدة فماذا ينفعنا ان نحن عزلنا من كان يعمل مع الطاغية
وتشبع بثقافة الاستبداد ثم سمحنا لغيره يحمل ثقافة الاستبداد ولكن لم تتح له فرصة
العمل مع الطاغية ...العزل يحدث فى دول قامت بها تغييرات فى النظام(مثل المانيا
الشرقية ) ولكن مؤسساتها موجودة ولهذا يتطلب... الامر عزل كل من كان مسؤلا فى تلك
المؤسسات واستبدالهم بأخرين يحملون فكر التغيير وكذلك تغيير عقيدة تلك المؤسسات
مثلا من عامة الى خاصة او العكس ..فى ليبيا قامت ثورة على عصابة وليست نظاما
مؤسساتيا..لا جيش ولا بوليس ولا اقتصاد ولا حتى حكومة او حكم محلى أو إدارة..وتخلص
الليبيين من راس العصابة والكثير من أفرادها وتابعيها ورفاقها ...وتبقّى بناء
النظام المؤسسي الجديد بالعقيدةالانسانية الوطنية الديمقراطية الجديدة...وفى نفس
الوقت بدأ... الكثير من المتطبعين بطبع الحرباوات بتغيير جلودهم للانضمام الى
السلطة و الوظائف والمجالس والحكماء وليس الى الثورة وثقافتها فهم لا يملكونها
اصلا ..وحدث هذا بوضوح اثناء فترة المجلس الانتقالى المؤقت ..هذا الامر لا يحسمه
العزل حتى لا نكثر من الضجيج والضوضاء والمساومات..لا يحسمه الا وجود بوابة رئيسية..بها
اشتراطات معينة يضعها كل الليبيين المؤمنون بالثورة والديمقراطية فى دستور او
قانون مؤقت ..تشعل اللون الاحمر عند المرور بها من الطامعين الى سلطة الوظائف
السيادية المؤسساتيةاذا كان احدهم لا يزال ملوثا بالإشعاعات الخضراء او كان من ضمن
العهد السابق عقيدة ومسلكا وثقافة ووظيفة قيادية وتاريخا ...ومن تمنعه تلك البوابة
من الدخول ..لايمنع ان نحاكمه فى اية جرائم تم ارتكابها ولكن يبقى مواطنا ليبيا
متهما إلى ان تثبت إدانته امام محكمة عادلة وشرعية وليس سيف الاسلام ولا السنوسى
ولا دوردة ولا غيرهم اقل جرما او اكثر كرامة من غيرهم من الليبيين المتهمين والذى
يتطلب محاكمتهم شروطا لا زلنا لم نبنها بعد واذا كان لهؤلاء مؤسسات حقوقية دولية
تدافع عنهم فمن يدافع عن اولئك الذين نرى انهم اجرموا فى حق الوطن والمواطن ولكنهم
خارج السجون ولكن يرون فى انفسهم ابرياء.. ..بهكذا امر لن ندفع جزءا من الليبيين
للانضمام الى صفوف اعداء الثورة التى ما جاءت الا لاحقاق الحق وانصاف الناس بطرق
ديموقراطية شرعية قانونية..ونرسى قواعدا للعدل والقانون ...ونتجنب مساوىء عمليات
الاجتثاث وتقسيم المجتمع خطا بين عدو وصديق وثوار وازلام بدل التقسيم بين ثقافة
ديموقراطية وثقافة الاستبداد..ليظهر الامر بأنه امر ثقافى استبدادى قديم نريد
التخلص ومنه وبناء ثقافة ديموقراطية حقوقية جديدة ..ونسمى الاشياء بمسميات قانونية
ولا نصف ولا نظلم احدا الا بعد الحكم عليه قانونا وعدالة ...فالامر امر ثقافى فى
جوهره ..,ليس سياسى فى شكله .ولله الامر من قبل ومن بعد .
مفتاح بوعجاج ..تم نشرها فى ليبيا المستقبل فى 2012/12/27
مفتاح بوعجاج ..تم نشرها فى ليبيا المستقبل فى 2012/12/27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق